بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 346 - 2002 / 12 / 23 - 04:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

في تطور جديد وجدي أنتقد فريق التفتيش الدولي في العراق تصريحات السيد كولن باول وزير الخارجية الأمريكي, التي جاء فيها أن بلاده تعتبر تقرير العراق عن أسلحته كذبة جديدة. وطالب رئيس الفريق المذكور السيد هانز بليكس, كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا " الصغرى" بتقديم المعلومات التي يملكونها عن المواقع العراقية , والت يعتقدون بأنها تحتوي أسلحة الدمار الشامل. وجاء كلام المفتش الدولي هانزس بعد أن تكاثرت تصريحات كل من بريطانيا والولايات المتحدة حول عدم اكتمال الإعلان أو التقرير العراقي الذي قدم للأمم المتحدة واستولت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة لصوصية كما في أفلام هوليود الأمريكية. وكان البلدان ادعيا امتلاكهما معلومات تؤكد أن العراق مازال يمتلك أسلحة دمار شامل. لكنهما لم يقدما تلك المعلومات للأمم المتحدة خاصة أنهما يعرفان المواقع التي توجد فيها الأسلحة العراقية المخبأة حسب ذاك الإدعاء. وتقول الدولتان انهما لن يكشفا تلك المعلومات بحجة أنها ستضر بمصدر تلك المعلومات.

لقد جاء كلام رئيس الفريق الدولي في وقته لأن تحالف الولايات المتحدة بريطانيا يصدر الأكاذيب والمغالطات لهدف الإيحاء بأن العراق يملك أسلحة دمار شاملة لا يعلم أحد مدى خطورتها. مع أن العراق قام بتسليم تقريره الشامل للأمم المتحدة وفي التقرير المذكور توجد كافة المعلومات عن برامج التسلح العراقي. ورغم التزام العراق بقرار مجلس الأمن الدولي السيئ والشاذ, ألا أن كلا البلدين المذكورين لم يعجبهما التصرف العراقي ومنذ بداية القضية وهما يحاولان انتزاع قرار أممي بشن الحرب على العراق بأي ثمن وبأي حجة. وكأن الحرب مطلب دولي ملح, هذه الوقاحة السياسة والعنجهية العسكرية التي تمارس على العراق ليست من قبيل الصدفة, ولا لمجرد إسقاط النظام الحاكم في بغداد, بل من أجل توجيه رسائل و إعطاء دروس لكل من يقول لا لعودة الاستعمار الغربي إلى بلادنا العربية والمشرقية. أن تجربة حصار العراق لكل هذه السنوات التي أتت على مئات آلاف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي, ليست كافية للذين يريدون إسقاط نظام البعث حتى يراجعوا حساباتهم ويستفيدوا من التجربة. ليس المهم إسقاط النظام بأي ثمن وعلى حساب الشعب, بل المهم تأمين الحياة الكريمة ولقمة العيش والدواء والماء الصالح للشرب والغذاء غير الفاسد للشعب العراقي الذي يظل أقوى وأمتن وأصلب من توجهات الأعداء وظلم الأبناء والأشقاء.

قضية العراق هي قضية كل عربي وكل إنسان حر وشريف في العالمين العربي والأجنبي,هي ليست حكرا على أحد بل هي تخصنا كلنا لأنها ستنعكس بدورها على مصيرنا جميعا, فأما أن يكون التعامل مع العراق مثالا للتعامل مع الآخرين من إسرائيل العنصرية حتى كافة الدول التي تمارس أعمالا إرهابية وعنصرية ومعادية للبشرية ومنافية للقوانين الدولية والإنسانية.

أن البصرة والموصل والفاو وغيرهم من الأماكن العراقية التي يتم قصفها بشكل يومي وروتيني ليست تجمعات لجيش العراق والحرس الجمهوري, بل معروف أن هذه المناطق بأكثريتها السكانية مناطق شيعية حسب التقسيمات الطائفية التي ينادي بها البعض, ورغم كونها أماكن يجب أن تكون مرتع للمعارضين, إلا أن المدنيين في تلك المناطق أصبحوا عرضة للموت في كل لحظة, بسبب تحويل تلك المناطق لحقول تدريب وتجارب للقوات الجوية الأمريكية والبريطانية. والغريب في الأمر أن المعارضة العراقية لم تعلق على تلك الغارات وسقوط الضحايا. كما أن كتابها في كتابات لم يردوا على سؤال كان أحد المراقبين وجهه لهم في الماضي القريب, يسألهم عن موقفهم من الغارات التي تقتل المدنيين العراقيين وتستبيحهم بشكل مستمر. يجب على العراقي الذي ينادي بعراق جديد أن يكون هو نفسه جديدا وأن يرفع صوته عاليا, يحتج على سياسة الموت والعدوان التي تستهدف أطفال ونساء وشيوخ البصرة والموصل وكافة الأماكن في جنوب وشمال العراق. ها هو بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه, فإذا كان تحالف أمريكا بريطانيا يريد فعلا مساعدة فريق التفتيش الدولي وعدم عرقلة عمله. على التحالف المذكور تقديم المعلومات والمساعدة لممثلي المجتمع الدولي من المفتشين ولرئيسهم السيد بليكس. هذا الذي أطلق اليوم تصريحه الذي يدعو تحالف الظلم والعدوان المتمثل بالولايات المتحدة وبريطانيا إلى التعامل مع الأمم المتحدة والمساعدة الفعلية في الكشف عن أسلحة العراق المحظورة ومكان وجودها. وألا لما كل تلك الضجة التي افتعلوها وكل هذا العويل الذي يفتعلوه الآن.  

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات