|
العراق عجب العجاب
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 17:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العراق عجب العجاب ... الشعب العراقي يطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يحارب الفساد والمفسدين .. من هم المفسدين ... من اين جاءوا ... الى من ينتموا ... اين كانوا ... كم خزنوا وهربوا من أموال العراق ، أموال الشعب ... ما علاقتهم بالعبادي ... لم ولن ينسى الشعب العراقي ما آل اليه حالهم بعد 2003 وكما قالها المعمم العلماني اياد جمال الدين في احدى اهم لقاءاته الصريحة والجريئة في التلفزيون العراقي فأن العراق قبل 2003 كان به دكتاتور يحافظ على سلطته بالقوة والظلم لكنه لم ينهب أموال الوطن وليس حرامي وقد بني في عهده معالم عراقية كبيرة حضارية وخدمية وسياحية وعلمية وثقافية ... ولم تكن هناك بطالة بل كان هناك تعيين مركزي وهو أسلوب معروف لحسن إدارة وتوزيع الثروة ... واليوم بعد 13 سنة من تغيير وازاحة الدكتاتور نجد ان هناك مئات من العاطلين عن العمل وان السياسيين الجدد اصبحوا دكتاتوريين بكل معنى الدكتاتورية مع صفتهم الجديد المقلدة للدكتاتور البائد مضاف لذلك كونهم لصوص من الدرجة الأولى سرقوا مال الشعب العراقي وثروات الوطن بكل أنواعها .. واذا كان الشعب العراقي اليوم يطالب العبادي باتخاذ إجراءات كفيلة بمحاربة الفساد و المفسدين فكيف له ان يفعل ذلك ... ان الشعب العراقي بذلك كمن يطالب العبادي بالانقلاب على حزبه وعلى كتلته وعلى الائتلاف الذي ينتمي اليه حزبه . فاذا كان العبادي قد جاء من كتلة ومن حزب فكيف ولماذا يترجى منه الشعب ان ينقلب على كتلته والحزب الذي اوصله الى هذا المنصب وكيف له ان يأمر بتوقيف رفاقه السراق ومن حزبه او من كتلته او من ائتلافه ... الذين عاش معهم وعاصر أيام النضال ضد النظام الدكتاتوري البائد ... شيء عجيب بل هو عجب العجاب واحلام شعب تعبان .. من اين سيأتي العبادي بهذه الشجاعة التي يطالبه بها الشعب العراقي ... واذا افترضنا انه فعلها .. فمن سيسنده في اصدار قراره الوزاري او الحزبي ومن هي الجهة التي ستقف معه في تنفيذ قراراته في عزل وتوقيف واحالة للقضاء .. كل أجهزة الدولة الأمنية والسيادية اذا لم تكن من حزب الدعوة فهي من ائتلاف دولة القانون واذا لا فهي من الائتلاف الشيعي ... فكيف سينقلب على كل هؤلاء .. الا يجب على العراقيين ان يكونوا اكثر عقلانية ومنطق وان تكون طلباتهم مقبولة وممكنة التنفيذ ... ان لله في خلقه شؤون وخصوصا العراقيين ... اذا كان الحشد المدني يمثل تيار الإصلاح الشعبي للأحزاب السياسية العراقية من سنة وشيعة ... فلماذا لا يكون الحشد الشعبي العسكري مثله ويضم شباب من السنة والشيعة لمقاومة آفة داعش ... ام ان هناك فرق عقائدي غير معلن بين الحشدين .. ان مطالبة العبادي بالانقلاب على من اوصله الى هذا المنصب ضرب من الخيال .. وهو نوع من المطالبة بمحاربة الفساد بالفساد .. لأن كل العقلاء (اغلبهم مطمورين خوفا او مستبعدين او مهاجرين) يعرفون ان الفساد يستدعي اللجوء الى القانون وعلى المفسدين مراقبة انفسهم وضمائرهم أولا قبل أجهزة الامن والحكومة وان الاخلاق والشرف والايمان واحترام القسم الذي يؤدوه عند التخرج او استلام منصب ... هو نابع من الشخصية الإنسانية لا من الانتماء السياسي او الديني او العرقي او القومي وكل فرد تحكمه السيرة الذاتية و تربية الاسرة والعشيرة والقبيلة والشارع والصديق ... والى ان تصبح محاربة الفساد حقيقة .. لن تكون الانقلابية الفردية على الحزب هي الحل ... لأننا نعلم ان كل قائد سياسي يمتلك اليوم فوج او فوجين او اكثر لحمايته وهذا قد يخلق حربا داخلية لا تبقي ولا تذر اما تبعاتها لما بعد هذا الانقلاب والخلاف .. فالله اعلم ما يخبئه القدر للعراق والعراقيين ... لذا تجد ان بعض السياسيين يؤيدون التظاهرات ويحاولون تسييسها و المشاركة بها في محاولة لسرقتها على غرار ما حصل في ثورة 25 يناير المصرية ... لكن هيهات وشتان بين العراق ومصر ... واليوم يجب على العراقيين ان يفكروا : من الذي يتظاهر و ضد من هذا التظاهر وكيف سيتم التنسيق بين المتظاهرين في بغداد و المحافظات الأخرى وما المطلوب في التظاهرة والى من ستقدم المطالب ومن سيتبنى تنفيذ هذه المطالب وكيف ومتى ومن سيقدم هذه المطالب ومن سيمثل المتظاهرين ومن هم الذين سيتم محاسبتهم بالدرجة الأولى من المفسدين والسارقين و المهربين والمبددين لأموال وثروات الوطن
هذه أمور يجب التحضير لها و ترتيبها لكي لا تتبدد جهود أبناء الشعب في رفض ومحاربة الفساد وان هذا الاعتراض الممثل بالتظاهر هو من اجل التغيير والإصلاح ... فالشعب يحاول كبت جماح غضبه بالتظاهر السلمي في محاولة وفرصة أخيرة للقائمين على الدولة في ان يغيروا سياستهم واسلوبهم في إدارة الحكومة ... واذا تم مصادرة هذه التظاهرات او قمعها او تخديرها بوعود كاذبة .. فأن الشعب قد يخدع مرة او مرتين او حتى ثلاث مرات او اكثر لكن في النهاية سيتحول السلم والصبر مع الامل والحق الى بركان ينفجر ... عندها لن يقف في طريق الشعب ما يمنعه من التغيير بالقوة . رياض محمد سعيد/10.اب.2015
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اشياء غير صحيحة يتداولها مستخدمي الحاسبات
-
عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة
-
ومضة حول عراق اليوم
-
أحلام يقضة سياسية
-
العراق ... دولة ام دول
-
ذل الاستعانة بغير الله
-
ليلة عازب في بغداد
-
مكانك ام مكانتك
-
اشتاق الى العراق
-
أخطار الدكتوقراطية
-
وليد النظام العالمي الجديد
-
اللعب على المكشوف
-
بين ما يتوجب الحدوث وما يحدث
-
شذرات من الليل 0110
-
رسم المشهد السياسي
-
نازح ومباريات بطولة اسيا
-
مقارنة في الديمقراطية
-
الاختيار الكبير
-
متى تصبح النميمة صنعة
-
الثالوث السياسي العراقي
المزيد.....
-
مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط
...
-
وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم
...
-
“سليهم طوال اليوم” تحديث تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على
...
-
-غوار الطوشة- يرحب بتطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا
-
-ديموقراطية لا دينوقراطية-.. تجمع في ساحة الأمويين يطالب بال
...
-
إندونيسيا: بعد 20 عاما من التسونامي.. إقليم آتشيه في زمن تطب
...
-
“بابا جاب لي بالون” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20
...
-
بابا الفاتيكان يكشف تعرضه لمحاولة تفجير انتحاري في العراق
-
صحف عالمية: الاستيطان اليهودي يهدد الوجود المسيحي بالأراضي ا
...
-
غانتس: نتنياهو ليس الشخص المناسب لقيادة الشعب اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|