أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (3).














المزيد.....

ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (3).


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 14:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ظنّ زميل عزيز بأن هدف هذه الإضاءات على السلوك الجمعي ألعربي والإسلامي (يشمل الاغلبية غير المُطلقة ) ، هو نقد للإسلام ، لكن بطريقة غير مباشرة(من نوع نقد الفكر الديني ).. ولهُ أن يظنَّ ذلك . لكنني أودُّ التأكيد على أن هذه الإضاءات هي محاولة لفهم السلوك العربي وما هي مصادره النفسية ، والأهم هل من "طريقة " لإصلاح السلوك وكيف ؟، أتمنى أن تكون هذه المحاولة موفقة ، لفهم أسباب التردي العربي .
وأود أيضا ، لفتَ النظر إلى أن "عوارض " إضطراب ما بعد الحدث الصادم كثيرة ومتعددة ، لتُحيط بشكل تام وواسع بكل العوارض المتنوعة عند هذا المصاب وذاك ، لكن هذه المقالات لا تنوي "إعطاء " القُراء محاضرة عن الموضوع ، وإنما تهدف الى إسقاط التغييرات الحاصلة بعد الصدمة على السلوك الجمعي . وهذه التغييرات تحصل على مستويين ، الأول على صعيد الإدراك والمشاعر ، وهو ما استعرضناه في مقالتنا السابقة ، والثاني على صعيد "التوتر ".والذي من عوارضه
-الغضب الشديد أو العُدوانية
- صعوبة في التركيز
- البقاء على "أهبة الإستعداد " .
- سلوكيات تحطيم الذات .
ولنُلاحظ كيف أن "الخطاب العربي " ، هو خطابٌ يحمل كل هذه العوارض .
نعم من الضروري بل والصحي أن يغضب العربي والمسلم على الأوضاع وعلى من تسبب بهذه المهانة للعربي والمسلم ، على الناس ، لكنه (أي المجتمع العربي والمسلم ) وبما أنه يعاني من الإضطراب ، يُوجّه "سهام " غضبه الكلامي على الغرب ، وكأن الغرب هو المسؤول الحصري عن وضع العرب المتدني ، وبأن الحكام والشعوب العربية يعملون ما في وسعهم بهدف تغيير واقعهم ، لكن الغرب لهم بالمرصاد . يا لهم من مساكين ..!!
إن القبول بمقولة "لا ينفع العرب سوى حُكم ديكتاتوري " ، وراجت هذه المقولة كثيرا إبان حكم صدام المجرم والسفاح .. وترددت ايضا مقولات "لا يصلحُ حال هذه الأمة ،إلا بالكرباج (كناية عن القوة ) " . هذه المقولات كانت تبريرا للظالم وإلغاء للعقل الجمعي . وعبرّت عن تقديس للعنف والعدوانية ، وعن رغبات مكبوتة .. رغبات بممارسة العنف والقمع .
العُدوانية الشديدة ضد المُخالف ،تبلغ أقصى تجلياتها الوحشية في العدوانية المُنفلتة ضد "الاقليات " القومية والدينية ، وضد "أهل الخلاف " السياسي والعقدي .
وأستذكرُ في هذا السياق مداخلةً لي ،القيتُها في لقاء يبحث جذور العنف المتفشي في المجتمع العربي ، وكانت مُداخلتي ساخرةً ، حيثُ قلتُ : حتى جرائم القتل في مجتمعنا هي مثلنا ، متخلفة ، غير حداثية وعبثية!! فهي لا ترغب في تحقيق شيء في المستقبل ، بل من أجل تحقيق اهداف ماضوية ، جريمة بلا هدف .. غسل العار ؟! وهل هناك عار أكبر منّا ؟! بينما الجريمة المعاصرة هي جريمة محددة الأهداف ، تهدف للاستيلاء على سوق تجارية مثلا ..!! حسم مُنافسة اقتصادية ..!!
لكن لا يعني هذا الحديث ولا بأي شكل من الأشكال ، إضفاء شرعية على الجريمة ، حداثية كانت أم ماضوية ..!!
العدوانية تجاه الذات وتدميرها (أنظر إلى الإحتراب الدموي في العالم العربي )، هي إنعكاس لِرُهاب الصدمة والحدث الصادم .
فنظريا ومن باب اولى أن يتم توجيه هذه "البطولات " ، نحو العدو والمسؤول عن الحدث الصادم ، ألا وهو الغرب الصليبي . (شخصيا لا أرى بأن الحل "لقضايا" العالم العربي ،هو حلٌ عسكري )، لكن من اجل التوضيح فقط ، نقول بأن هذه الشراسة على ارض المعارك ، لا يُمكنُ أن تظهر في ساحة معركة أخرى .
فالذي يعاني من الحدث الصادم ، كما اوردنا سابقا ، لا يرغب بتذكر الحدث الصادم او مكانه ، بل وينزعج ، يتوتر ويخاف من مجرد التذكير بالصدمة . لذا فهو عاجز عن التصدي للذي سبّب الصدمة .. وتنطبق عليه نفسيا ، المقولة : "أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ" .
وحينما يذكر أحدهم الصدمةَ أمامه ، تنتابه مشاعر الخوف ، الغضب والعدوانية تجاه الشخص الذي ذكرها ، لكن ليس تجاه مسببها .
يتبع .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن المقملين ..!!
- ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (2).
- ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (1).
- تشخيص ، لكن لا علاج ..!؟
- ماذا يُريدُ الشعب حقاً ؟! تداعيات على مقال الزميل عبد الله أ ...
- بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!
- -تَدْيين- ألصراع ..!!
- وَجْدُ آلوجدِ
- ثوريون ومُستَغِلون ..!!
- -إسرائيل- تتكلم العربية ..
- جمال ليس له -حظوظ- ..
- عقلاني لا يُلتفت إليه ..!!
- لا إنتَ -حبيبي- ..ولا أُريدك ..!!
- ذئاب و-خراف - ..!!
- WELLBEING - وبين ال WELFARE ما بين ال-
- يا حسرة علينا ، أو -واحسرتاه - ..!!
- إسلام بحيري : العقل في مواجهة النقل .
- فقه ال -أرأيتَ - والخيال المريض ..
- تسور شيزاف على عتبة بيت -الشيطان- ..!!
- العلامات واللايكات ..


المزيد.....




- الجامعة المغربية بين الإهمال والتفكيك الممنهج
- الصين تحذر الفلبين من -انتهاك سيادتها- على شعاب في بحر الصين ...
- ترامب يقرر الاعتراف بيوم كولومبوس فقط ويرفض الاعتراف بيوم ال ...
- الكويت.. حبس عراقيين ومصريين في شبكة تحويلات غير شرعية
- بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية في المغرب لولاية جد ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية
- موسكو وواشنطن.. تفاهمات نحو التسوية
- الخارجية الروسية: لافروف وروبيو تحدثا هاتفيا واتفقا على مواص ...
- عودة صناعة النسيج تواجه تحديات الطاقة والعقوبات في حلب
- هل يلبي تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس طموحات الفلسطينيين؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألمسلمون وإضطراب ما بعد ألصدمة (3).