سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 00:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدأ خبر انضمام الرئيس الامريكي باراك اوباما لموقع الفيس بوك بقوله ( واخيرا بات لدي صفحة خاصة في الفيس بوك) ! ولماذا اخيرا ؟ هل دفاعه عن حقوق الانسان اشغله عن ذلك ؟ أم حان الوقت لتحقيق سياسته ومصالحه ؟ فان المعطيات الحالية الواقعية في جميع مناطق النزاع وخاصة في الشرق الاوسط جعل من شعوب هذه المناطق ملمة جدا باسلوب امريكا في تطبيق سياستها ومصالحها , ولايختلف اثنان في ان السياسات تبنى على اساس المصالح وخاصة الاقتصادية , لكن عندما ياتي تحقيق هذه المصالح من خلال تدمير الدول بشعوبها ومؤسساتها فهي تخرج عن مضمار صيانة الامن والاستقرار الدوليين , وبذلك تصبح هذه السياسات والمصالح لاتختلف كثيرا عن منهج الاعمال الارهابية .
وياتي دور الامم المتحدة في حفظ السلام عن طريق طرح مقترحات وحلول وقرارات سياسية تكون دائما على حساب الطرف الأضعف في النزاعات , حيث أنها دائما تغض النظر او تبرر لسياسة امريكا , والاخيرة تراقب عن كثب كل الجرائم التي تحصل ضد الانسانية والتي بامكانها الحيلولة دون حدوثها , ولكن يبدو ان الوقت لم يحن او انه غير مناسب لمصالح امريكا السياسية والاقتصادية في التدخل السريع ومنع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الانسانية كالابادة الجماعية للكورد في حلبجة والانفال ... الخ والتي ترتكب حاليا على يد التنظيمات الارهابية كداعش وغيرها .
في الواقع , عندما جاءت امريكا "لتنقذ" العراق من سياسة صدام الدكتاتورية اعتبرها اغلب الشعب العراقي وخاصة الكورد على انها تحرير من ظلم واستبداد , إلا ان الامر لم يمحُ من ذاكرتهم السكوت الامريكي لاكثر من 35 عاما على جرائم نظام البعث .
إن الشعب الكوردي يعلم أن امريكا تعمل لضمان امن واستقرار اقليم كوردستان خاصة في حربها مع داعش ويعلم ايضا ان إمكانيات امريكا اكبر من ذلك للاسراع في الخلاص من داعش , إلا اننا لانريد ان نحمل دائما امريكا اعباء فشل سياسيي ومجتمعات دول الشرق الاوسط في ادارة أزمات بلدانهم وعدم حنكتهم في التعامل مع السياسة الامريكية .
عودا على بدء عسى الا يكون رئيس امريكا القادم على خطى باراك اوباما وهو يحارب الارهاب بنفس سرعة انضمامه لموقع الفيس بوك .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟