أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((ويكيليكس فضح المخططات، والعقول (ج2) ....!!!!)) .














المزيد.....

((ويكيليكس فضح المخططات، والعقول (ج2) ....!!!!)) .


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكرت في المقال السابق أنّ المعلومات التي جاءت بها هذه الوثائق كانت معروفة، متوقعة من قِبل المحلّلين النابهين، ومن بعض القادة السياسيين الحاذقين، ولكن كان ينقصهم الدليل، وهذه الوثائق أصبحت دليلاً لهم على صدق رؤياهم لما كان يجري من تحركات مشبوهة للقادة السّنة في علاقاتهم مع السعودية، والدول الخليجية، وقد كانت سفراتهم المكوكية تنضوي على مكر، وغدر، وخيانة؛ لأنّها كانت خارج إرادة الدولة، وفي بعضها من دون علم الخارجية العراقية .
.
أظهرت هذه الوثائق أنّ هناك مخططاً سعودياً خبيثاً لتغيير الحكم الشيعي، وإزالته من السلطة في العراق؛ بسبب قربه من إيران العدوّ الذي تخافه السعودية، ولهذا المخطط أذرعه التنفيذية هم القادة السّنة الفاعلين في السياسة العراقية أمثال (أسامة النجيفي، وطارق الهاشمي، وإياد علاوي، وصالح المطلك، مسعود برزاني، وغيرهم)، وأظهرت أيضاً هذه الوثائق حرص السعودية على بقاء هذا المشروع فاعلاً حتى لو اضطرهم الأمر إلى التوافق مع سياسة المالكي؛ كي يبعدوا عنه أيّ: (المشروع) أيّ شبهة .
.
يأتي هنا دور العقول المفضوحة التي، وللأسف قد استغلت، وأصبحت أحدى أدوات التنفيذ؛ بسبب سطحيتها .
لكي ينجح هذا المشروع لابدّ من تفتيت الجبهة الداخلية الشيعية، واستغلال الخلافات؛ لتقرّب من جهات سياسية لديها مشكلات جذرية مع راس الحكومة آنذاك؛ كيف وقد كانت هذه الجبهة مفتّتة من الأزل؛ إذن فالمهمّة أسهل . وبحسن نيّة من هذه الجهات المتخاصمة رحّبت بهذا التقارب، والقبول من هذه الأطراف المشبوهة؛ لتحقيق الهدف المشترك؛ ولكن لغايات مختلفة .
.
ربّما يقول قائل بأنّ الحكم قد تغيّر بآليّة، وبإرادة وطنية، وكلامه صحيح؛ لا خلاف فيه؛ ولكن الذي أردت قوله: إنّ هذا المخطط لا يستهدف إلى تغيير الحكم الشيعي دفعة واحدة، بل على مراحل طويلة، فهذه الدول تعمل على النتائج، وليس على الآليات، وإنّ التأزم السياسي الذي خلّفته انتقال السلطة بهذه الطريقة؛ يهيّئ الأرضية للمراحل القادمة؛ بسبب ما ستحدثه من أزمات كبيرة تستعصي على العودة، وهي تمتلك قابلية التطور، والتفاقم حدّاً لا يحمد عقباه .
.
يبدو لي أنّ ظهور هذه الوثائق في هذا التوقيت الحساس جدّاً على مستوى الوضع الداخلي في العراق؛ لهو أمر مخطّط له، ومدروس بتمعّن؛ إذ يرمي المخططون من خلال نشر هذه الوثائق إلى تفتيت النسيج السياسي الشيعي، بالتالي الاجتماعي؛ لأنّها تعرف جيّداً طبيعة العلاقة بينهما، وسوف تكون صكوك الخيانة العظمى تباع بالمجان، وستباع أوراق التسيقط السياسي بأبخس الأثمان، وهنا تكمن خطورة القضية؛ لأنّه عند ذاك سوف يكون تماسك النسيج المفتّت مستحيلاً، في وقت يجتمع فيه المتربصون، ويذهب منّا كلّ شيء . طبعاً كلامي هذا لا ينفي الغايات الأخرى التي قلتها في مقال (ج1) .
.
أمّا على مستوى الفكر السياسي الشعبي، تمثّل هذه الوثائق درساً، بل دروساً للشعب قبل الساسة؛ لأنّ الشعب هو مصدر هذه السلطة، وهي أشبه بالدعوة إلى اليقظة، والفطنة، وهي توجب عليه تغيير رؤيته للأحداث، والمواقف، وكيف تعمل الدولة في ظلّ هذه التحديات، والمخططات؛ لا أنْ يبقى يدور في فلك التنزيه، والتقديس للرموز السياسية، وجلّ ما يملكه؛ كي يثبت نزاهة القائد السياسي؛ أنْ ينتقص من المنافسين له، وهو جدير بأن يسطّر لك تاريخ هؤلاء المنافسين بطريقة فجّة لا تحمل أيّ فكر سياسي يحلّل، ويناقش الأحداث الراهنة في البلاد . تحسّ، وأنت تستمع له تعيش عصر الجاهلية .
.
وفي الختام: أحبّ أنْ أقول للبيت الشيعي: كثيرة هي الأحداث التي عصفت بالبلاد كانت تستوجب تقارباً، والتحاماً للبيت الشيعي؛ لكنّنا للأسف أخفقنا في كلّ مرّة، بل زادتنا تباداً، وهذه الوثائق جاءت اليوم لتزيد هذا التبادل تباداً أكثر، وتوسّع من جحم الهوّة التي بينكم، فعلى كلّ الأطراف الشيعية من يؤمن بالمقبولية، ومن ليس له حظّ فيها؛ أن يعي خطورة المرحلة، ويفهم أنّ مقبولية الشركاء داخل البيت أولى، وأجدر من مقبولية هذه الأطراف المشبوهة بالخيانة .
اتركوا مصالحكم الحزبية، وحافظوا على مصالح العراق، وشعبكم الذي قدّم الدماء، وما زال يقدّم .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((ويكيليكس بين قيمة المحتوى، والغايات (ج1) ...!!!)) .
- مَنْ يستجدِي لا يُعطِي ...!!! .
- (( القابليةُ للاستعمارِ )) قراءة في أثر الصراع على الأمّة .
- ((مصلحة لا مصالحة)) . غيابٌ مقصودٌ للإصلاحِ السّياسِي فِي ال ...
- (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّ ...
- ((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .
- ((أسرار، وأسوار حول، وفي سقوط الموصل)) . نظرة على سير تحقيقا ...


المزيد.....




- أول تصريح لإيران بشأن المحادثات النووية بعد إعلان ترامب عن - ...
- عراقجي يعلن عن موعد لقاء وفدي إيران والولايات المتحدة في بلد ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم - ...
- -تجريم التطبيع-.. نائب تونسي: أقول لعموم شعبنا لا تعولوا كثي ...
- السفارة الروسية في لندن تنفي صحة الأنباء حول التهديد الروسي ...
- السفير الصيني عن الولايات المتحدة: أكبر -إمبراطورية قراصنة- ...
- -صورة احتراقه هزت العالم-.. نهاية مأساوية لصحفي فلسطيني من غ ...
- فرنسا: السجن المؤبد لجزائري نفذ هجوما بعبوة ناسفة في 2019 أص ...
- ثلاثة قتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وتل أبيب تؤكد ا ...
- ارتفاع متوسط أعمار السعوديين من 74 إلى 78.8 سنة


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((ويكيليكس فضح المخططات، والعقول (ج2) ....!!!!)) .