|
تكفير التجديد و تمجيد الجمود ج/1
اياد حسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 21:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(تكفير التجديد و تمجيد الجمود)محاولة تنقيبية في الفكر الاسلامي، او محاولة الوقف على اسباب فشلنا التجديد الفكري او التجديد بما يفهم من المفردة هو القيم بتقديم ادبيات الماضي بشكل جديد و اضفاء روح العصر عليها ، لكن ما اراه اليوم من خلال مراجعتي الافكار التجديديين او المهتمين بعادة الروح الاسلامية السالفة هو محاولة خلق تاريخ موهم عن فترة زمنية كانت فترة وردية لامعة اتاحت لتلك الامة انطلاقتها في ما بعد، وكذلك الدفع بالمزيد من التكفيرات المعاصرة الى الساحة الملتهبة اصلاً. و عليه اود اطرح سؤالين الاول :هل فعلا كانت تلك الفترة ذهبية وبدون منغصات ؟ و لماذا اسمي التكفيري الذي يتكلم بللغة معاصرة و يستخدم مفرادة حديثة بالتجديدي؟ لا اتصور ان الفكر الانساني يختلف في نظره للفترات السالفة ،الكل يبدأ بالكلام عن ما ينتمي اليه تاريخياً او عقائدياً ، عن تلك البداية ،عن ماكانوا عليه من عظمة و رُقيّ، تمجيد الاسلاف صفة مشتركة للبشر جميعاً و قد يكون ما اتكلم عنه هو اول دين للانسان منذ ان وجد.(تمجيد الأسلاف). ترسم المخيلة الانسانية للرجال الاوائل تلك الصورة التي نتصورها جميعاً و نحن نتكلم عن ماضينا على الاقل ، لكن هنالك فارق بين فكرة الانسان العادي في الشعوب البدائية ونظرتنا للرعيل الاول من المسلمين فنحن ننظر الى اسلافنا من خلال التاريخ، اما الانسان البدائي فينظر اسلافه من خلال المخيلة التي انتجت تاريخاً بطولياً لامعاً. تاريخنا معروف و ان كان قد كُتب بعد قرنين من بداية الاسلام و هو يحوي على الكثير من الشوائب و المنغصات و التي تحول دون ان ان ننظر كما نظر البدائي لماضيه، ماضينا مملوء بالقتل و التدمير والخراب و سلب حقوق الاخرين منذ الانطلاقة الاولى و نحن نعاني و الى الان و لانزال و سنظل ان لم ننفذ انفسنا من هذا الوهم و ان نتعرف بأن هنالك مشكلة و اصبح من الواجب ان نبحث و ان نشك و ان نقول قولاً اخر قد يقلق البعض و يزعج البعض الاخر. للاجابة عن السؤال الثاني. احمد امين من كبار رجال التجديد في مصر يخصص اكثر من 15صفحة و ينهال فيها مديحاً في محمد ابن عبد الوهاب صاحب اكبر مشروع تمفيري تكفيري في العالم وتستطيع ان ترجع الى كتاب احمد امين ((زعماء الاصلاح ))لترى ما هو امين من هذا الناحية. و لنا ان لا نتجاوز مجدد العراقي و هو (عالم السبيط النيلي) صاحب النظرية القصدية و الذي اكملت لهُ كتاب واحد فقط الا و هو ((البحث الاصولي بين الحكم العقلي للانسان و حكم القران)) يحاول هذا الكتاب ان يسحب البساط من تحت اقدام الاصوليين. ويقصد بالمدرسة الاصولية المدرسة المسيطرة الان على مقاليد المعارف الاسلامية في الحوزات العلمية، الا ان هذا الكاتب لا يكف عن استعمال مفردة التكفير اثناء تجواله في الفكر الاصوالي الكلامي و الذي يحاول تكفيره من شتى النواحي ان ما يقوم به هؤلاء هو ضخ المزيد من التكفيرات الى العالم الاسلامي زيادة في مستوى التشنج في عالمنا الذي يكاد ان ينهدم علينا من كثرة التشنجات احياناً اعتقد اننا نعيش في مسرحية نتبادل فيها الأدوار الا انني الان ابدل اعتقادي اننا نعيش كارثة محضة لا اكثر واستمرارنا في هذا الهراء هو طامة كبرى علينا ،التوقف و التفكير في ما يجري. الان و بعد هذه المحاضرة او المداخلة البسيطة اصبح من الممكن تلخيص مصائبنا بما يلي: 1- ان اي محاولة للبحث في مصدر للدين الاسلامي و محاولة تقديم رؤية بديلة او رؤية معتمدة على ما هو جديدمن فلسفات و مناهج تفسيرية معاصرة يعتبرُ كفراً. 2-تمسك المذاهب الاسلامية بالقول بأنها هي ((الإسلام الصحيح )) و هذا ما يدفعها الى الاستمرار بمحاولة اثبات احقيتها لا الى اثبات الحقيقة.تستعمل كل المذاهب نفس الاساليب الفكرية و ذات الاسس المعرفية و محاولة الاثبات لذلك فهي لا تختلف في ما بينها عند احتكارها( للحقيقة المطلقة) 3-محاولة رجال الدين الدائمة على اشاعة فكرة الاكتفاء بالنص الديني سند و مواجه و موجه للعلوم المعاصرة و التزمت و الجمود على فكرة قائلة ان القران كتابٌ ورد فيه كل ما يحصل و حصل و سيحصل، والتفاخر بأن اوربا انطلقت من جهود المفكريين المسلمين وهذا صحيح ضمن الأطار الفكري الأورسطي لكن عليهم ان يعترفوا ان انطلاقة المسلميين الفكرية جاءت من ترجمات و شروحات الفكر الغربي الفلسفي بالتالي هي علاقة تبادلية و لايمكن ان نقوم لوحدنا فقد استفندنا سابقاً من فكرهم فلما لا نستفيد الان و لما هذه القناعة بان الغرب يستهدف الاسلام (القناعة بنظرية المؤامرة ) حملات التخويف من الغرب و منتجاته الفكرية و السياسية لها ما يبررها طبعاً، فمفردة مثل علمانية قام بشرحها رجال دين معاصرون على انها نظام لتمرير الالحاد، تجعل مهمة المثقف صعبة جداً فكل ما هنالك ان مثقفنا الافتراضي يدخل في حقل الالغام العقائدي الذي لا يمكن ان يكون ذو خيارات متعددة انما اما ان يتابع في هذا الحقل او يرجع ادراجه و يكون قد حنش*. نفسه.
///////////////// *قيصرية الحنش مكان معروف في شارع المتنبي يجلس فيه المثقفين اعتبره مثال للتجمع المثقفيين الانعزاليين .
#اياد_حسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى وضِعَت النقاط على الحروف؟
-
الدين الشعبي و دين الموسسة و دور المثقف 2
-
اسلام القران و اسلام الحديث
-
الدين الشعبي و دين المؤسسة و موقف المثقف /ج1
المزيد.....
-
إبعاد إمام وخطيب الأقصى عن المسجد فور الانتهاء في خطبته
-
TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة 2025 الجديد
...
-
الاحتلال يسلم خطيب -الأقصى- قراراً بالإبعاد عن المسجد لمدة أ
...
-
اسلامي يؤكد عزم ايران لبناء محطات نووية بالوقود الوطني
-
آلام المسيح: ما الذي يجعل -أسبوع الآلام- لدى أقباط مصر مختلف
...
-
طريقة تثبيت قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ب
...
-
بطريركية موسكو وسائر روسيا تندد بحظر إستونيا الكنيسة الأرثوذ
...
-
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفع مستوى التأهب قبل أيام من عطلة ع
...
-
فيديو حريق في الجامع الأموي بدمشق.. ما حقيقة الحادث؟
-
السودان.. تجدد جدل ارتباط الجيش والإخوان بفوضى -التمليش-
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|