البي كيكيكي كظاهرة سرطانية في الجسم الكردي !!!

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذا الرد على مقالنا السابق المتصل بالمحميات (العلوية أو الكردية ) المزمع تأسيسها لتقسيم سوريا، هو الوحيد الذي حاول أن يرد دون شتائم (العالم السفلي) الذي أطلقته قيادة البي كيكي الحزبية ضدنا بتكليف قواعدهم الأمية العامية الدهماوية، حيث بلغ عدد المعلقين –حسب أرقام الفيسبوك- حوالي ستين ألفا من المقاتلين (البككيين) الميليشياويين الشتامين المستخدمين لعقل نصفهم السفلي ....

منذ أكثر من ثلاثين سنة 1982 ، عدنا من باريس بعد اكمال دراساتنا العليا في جامعة السوربون (باريس3 )، ومن ثم الحصول على شهادة الدكتوراه ( الحلقة الثالثة ) في الآداب والعلوم الانسانية ......

كان من أهم المفاهيم التي استولت على فهمي لـ (الهوية) أنها، ليست هوية عنصرية أو عرقية أو جنسية بل هوية ثقافية، وليست عنصرا ثابتا، بل إن الهوية هي انتاج للذات الوطنية والقومية ثقافيا وتحوليا (صيروريا دائما) ، حيث يكفي إقامة بضع سنوات في الغرب الأوربي أوالأمريكي لتحمل هويتهم القومية بدون منة ...

ولسنا بحاجة للأصول والعروق والأجناس وتفوقها أو انحطاطها حتى يقبلنا العالم الحديث كمواطنين فيه، بل إن العالم الحديث ( سيما قادة دوله وسياسياتها الاستعمارية )، يستخدم (هوياتنا العتيقة) المتآكلة ( اثنيا أو مذهبيا)، في خدمة مشاريع الهيمنة والسيطرة على عالمنا الشرق أوسطي الغارق في الماضي وصراعاته، عبر تكريس هذه الهويات العتيقة الرثة (القاتلة )، للحفاظ على المسافة الفاصلة بيننا وبينه بقرون من الزمن ...

وتلك هي اللعبة الأمريكية الغربية –الإسرائيلية على المشروع الطائفي الإيراني منذ الهوجة العمياء للخميني التي أدخلت المنطقة في عقل حروب العصور الوسطى .........

حيث تتحول حروبنا (الهوياتية : القومية والدينية والطائفية ) أداة بيد قوى المركز العالمي الاحتكاري، لتوجيهها وفق مصالحه، وهو يتسلى على مشاهد دمائنا، كما كان كان أباطرة الرومان يتمتعون بالفرجة على قتل العبيد فيما بينهم أو في مواجهة الوحوش المفترسة التي يفترضونها أنها على شاكلتهم ..إذ تحضر اليوم في صورة نماذج وحشية غرائزية همجية (الأسدية –الداعشية –بوكو حرام _الحرس الثوري الطائفي الإيراني =حزب الله الشيعي –البي كيكي الكردي ) .....

منذ فترة عودتنا، وعبر أربعة عقود، اكتسب العقل القومي العربي وعيا نقديا جديدا بالذات ، وذلك وفق ما تعلمناه من (أناطول فرانس) الذي نقد منذ أكثر من قرن العقل القومي الفرنسي ( التقريظي المعجب بالذات ) ، بقوله أن الفكر (القومي الديموقراطي ) هو الذي "يكشف العيوب والرذائل القومية ) وليس التمجد بمآثرها ......هذه الأطروحة (لأناطول فرانس ) لم تؤثر في وعي الفردي الشخصي فحسب ، بل يبدو أنها غدت انموذجا لوعي (قومي نقدي عربي عام ) ...

حيث كان نموذجها الشاعر القومي ...نزار قباني القائل : إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب .. فحربهم إشاعة وسيفهم خشب وعشقهم خيانة ووعدهم كذب .. إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب فكلها نحو وصرف وأدب .. ليس في معاجم الأقوال قوم اسمهم عرب. - نزار قباني ( شاعر سوري...........

هذا المقطع الشعري الغاضب من شاعر عربي (عروبي الهوي والعقيدة كنزار) ضد العرب، استخدمه ضدنا مثقف كردي، ليديننا كعرب، بدلا من أن يرى فيه تطورا عقليا وثقافيا لدى العرب ارتقوا فيه إلى مستوى ( النقد الذاتي القومي العربي )، وليس مدعاة للتباهي القومي الكردي ضد العرب الذين ينتقدهم مثقف وشاعر كبير من بني قومهم.. في هذه اللحظة التي يغادر فيها شاعر عربي كبير(سياج دوغما العروبة القومجية )، ستبدأ الموجة القومية الكردية (الكردجية ) وتتوج بالفاشية البككية المعادية لشعبها ولشعوب منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها التوظيفة العدائية لـ (تركيا الدولة الاسلامية الوحيدة الديموقراطية في الشرق الأسوط )، حيث يبدأ (البي كيكي ) كالظاهرة البعثية العروبجية (الأسدية ) ...

ولهذا لم يجد المثقف الكردي سوى وضعنا طائفيا إلى جانب أدونيس ...حيث منذ مؤتمر القاهرة للمعارضة "العلوية " ، تبنت أطروحة النظام الأسدي الطائفي، بان الطائفية لا تحتكرها الأسدية كتوظيف سلطوي فقط..بل إن الطائفية قسمة مشتركة بين طوائف الشعب السوري : إن كان الأقلية العلوية ، أوالأكثرية السنية ...فإذا كان أدونيس هو المثقف الطائفي للعلويين ..فإن بالمقابل عبد الرزاق عيد هو المثقف الطائفي للسنة ........

.ولهذا يضع الصحفي الكردي نفسه كالكثيرين من المثقفين الأكراد الذين شتمونا، في منطقة الوسط المتواري (ببككييته الباطنية ) وراء الدفاع عن الهوية الكردية المستقلة، بمواجهة الثنائية الطائفية (مثقف السلطة العلوي الطائفي ممثلا بأدونيس ....ومثقف المعارضة السني الطائفي عبد الرزاق عيد ...ولهذا يعتبر الكثيرون من الأكراد الانتهازيين المرتزقة أنهم خط ثالث بين السلطة والمعارضة .........لكن هذا الأمر أصبح مكشوفا، وهو الزعم بالخط الثالث كما بدأ إعلان (البي كيكي) ، بيد أنهم يبرهنوندائما أنهم ملحقون وتابعون وعملاء لخط النظام الأسدي البربري الهمجي الاستيطاني الأجنبي عن العرب السوريين، كما البي كيكي أجنبي عن الكورد السوريين .....

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات