|
انطباعات ومشاهد من بلاد الهند (2)
عوني شبيطه
الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 22:15
المحور:
الادب والفن
*تاج محل تحتَ القِبابِ الناصِعةِ البَريئَةِ المُسورةِ بماءِ الكَوثر الرَقراق تَنامينَ يا "مُمتاز" في تَختِك المَرمَرِي الوديع مُلفَعةً باللوتُسِ والدَعوات والنَشيد راضِيةً مَرضِيَة ... يدُ اللهِ يا "ممتاز" وعباقرةُ الجِن ومن الناسِ أهل العِمارةِ والفَن صاغوا صَرحَك السَمِح البَهيجَ على سِحرِ إيقاعِ قلَبِ مَليكٍ عاشِق "فصارَ لكلِ صَّبٍ مُصطلٍ من مَغيبِ حَبيبِ قصداً الى اللهِ المُعينِ وفي التأسّي فَرقدا تذوبُ الذُنوبُ على عَتباتِهِ المَجبولَةِ بالصَلوات والزَفَرات والدُموع فلا يَدخُلَنّهُ آثمٌ أبدا"
مَعذرةً يا "مُمتاز" أني فِي حَضرةِ المَلكِ المُحِب وقَليلٌ من المُلوكِ مَن حقاً أحَب أسألُ، واعلَمُ انَ السُؤالَ نَشاز لكنًي عاشِقُ ومن حق العاشق أن يعرِف التاجُ المَيمونُ، حماهُ الله، كَم كَلَف كم كَلف! أحلِف بالآسِ وبالزَنبَق أحلِف بالعِشق ما جِئتُ أليكِ اقُضُ عَليكِ نومَ ضُحاكِ إنما اخشى ان تأفلَ مَحبوبةُ قَلبي الواهِن قَبلي فاخجلُ اهٍ كم اخجل إذ ما زلتُ لا املكُ في الأرضِ فِتراً تَستريحُ فيهِ ولا ناراً تُشَعشِعُ في الجَسدِ المُعَجَلِ تِبراً أُذريهِ في النَهر المُقَدس أُذريهِ في النَهر المُقَدس
*حلال ليسَ بَعيداً "عن بَوابة الهِند" في بومبِي القَديمَه لافتاتٌ تُرحِبُ بكَ بِلغةِ أمكَ والأكلُ حَلال هيتَ لَك هيتَ لَك وسِّر على الارضِ خَبَب انتَ في بيتِكَ على الضَفةِ الاخرى من بَحر العَرب *عرس عِرسٌ في مَخازنِ العَطارين الجُيوبُ مَدرارَةٌ هذا المساء فالزَبائِن عربٌ عَرب رجالٌ وَرِعونَ قُصر الدَشاديشِ نُتفُ الشَواربِ مُلتَحون ونساءٌ شردَت من شُطَيبٍ في ظَلامِ السَجفِ اعيُنُها وما فتئت تَحوم تَلتهِمُ البَضائعَ والشَوارعَ والرِجال
*تُكتُك سائِقُ التُكتُك الهزيلِ اشارَ الى زُمرَة ٍ تَجري على شاطئ البَحر قد يَكونوا من أهل الرِياضَةِ او مِمن أثقلَ عَليهم إيفاضٌ في الوَزنِ رشاقةَ البَدن المُنعَم قال: سيدي إنهم يركُضون ألا يَتعَبون! قلتُ: اذا تَعِبوا سَيرتادونَ اولَ مَقصَفٍ او مَطعمٍ ويشرَبونَ العَصائِر او الشاي او الشَمبانيا واذا جاعوا يأكلون "سَيدي! الاكلُ في المطعمِ على الشاطِئ غالي" قالَ مُحتجَاً ومُحتَدا قلتُ: لا عَليك إنَهم لا شكَ مُقتدرون وتَلمظتُ وتَلمظَ الحوذيُ مِثلي وهزَ رأسَهُ مُطمَئِناً، ثم تَمتمَ اكرَمَهُم الله لا بدَ أنَهُم أُناسٌ صالِحون
*نيدو نيدو إمرأةٌ نَبيهَةٌ تَهزُ رَضيعاً عارياَ بين ذراعَيها قد يكونُ وليدَها او لا يكون تُلاحِقُني، تَطوفُ حَولي، تَشدُ قَميصي وُتُنادي نيدو نيدو وتُصرِخُ الطفلَ المُدَربَ كَي انتبِه أن الثديَ جفَ والسَخيطَ لم يذُق اكلاً منذُ أيامٍ ، وتُردِد وتُعيدُ نيدو نيدو وَتشيرُ الى عُلبٍ مُكدسَةٍ امامَ دُكان اشتَريتُ للطفلِ المُجَوَعِ عُلُبةَ اللبنِ الثَمين لم اخطُو بعد خُطوَتين كانَت تعيدُ الى الدُكان عُلبةَ النيدو وتستعيدُ حِصتَها الضَئيلةَ من نُقودي فقلتُ يا فتى ضَحكَت عَليك لعنةُ الله على الفقرِ وعلى النيدو نيدو نيدو
*زعفران غداً سَاغادرُ الهندَ ولا بُدَ من بَعضِ الهدايا للاحِبةِ في الوَطن والكُلُ اوصَى والكل يعلمُ اشهى التَوابِل في بِلاد الهند فسألتُ صاحِبَ مَخزن هل لديِه زَعفران وما الثَمن قال: اطيبُ الانواع في دُرجي ولا خلافَ يا صَديقي على الثَمن قُلتُ: غالي !!! قالَ: مِن اينَ انت قلت: فلسطينيٌ أنا ــ من القَدس إذن ! وعانقني كأني نبيٌ أحملُ البَركات في عِبي وسأل: هل صليتَ في الاقصى قلتُ: في صِغَري ـ كيفَ القُدس قلت: حزينةً وما برحت اجملَ المدن ـ والأهَل كيفَ حالُ الاهل ! قلت: يَحمدونَ اللهَ دائماً ومَهما حَل فانهَمرَت دموعُهُ وعانَقني مرةً اخرى وحَوقَل ثم بَسمل ثم حَمدل ولما أطمأنَ أنَ اللهَ لا بدَ ناصِرُنا كَفكف من نواظرهِ الدُموعَ ودسَ في كَفي عُلباً مُذهَبةً صَغيرَه قلت: هذا ليسَ سِعرُ الزَعفران فلتأخُذ حَقك ! قال: لا عَليكَ يا ابنَ القُدس لا عَليك ذاكَ السِعرُ نُسقيهِ للمُتخمينَ في الخَليج وضحك وضحكتُ وضحكنا كمُتأمِرَين معاً وقَلتُ لن اودعَكَ فاني عائدٌ في الهندِ اشياءٌ تَستلبُ لقُلوبَ كثيرةٌ لم ارَ منها إلا القليلَ القليلَ بعد
#عوني_شبيطه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انطباعات ومشاهد من بلاد الهند (1)
-
السندباد
-
المدن دمشق
-
شئ من الغزل
-
*لَوأنَةُ الحُب (بمناسبة عيد الحب)
-
ارى ما ارى (4)
-
ارى ما ارى (3)
-
ارى ما ارى (2)
-
ارى ما ارى (الجزء الاول)
-
نشيد لغزه ( الحق ربعك)
المزيد.....
-
-قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف
...
-
لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح
...
-
من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري
...
-
سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
-
شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ
...
-
-لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي
...
-
شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع
...
-
بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس
...
-
“بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال
...
-
فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت
...
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|