أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - تركيا في مهب الريح















المزيد.....


تركيا في مهب الريح


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بداية شهر تموز الجاري, توقعت, أن رئيس جمهورية الأتراك, رجب طيب أردوغان, سوف يقدم على مغامرة إجرامية, تجر المنطقة لدوامة من العنف أكثر مما هي فيه. والهدف غير المعلن من هذه المغامرة الرعناء, هو تقويض عملية السلام الهشة, والتي تسير كالسلحفاة منذ أعوام بين الجمهورية التركية, وحركة التحرر الكوردستانية بقيادة حزب العمال الكوردستاني المعروف اختصاراً بـ" P K K" أو من يعتبرها تركيا ذراعه السياسي في الداخل التركي. بناءاً على هذا التوقع, كتبت في الرابع من شهر تموز الجاري مقالاً تحت عنوان " رايات هولاكو العصر بانت تلوح من أنقرة " مما لا شك فيه , أن من يقرأ العنوان, سيدرك المغزى المقصود منه, حيث أنني استنتجت, أن هناك عملاً عدائياً ما سيحدث على أيدي الأتراك المتعطشين للدماء. وفي سياق المقال قلت بصريح العبارة, أن تركيا بدأت تلعب على المكشوف, بعد أن خذلها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ولم يستطع هذا التنظيم الدموي, أن يحقق لها ما طلبتها منه, ألا وهو لجم الحركة التحررية الكوردية في غربي كوردستان, بل حدث العكس, حيث دحرته فتيات وفتيان الحركة التحررية الكوردية في كافة الجبهات, فلذا لم تبقى أمام الجمهورية التركية إلا خوض الحرب القذرة بنفسها ضد الشعب الكوردي المناضل, وسرعان ما بدأها جلاوزتها بالاعتقالات العشوائية المتسرعة في داخل المدن التركية, وكذلك في المدن الكوردية في شمالي كوردستان المحتل من قبل الكيان التركي, حيث تم زج المئات من الوطنين الكورد الغيارى وغيرهم من اليسار التركي في المعتقلات الأمنية التركية الرهيبة, وعبر الحدود المصطنعة, قامت طائراته المقاتلة بشن غارات عدوانية جبانة على مواقع الثوار الكورد في جبال جنوبي كوردستان. ولم تسلم من تلك الغارات التركية الهمجية, حتى القرى الكوردية في إقليم كوردستان, حيث أحرقت مزارعهم بالقنابل التي تسقطها الطائرات التركية أو القذائف التي ترميها مدافعهم عبر الجبال, وجرح نتيجة لهذا القصف العشوائي, العشرات من المزارعين الكورد بجروح بليغة, ونقل الإعلام أن أحدهم فقد إحدى ساقيه.
عزيزي القارئ الواعي, قبل القيام بهذا العدوان التركي السافر على الشعب الكوردي, قام أزلام النظام التركي ببعض الأعمال الإجرامية, لكي تتذرع بها تركيا عند شن عدوانها البغيض على الشعب الكوردي الأعزل. وما العمل الإرهابي الجبان, الذي وقع في مدينة (برسوس) الكوردستانية إلا إحدى هذه الذرائع المخطط لها في دهاليز أجهزة مخابراتها السيئة الصيت المعروفة اختصاراً بـ"ميت". ثم, لكي يشوه صورة الشعب الكوردي الصامد وأحزابه الوطنية, لقد ساوى المدعو أردوغان في إحدى تصريحاته التحريضية, بين تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ (داعش) والشعب الكوردي المسالم, حين زعم: أن حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف اختصاراً بـ " P Y D" أخطر من داعش. مما لا شك فيه يا أردوغان, أنه أخطر من (داعش), لكن ليس على أحد, سوى على النظام التركي المحتل لشمال كوردستان, والنظام السوري المحتل لغرب كوردستان, لأن تركيا تعرف جيداً, أن "داعش" محكوم عليه بالزوال و الفناء, لأنه كيان غير قابل للحياة, لكن حزب الاتحاد الديمقراطي و الأحزاب الكوردية الأخرى, بدأت رويداً رويداً تثبت أقدامها على الأرض الكوردستانية, وتحقق ما تربوا إليها, وفي نهاية الامر سوف ينتهي كل شيء, وما على الكيان التركي والكيانات الأخرى التي اغتصبت أرض كوردستان, وفق معاهدات استعمارية بغيضة والتي جزأت الأمة الكوردية الواحدة والموحدة, أن تفك ارتباطاتها القسرية مع أجزاء الوطن الكوردي المغتصب. من الأعمال العدائية التي قام بها النظام التركي قبل أيام معدودة, رغم وجود عملية السلام, هو استعداده العسكري لشن عدوان غاشم على الشعب الكوردي, من خلال إرسال طائراته التجسسية, بدون طيار, التي شوهدت في سماء جنوبي كوردستان وهي تحوم فوق معسكرات الثوار وتصورها تأهباً لشن غارات عدوانية غاشمة عليها. وعلى نطاق علاقات تركيا مع الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان, وتحديداً مع قيادة حزب الديمقراطي الكوردستاني التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع جمهورية تركيا, بلا شك أنها أطلعت من الجانب التركي على ما تريد أن تقدم عليها من تحركات عسكرية أو عدوان جوي على أراضي الإقليم. يظهر للمتتبع, بناءاً المعلومات التي زود بها الحزب المذكور من الجانب التركي, طلب الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الكوردستاني, نيجيروان بارزاني, وهو ابن شقيق رئيس الإقليم, من حزب العمال الكوردستاني, ترك أراضي إقليم كوردستان!. وسبقه في هذا مستشار أمن الإقليم, مسرور بارزاني, وهو نجل رئيس الإقليم, حين طلب من حزب العمال الكوردستاني, إخلاء منطقة جبل قنديل في جنوب كوردستان!. نرجو أن لا يتصور البعض, أن التنظيم الآخر المنافس للديمقراطي الكوردستاني أفضل منه في هذا المضمار, بل هو الآخر مطية للـ (جارة) الشرقية, تملي عليها ما تريد دون معارضة تذكر؟.
قيل قديماً, أن الإنسان ابن بيئته, يتأثر بها وتترسخ مفرداتها فيه. عزيزي القارئ, نحن هنا نقصد تكوين خصوصية الإنسان, التي يتربى عليها, وهي عبارة عن مجموعة مُثل و قيم وعادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات متوارثة, يتعلق بشخص دون غيره, أو جماعة دون سواها. قد يقول البعض, ما علاقة هذا الكلام بمضمون المقال, بَلا عزيزي, له علاقة بما يأتي أدناه, وهو, لماذا بعد أن أصبحت أمريكا قوة عالمية عظمى وتواجدت في الشرق الأوسط بشكل دام اقتربت من تركيا وتحالفت معها قبل غيرها؟ ألم يقل المثل: "شبيه الشيء منجذب إليه". يا ترى ما هو الشيء المشترك بينهما, الذي جذبهما للبعض؟ خاصة أنهما يختلفان في العرق والدين واللغة والجغرافية, ألا في الوطن, كلاهما أستوطن في أرض غير أرضه, استولى عليها بالقوة دون وجه حق. أن تاريخ ما يسمى بالشعب الأمريكي حديث, لا يتجاوز قروناً بعدد الأصابع في اليد الواحد. وكذلك الأتراك الأوباش, الذي وفدوا إلى ما يسمى اليوم بتركيا قبل ثمانية قرون ونيف, وهضموا حقوق شعب عريق في هذه البلاد, مر على وجوده فيها أكثر من خمسة آلاف عام. لهذا السبب وأسباب أخرى, تدعم أمريكا الأتراك الأراذل الأوباش, لأنهم في الهوى سوى, ما من شعب على كوكبنا استوطن أرضاً وأسس عليها كياناً دون أن يكون له جذور تاريخية فيها سوى أمريكا وما يسمى بتركيا الطورانية ربيبة الإمبريالية العالمية. وآخر دعم خجول وعلى استحياء جاءت من دولة أمريكا العظمى إلى الكيان التركي اللقيط, كان بالأمس, حين قالت, أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات الـ " P K K" التي تصنفها أمريكا ضمن المنظمات الإرهابية. كأن حزب العمال الكوردستاني هو الذي دمر برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وقتل ثلاثة آلاف إنسان بريء, ولم يخرجوا أولئك القتلة من مملكة "نفط ابن الكعبة" الحليفة لها. أو أن حزب العمال الكوردستاني هو الذي قتل السفير الأمريكي في ليبيا, وليس أصدقائها الأعراب. أو أن الـ " P K K" هو الذي قتل المئات من قوات الماريز في لبنان, وليس أولئك الذي يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي. أو هو من قام بتفجير سفارات أمريكا في الدول الإفريقية, أو هو الذي ضرب الفرقاطة الأمريكية في اليمن وليس ذلك الحافي القدمين الذي يغطي عورته وعانته المتقملة بوزرة رثة لا تلامسها الماء إلا ندراً, أو أو أو. يا حبذا تقول أمريكا وأوروبا للعالم أجمع, ما هو العمل الإرهابي الذي قام به حزب العمال الكوردستاني ضد مصالحهم الحيوية في العالم؟؟؟. لكن ماذا نقول لمن يتخلى عن آدميته, ويدوس بأقدامه على كل القيم والمثل العليا حفاظاً على مصالحه الضيقة؟!. نست أمريكا وإسرائيل إنهما اختطفا بعملية قرصنة مدانة, رئيس الحزب العمال الكوردستاني (عبد الله أوجلان ) عام (1998) وسلماه لتركيا الكمالية, نتيجة لهذا العمل العدائي السافر, الذي قامت بها الدولتان, أضف له قتل اثنين من المتظاهرين الكورد على أيدي حراس السفارة الإسرائيلية في ألمانيا بعد تسليم (أوجلان) إلى تركيا,رغم كل هذا, لم يقدم حزب العمال الكوردستاني بأي رد فعل تجاههما قط, وهذا هو نهج عموم الأحزاب الكوردية في عموم كوردستان إنها تنبذ الأعمال الإرهابية نبذاً باتاً. ألم يشاهد العالم من خلال قنوات التلفزة حين ختطف (عبد الله أوجلان) بعملية قرصنة وسلم إلى تركيا, كيف أن ثلاث وسبعون عضو فعال في الحزب العمال الكوردستاني قاموا في بلدان أوروبية عديدة بإحراق أنفسهم بالنار, رفضاً واستنكاراً لذلك العمل الهمجي, الذي قامت بها المشار إليهم ضد رئيسهم وملهم شعبهم (عبد الله أوجلان). لقد ضحى هؤلاء الأشاوس بحياتهم حرقاً بالنار, إلا أن قيمهم الكوردية السامية لم تسمح لهم أن يقدموا على عمل مشين ضد الأبرياء يلطخ صفحات نضالهم البطولي الناصع من أجل الحرية والانعتاق من براثن الاحتلال البغيض.



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدماء الزكية التي سالت على أرض پرسوس لطخة عار أخرى تضاف إلى ...
- أفواج الحشد الشعبي الكوردي ما هي إلا عودة لتشكيل الأفواج الخ ...
- راية هولاكو العصر بانت تلوح من أنقرة؟
- قليلاً من المصداقية يا الإعلام ال...؟
- اليزدانية ليس ديناً والعدد (21) ليس رقماً مقدساً كما يتوهم ا ...
- هل العراق دولة اتحادية أم موحدة؟
- ما هكذا تورد الإبل يا قناة الحياة 2-2
- ما هكذا تورد الإبل يا قناة الحياة 1-2
- هل يجوز لرجل الدين أن يضع الدين في خدمة السياسة؟
- ذهب العنصريون إلى مزبلة التاريخ وبقيت حلبجة صامدة شامخة كجبا ...
- تهنئة من القلب للمرأة الكوردية في عيدها الأغر
- تهنئة قلبية إلى كۆ-;-بانێ-;- الكرامة التي كانت و ...
- لم يبقى لبشار الأسد غير الكلام؟
- لماذا غالبيتكم تناصر الباطل دائماً؟!
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور3-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور2-4
- ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور 1-4
- الإزديون صانوا اللغة والدين والأرض الكوردية من التعريب والمس ...
- إنها كوباني وليست عين عرب يا بجم
- تركيا وداعش ومابينهما


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - تركيا في مهب الريح