المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح21 ,التطور الأجتماعي

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 13:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

التطور الأجتماعي

التطور الأجتماعي واحدا من الحتميات الوجوةدية التي تتطابق مع كون الإنسا"المجتمع" كائن واع ,فهو يساير وعيه المتراكم ويكبر معه ويتضخم أيضا كلما إزداد الوعي وأفصح عن أبواب جديدة يدلفها مع كل خطوة تتجدد مع حضور الزمن وأستمراريته, في النظام البيئي الطبيعي عملية التطور تسير وفق أنساق محددة ومحكومة بالعوامل القانونية التي نحكم الوجود المادي بأعتبارها خاضعة لها ,أما في مجتمع الكائنات المتبدلة والمتغيرة إراديا كثيرا ما لا يكون للنسق الطبيعي المادي الدور الأكبر لأن الإنسان هنا فطن للنسق وسيرورته وعرف كيف يتحكم به أو ينفلت منه بالعقل.
بعض نظرية التطور الداروينية وقوانين الفيزياء والكمياء والسنة التأريخية المادية والعوامل البيئية والفلكية كلها يمكن عدها انساق تتحكم بالموجودات الغير واعية ولها التأثير الرئيسي والأساسي في عمليات تطورها أو الحث على تطورها البطيء جدا, أما الإنسان فمكمن التطور الطبيعي لدية في نتاج قوانين الفعل العقلي ومظهره نشاط الوعي الإرادي ومحاولة الوصول بوجوده للأهداف الرباعية التوازن والتوافق والديمومة والأرتقاء.
التطور في محاولة منا لفهمه هو (الأنتقال اللا نسقي واللا خاضع للشكل المقنن والثابت في مؤديات حركة المجتمع وتبدل نوعي في شكل العلاقة البينية التي تربطه وترتبط معه بدرجات لتنتج بهذا الأنتقال شكل أخر ومتجدد من شخصية أجتماعية قابلة أيضا للتغيير تحت أثر مؤديات وتفاعلات مختلفة في دورات متتالية ونسبية متواصلة) ,هذا التعريف المطول يستفاد منه للتعبير عن كل أشكال التطور ونتائجه ,فهو ليس لتعبير عن محدد التطور الذي هو في الغالب أنتقالة إيجابية ولكن أشترطنا أيضا أن تكون هذه الإنتقالة أيضا قابلة للتبدل والتغيير .
من مضمون التعريف لا بد أن نؤشر محددات مهمة لكل تطور حتى يوصف بأنه تطور أجتماعي إيجابي فعال:.
• التطور حركة تنقل المجتمع وتنتقل بها من حال إلى أخر ,فأي حركة لا تنقل المجتمع إلى خطوة تؤشر نوع من التقدم لا يمكن أن نسميهاحركة تطويرية .
• أن لا تكون خاضعة للنسق أو القانون الثابت كالزيادة في العمر أو التضخم الطبيعي في العدد والحجم ,فهذه أشكال غير مشمولة بفكرة التطور ولا تصدق عليها التعاريف .
• أن تنتج هذه الحركة قيم وعلاقات وأنماط سلوكية غير مساوية ولا مطابقة للسائد ولو بفارق ضئيل, المهم أن يكون هناك تباين ما في شكل ونع وصفة العلاقة أو القيم أو كليهما معا .
• أن ينتج هذا التطور أساس لتطور أخر ممكن ومحتمل فالوقوف عند حد أو نقطة ثابة وغير قابلة للتحرك لا يعد تطورا ولا يمكن وصفه بالحركة الأنتقالية.
• أن يكون التطور من ضمن فعل إنساني إرادي أو مستجيب بإرادة للمؤثرات الخارجية وإلا تعد التحركات والإنتفالات القهرية شكل تطوري طالما أنها لا تؤدي لنتائج مهمة يمكن وصفها تحولات التطور والتغيير الإيجابي.
• دائما ننظر للتطور على أنه تغيير نسبي قد لا يكون منضما تحت معيار قياسي واحد فقد يكون كل حركة بسيطة في مجتمع قليل الحركة يعتبر تطورا مهما في حين أن نفس الفعل في مجتمع أخر لا يعد كذلك لأنه غير مؤثر وغير منتج .
التطور الأجتماعي يمتلك ملامح خاصة تفرق بينه وبين التقدم العلمي والحضاري وكذلك عن التبدلات والتغيرات الفكرية والعلمية وإن كانت هذه الأخيرة أحد البواعث المهمة في قضية التطور الأجتماعي وتأثيراتها البينية , فقد نجد مجتمعات لديها تطور أجتماعي معين لكنها لا تنتج بنفس المقدار تقدم علمي أو تغيرات حضارية مهمة كفعل مميز لها , فهي بالعموم ممكن أن تشارك مجتمعات أخرى في عمل عابر للحدود والهوية بمقابل هناك مجتمعات له بصمة حقيقية للتطور الأجتماعي مبني على التقدم العلمي والتغيرات الفكرية والمعرفية اليابان مثلا أو الهند.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات