أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الباخص والتقشف














المزيد.....


الباخص والتقشف


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا يجب أن نبين معنى كلمة الباخص، فالفعل بخص بمعنى فقأ للمعجم الوسيط، وهي الشحمة في العين أو قطعة اللحم في الرجل، ومعناها عند أهل الجنوب البقرة التي لاتدر حليبا وكثيرة الرفس، ويضرب المثل على المرأة المشاكسة لزوجها.
على الرغم من إن تلك البقرة(الهايشة) تحمل بطفلها بعد أن تجامع احد الثيران ، إثناء نزوتها الحيوانية وهي في عز شبابها ونشاطها وحيويتها ، لكنها لاتستطيع أن تكون أما، فهي مغترة بنفسها كثيرة الشحم واللحم جميلة المنظر (الدنيا زاهيتلها) ، لكن ما باليد حيلة فبعد أن يتكون الجنين في أحشائها، تحمل به وتراعي مسيرها وقفزاتها وغالبا ما تبتعد عن اللعب مع الشباب من الهوش وحتى الكبار في الجري، إلى أن يحين موعد الوضع فيجبرها ظرفها وربما تصرف راعيها أن تستسلم لولادة طفلها، لكنها بمجرد سقوط طفلها تعود لجبروتها ، فتركل وليدها متنكرة له وتمنعه من مضغ حليبها بالرغم من إنها حملت به تسع شهور وعانت ما عانت وهذه هي قصة الباخص في الهوش.
إن ما دعاني لكتابة هذا المقال أوجه التشابه بين حكوماتنا المتعاقبة وبعض أحزابنا، فهي تحتضن بعض إفرادها وتقدم لهم يد العون في البداية وتمنحهم المنح ، وتدخلهم الدورات وترسلهم للبعثات في الخارج، وتظهرهم للإعلام أحيانا، لكنها لاتصبح أما ، ففي نصف الطريق تترك ابنها تائها لايعرف كيف يتصرف، فهو لم يعرك الحياة ويتعلم من مهنها ، وإيمانا منه عندما ولج هذا الجانب الابتعاد عن السب والمدح والشتيمة والتحلي بالأخلاق الفاضلة، حسب الاوامر والتعليمات وان يكون كابن أللبون لأظهر فيركب ولا ظرع فيحلب، والمشكلة انه جلب لسجنه كائن آخر وهي زوجته التي وضعها في قفصه والتي تطبعت بطباعه، وأولاد منعهم من الخروج ومجاملة الناس والتعلم من الناس ما يفيدهم خوفا عليهم، لأنه امن مستقبلهم، وإنهم بالمستقبل أما دكتور (طبيب) أو مهندس، ولكن ينتهي الحلم فيستيقظ ، وقد قطع راتبه أو قلت معونته ، أو يطرد بداعي التقشف الذي عم البلد ، فماذا يفعل لا مهنة تعلمها ولا صنعة أجادها ، ولم يبقى من قوته وشبابه شيئا لكي يعمل حمالا او عامل بناء، وعائلته التي جنى عليها وتركها عمياء في دنيا لاترحم، فيعود متوسلا لحكومته الباخص لكنها ترفسه رفسة تخرجه خارج أبواب دوائرها.
إن الدول والأوطان تتقدم باحترام شعوبها ، بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن دمر البشر والحجر أدركت الدول عبثية الحروب ولا سبيل للنهوض من الخراب الحاصل إلا بالعلم والعمل، فتم بناء الإنسان أولا بدلا من أن يسيطر على فكرها النزعة الانتقامية التسلطية، واليابان مثالا، عدد سكانها 125 مليون نسمة تتربع على عرش الدول الأكثر تطورا وتقدما تكنولوجيا واقتصاديا، فقاموا بإعداد الكوادر العلمية والمهنية بشكل علمي ومدروس، وتعليم مبني على الانضباط والمثابرة وقوي ومتماسك وعلى أساس الكفاءات العلمية المتخصصة، مع تقدير عال للعلم والعلماء.
فأما أن نبقى دولة وأحزاب باخصة تطرد أبنائها أثناء التقشف وهذه ميزة الدول الفاشلة، أو نغير أوضاعنا قبل فوات الأوان فالجوع والفقر وغياب العدالة والأمان تدفع الناس للثورة والانتقام.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف الحكم وليس الوطن
- احزب الله ارهابي واسرائيل صديقة
- هيكل والصحافة العربية
- لايصلح التكنو قراط ما افسده الساسة
- ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج
- العرب وحرب الوكالة
- السعودية وتحالفات التقسيم
- تحرير سنجار وبقاء العرش
- العبادي الى الوراء در
- الاصلاح حلم جميل والواقع شبه مستحيل
- الاصلاح وتقليص الحمايات
- صفر عقاب 100% جريمة
- استشراف المستقبل حسب مراكز الدراسات الاستراتيجية
- الدكتاتورية بشخص او عدة اشخاص
- لولا داعش لسقطت الحكومة
- ابتسم ظريف وغضب نتنياهو فصمت العرب
- زعيم الفقراء ونكران الجميل
- المال العام واللصوصية الوطنية
- الاختلاف بين النظرية والتطبيق الاسلام السياسي مثالا
- الدفاعات الجوية يا حكومتنا الوطنية


المزيد.....




- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - الباخص والتقشف