|
إنصافا للمرأة في عيدها الأممي 8 من مارس
مخلص حجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 09:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في عيد المرأة الأممي،أحمل قلمي الأسود لأكتب موضوعا بسيطا في حق تلك المرأة العربية العظيمة التي تعيش في واقع الاضطهاد و النزعة الذكورية أكتب لأمي وأختي و زوجتي أكتب لجميع النساء اللواتي تم حرمانهن من أبسط الحقوق في مقدمتها التحرر من غطرسة الرجل الشرقي الذي لا يرى في المرأة إلا جهازها التناسلي ليفرغ كبته الجنسي و إراقة شهوته الحيوانية . إن هذا التَدْبِيج هو هدية للمرأة المضطهدة في الجبال. تلك السيدة التي تعاني من عيش بدائي ونظرة خالية من كل القيم الكونية و الانسانية أكتب اليها على وجه الخصوص لأنني أعلم علم اليقين ما تعانيه وتتحمله من تعب السنين وهم الأبناء وقسوة المناخ في أعالي الجبال . وكذلك لا ننسى تلك الفئة الاجتماعية من النساء اللواتي يسخر منهم الجميع تحت ذريعة الخروج عن الأعراف و تقاليد المجتمع المغربي و العربي غير مدركين أن أنياب الواقع هي الدافع الرئيسي. يا من جعلت من جسدها تجارة مربحة الى ان تشقق من الألم حتى أضحت سلعة لمن يدفع أكثر من ذئاب الليل لتروي جفافهم وعطشهم و سَغَبَهم الجنسي ... الى المرأة العاملة التي تعاني من اضطهاد مزدوج ، الأول في البيت و يتمثل في عنجهية الرجل الشرقي الذي عته بمرض التخلف والثاني من ممتلك العمل ذالك البرجوازي الذي يمتلك المال فتوهم بأنه يستطيع امتلاك البشر و الحقيقة المأساوية أن في واقع التبعية للامبريالية تجد من يمتلك المال و الثروة يستطيع استغلال فقر وكدح النساء و الرجال معا هذا استغلال بشع ... لكن عندما نعود الى الواقع نفاجئ بان من ندافع عن هن باتوا يقدسن أغلال العبودية المتمثلة في النزعة الذكورية و النظرة الدونية للرجل الشرقي اليهن فصار من العادي والطبيعي أن يتحكم الذكر في مصير النساء لأنها بالنسبة للمجتمع الشرقي ناقصة عقل ودين فهو الأمر الناهي رب الأسرة و كفيلها كلمته لا يعلى عليها أما هن فلا حول ولا قوة لديهن سوى تعظيم تلك النزعة القرسطوية التي تعود الى عهد الظلام . أسبابها الأساسية الجهل وهدا الأخير هو الوجه الأخر للعبودية فادا أردنا فهم سيكولوجية المرأة العربية وجب أساسا العودة الى مرحلة الطفولة لأنها بالفعل تشكل شخصية الانسان، و الطفلة الصغيرة تتأثر بأمها أكثر من أي شخص كان فعند رؤية الأم و كما نعلم جميعا أن الام هي بمثابة المدرسة الأولى لما لها من تأثير أساسي في تكوين شخصية الطفلة ، نجد هذه الأم تابعة لسلطة الذكر انها ثقافة الخنوع و الذل أكيد و لا جدال ستصبح الطفلة نسخة طبق الأصل عن الأم عبر الايمان و الاقتناع بأنها أقل مكانة منه بحمولة فكرية أساسها طاعة الزوج من طاعة الله ورسوله و أن الذكر أعلى درجة من النساء وهو المتحكم في جل جوانب الحياة فلا تسافرين ولا تتعلمين ولا تتزوجين إلا بإذنه وموافقته ، فهذه هي الأفكار التي تلقن للنساء منذ الصغر حتى أضحت مقدسات ومسلمات لا يجب نقاشها أو من المحرم حتى التفكير فيها فطاعة اولي الأمر هي من طاعة الله و الرسول فمن تم تلقينه هده الأفكار من المهد كيف يمكنه ان يتمرد وينتقدها ويتخلص منها فالمرأة أصبحت تنظر الى الرجل بوجهة نظر أساسها أنه المقدس وهي المدنس ... ليس غريب ولا عجيب هذا الحديث ففي مجتمع الانحطاط و التخلف و الاستمناء الفكري ليس من العجب ان تجد هذه الأفكار هي السائدة تحاصر الفكر العقلاني وفي العديد من الأحيان تجدها في مكانة التقديس . إن الأمة التي تؤمن باغتصاب السبايا ونكح الغلمان توقع منها أي شيء يتصوره الدهن ... واقع أليم وجب تغييره بلغة القلم و احكام العقل عبر ثورة فكرية لإبادة السائد من فكر قريش و أهل الخيمة للمساهمة في رفع مستوى الوعي لدى عامة أبناء أمتنا العربية المستغلة . ان عيد المرأة الأممي هو عيد بطعم نضالي لكي تحصن النساء المزيد من المكتسبات عبر النضال و الترافع حتى تتحقق المساواة الفعلية و الكرامة للمرأة العربية المحرومة من أبسط الحقوق كحق العيش بكرامة وباستقلالية عن تسلط الرجل العربي المتغطرس ..
#مخلص_حجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام السياسي في خدمة الامبرياليين
المزيد.....
-
بعد تبرئة ألفيش من الاغتصاب.. تطورات جديدة في القضية
-
بقصف مدفعي لـ-قسد-.. مقتل امرأة وإصابة طفلها ومواطنين آخرين
...
-
ما هي خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر
...
-
العثور على ملكة جمال ميانمار مدفونة تحت مبنى بعد محاولتها إن
...
-
800 دينار سجلي حالاً.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا
...
-
الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
-
السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا
...
-
البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف
...
-
السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا
...
المزيد.....
-
كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات،
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
المزيد.....
|