|
الإرهابي الأول في كوكب الأرض
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 10:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو استعرضنا سياسات التدخل الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، وأحصينا مؤشراتها ومؤثراتها في مخططات كل رئيس من الرؤساء الذين سبقوا أوباما، لوجدنا إنها لا تصل إلى عشر معشار ما دمره هذا الرجل الهجين في عموم البلدان العربية، فقد اتسعت في زمنه خارطة الرعب، وتفوق على الذين سبقوه في تحقيق التزامن السوقي والموائمة التعبوية بين تحركات قواته العابثة في ديارنا، وبين تحركات العصابات الإرهابية، وأصبح هو الداعم الرئيس لنشر الفكر الإرهابي بكل عناوينه التكفيرية والانفصالية والظلامية، وهو الداعم الأول لتكريس التطرف العرقي والطائفي والقبلي، وهو الذي سمح بطغيان الصراعات المتأججة بين بلدان المنطقة، وهو الذي تسبب في انحسار المد الوطني وسمح بتفوق المد الطائفي، حتى انضوت تحت لواءه جموع غفيرة من التنظيمات المؤمنة بثقافة الموت والخراب، وصار هو القائد الميداني المباشر في معظم الخنادق القتالية المبعثرة فوق أرضنا الممتدة من باب العزيزية إلى باب المندب. وهكذا تحول الشرق في زمنه إلى جهنم الحمراء، ولسنا مغالين إذا قلنا: إن بعض الأقطار العربية آمنت بفكره، وسارت على منهجه، وظلت حتى الآن تأتمر بأمره، وتلتزم بتنفيذ سيناريوهاته، ولا تفكر بالخروج عن طاعته. وربما ستكون الأشهر القليلة المتبقية في حياته السياسية هي الأخطر، وهي التي ستقرر مصيرنا، الذي بات متأرجحاً بين خيارين. أحلاهما أكثر مرارة من الآخر. ليس من السهل التكهن بخواتيم الأفلام الأوبامية المرعبة، التي ستفرضها التسويات السياسية في المنطقة، ولا ندري كيف ستهدأ البراكين، التي فجَّرها أوباما بصواريخه المنتشرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والسودان. ألا يحق لنا أن نتساءل بعد هذا الاستعراض المقتضب، فنقول: هل لأوباما القدرة على فرض سيطرته على دبابيره الإرهابية التي أطلقها من مخابئ البيت الأبيض ؟، أم إن السحر سينقلب على الساحر، فتعود القوى الظلامية إلى حاضناتها الدموية لتضرم النيران في بيوت العهر التآمري ؟. أغلب الظن إن الأيام القادمة ستحمل لنا عواصف وزوابع من المفاجئات، التي لا تخطر على بال الجن الأزرق، وربما ستنشغل المراكز الاستراتيجية لسنوات وسنوات، فتنصرف لدراسة الآثار السلبية التي ستترك تداعياتها على حياة الناس في بلدان الشرق الأوسط.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جغازنبيل: زقورة عراقية في المنفى
-
عمال بلا رواتب
-
حقوقنا النهرية والبحرية
-
صحوة الجامعة في زمن الضياع
-
الله يستر من الجايات
-
جياني شيشكيان تفضح البهلوان
-
مشاريع الأتربة المتطايرة
-
حكومات الدكاكين النفطية
-
الإسلام دين الناس
-
أنصار الإرهاب يفضحون أنفسهم
-
ثورة الدب الروسي
-
غاز العراق وألغازه العجيبة
-
صفعات لا يتحملها النزيه
-
هل نحن ظاهرة صوتية ؟
-
سموم التراخيص النفطية
-
السمكة المجتهدة وحقوقها الضائعة
-
الأفضلية يصنعها أهل المروءات
-
خطوط الشحن البحري ومنغصاتها المحلية
-
صاحب شعار نفط العرب للعرب
-
زعماء بعد منتصف الليل
المزيد.....
-
ترامب يصدم الأسواق من جديد.. علّق التعرفة على كل الدول إلا و
...
-
شاهد شاحنة قطر تنشطر إلى نصفين بعد اصطدام قطار بها
-
الدفاعات الروسية تسقط 42 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
-
بريطانيا.. مساع حكومية لحلّ أزمة اكتظاظ السجون
-
لماذا يهاجم ترامب الصين في التجارة؟ وما الذي قد يحدث بعد ذلك
...
-
السوريون يتخيلون كيف سيبدو جبل قاسيون بعد إعادة التأهيل(صور)
...
-
-حان الوقت لأعيش حياتي-.. ميشيل تعلق على شائعات طلاقها من با
...
-
هل تخفّض تقنيات الاسترخاء ضغط الدم؟.. مراجعة علمية تحسم الجد
...
-
دراسة تكشف رد فعل مدهش للطيور أثناء الكسوف الشمسي
-
رسوم صينية إضافية بنسبة 84% على المنتجات الأمريكية واليوان ي
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|