أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!














المزيد.....

لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!
تتطور الاحداث في العراق بشكل متسارع وبأتجاهات تنذر بالأسوء , رغم دخول الذراع الجوي الأمريكي في دائرة المواجهة مع ( داعش ) , بطلعات جوية لاتتناسب مع حجم الخطر وخارطة اتساعه , حتى لتبدو للمراقبين أن الايام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت , أكثرها خشية أن تعمل الأطراف الساندة للأرهاب على ابقاء خرائط النفوذ دون تغيير , لتؤسس الى وضع جديد على الأرض يقترب من الأعتراف بخطوط جغرافية جديدة على الارض كأمر واقع .
بعد شهرين من ( خراب الموصل ) الذي جاء بعد ( خراب البصرة ) الذي سبقه بقرون , يجري حثيثاً مخطط ( خراب العراق ) على ايدي عراقيين وعرب وأجانب , ساهموا ومازالوا في تدمير البلاد والعباد , في مسلسل مستمر بحلقاته منذ عقود , بسيناريوهات تتناوب فيها الاطراف المسؤوليات للتنفيذ وتوزيع الغنائم , غير آبهةِ بأروح مئات الآلاف من الضحايا الابرياء من جميع أطياف الشعب العراقي , وعلى أيدي بعضهم البعض بدلاً من أن يعملوا معاً لاعادة الأعمار والبناء .
لكن كل صفحات الدمار السابق لاتعادل مايتعرض له العراق الآن على أيدي برابرة القرن الحادي والعشرين ( الدواعش ) , فقد تجاوزت جرائمهم كل التوصيفات لأسلافهم على مدى تأريخ البشرية , وتجاوزت أفعالهم خلال شهرين فقط , ماقاموا به في سوريا خلال السنوات الثلاثة الماضية لسببين رئيسيين , الأول هو اصطفاف طيف عريض من السياسيين ( اصحاب النفوذ ) في سدة الحكم في العراق معهم , مماوفر لهم الحواضن الممتدة على طول الخارطة الجغرافية التي استهدفوها في المرحلة أولى من اجتياحهم للاراضي العراقية , والثاني هو المخطط الاستخباري الدولي الذي جرى تنفيذه بدقة وبخطوات متعاقبة ومدروسة للسيطرة على اعداد هائلة من الاسلحة والاعتدة والتجهيزات والمعدات العسكرية العراقية الحديثة , وهما حالتان لم يتوفر عليهما التنظيم الارهابي في سوريا طوال الفترة السابقة .
لايزال الوقت مبكراً لكشف تفاصيل الأحداث وجهات تنفيذها بشكل نهائي , رغم أن ذلك ليس عصياً على المراقبين اذا ماجرى تتبع خيوط نسيجه وتوقيتات تطور مراحله وصولاً الى مابات عليه الوضع الآن , فاللاعبين الرئيسيين لم ينزلوا من السماء , وهم أطراف الصراع السياسي في العراق منذ عقود , لكن الجديد هو نوعية ذراع التنفيذ التي هي ( عنوان اسلامي ) موجه باوامر جهات ليس لها علاقة بالاسلام , ان لم نقل انها معادية للاسلام أصلاً.
لقد تصاعدت الدعوات الى ضرورة تكاتف الجهود المحلية والعالمية , الرسمية والشعبية , لـ ( طرد ) عصابات داعش من العراق , وهي دعوة لاأعتراض على مضمونها , بعد الكم والنوع الهائل من الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها يومياً تلك القطعان البربرية التي تنشر الدمار في كل مكان تهاجمهه , لكن معنى الـ ( الطرد ) هنا هو ابعادهم خارج حدود العراق , وهذا أمر غير مقبول أطلاقاً , لأن هؤلاء استباحوا كل المحرمات القانونية والانسانية , فقد احتلوا اراضي عراقية , وقتلوا آلاف المواطنين , وأنتهكوا أعراض النساء العراقيات , واحرقوا وهدموا دور العبادة والرموز التاريخية والحضارية العراقية , اضافة الى قائمة طويلة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون العراقي والقوانين الدولية .
أن مسؤولية حماية العراق وشعبه وثرواته وحدوده تتحملها الحكومة العراقية المنتخبة وفق الدستور العراقي الذي مررته احزاب السلطة , وهي ملزمة بتنفيذه , وعلى اسسه والقوانين الصادرة بموجبة تتحمل كل التبعات المترتبة على جرائم داعش , وهي ملزمة بالتصدي لهذه العصابات والقضاء على اخطارها بشتى السبل والوسائل التي يسمح بها القانون , وهنا تكون عملية طرد داعش من الاراضي العراقية لاتتوافق مع واجبات السلطات العراقية , لأن هؤلاء مجرمون يجب معاقبتهم على جرائمهم وليس السماح لهم بالافلات من العقاب , ومعلوم بان هروب المجرمين من الاراضي العراقية يعني خلاصهم من مواجة القانون , وعندنا امثلة صارخة على ذلك , منها هروب أربعة وزراء عراقيون بعد سرقة مليارات الدولارات من ثروات العراق الى دول يحملون جنسياتها وتدعي انها صديقة للشعب العراقي , والى الآن لم تستطع السلطات العراقية تحريك ساكناً لاسترجاع هؤلاء السراق ولاالاموال التي سرقوها , فكيف تستطيع محاسبة قتله مرتزقة اوباش ليس لهم عناوين ثابتة اصلاً.؟
لاشك أن قيادات داعش اعتمدت اساليب خاصة بها لتجنيد التابعين من المناطق التي استولت عليها , هؤلاء عراقيون تختلف اسبابهم ودوافعهم للانتماء لتلك العصابات , لكنهم في الغالب يعتمدون اللثام لأخفاء هوياتهم , وهو مؤشر واضح على أنهم على قناعة راسخة بأن الأمر مؤقت مهما طال أمده , أما غير العراقيين فانهم لايحتاجون هذا اللثام , والخطير في الامر هنا ان هؤلاء المشاركين مع داعش في جرائمها , اذا كان الامر بعد كل هذه الجرائم هو طرد المجرمين دون القصاص منهم , فان هؤلاء الباقين من العراقيين الذين سينزعون الزي الداعشي ولثامه , سوف لن يحتاجوا الى من يأتيهم من خلف الحدود مرة أخرى , لأنهم هم سيكونون قادة لفصول قادمة من مسلسل داعش وبنفس اللثام المؤقت الذي سيصبح شعاراً للمجرمين كلما اختلف السياسيون .
على ذلك لن يكون من الصائب الدعوة الى طرد ( قطعان داعش ) من العراق , انما يجب ان تتكاتف كل الجهود للحيلولة دون هروبهم من الاراضي العراقية , ليواجهوا مصيرهم الاسود جراء ارتكابهم الفضائع التي يندى لها جبين الانسانية , ولتتكشف شبكات مسانديهم وداعميهم ومموليهم العراقية والعربية والاجنبية , لتكون الصورة واضحة لاهالي ضحاياهم وللعراقيين والعالم أجمع , عسى أن تكون درساً بليغاً لأعداء العراق والانسانية .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفينتان في العراق ..!!
- الشعب يقاتل والسياسيون يجتمعون في المنازل ..!
- نفاق الرئيس ..!!
- أطباء عراقيون .. أطباء وطنيون
- اخوان ( حليمة ) ..!!
- عندما يقف القادة خلف شعوبهم ..!
- اقالة المستشارين !
- بستان الفن يفقد مصدراً من رذاذه المنعش .. وداعاً محمد جواد أ ...
- الغشاشون يتصدرون المشهد ..!
- جهاد كفائي ضد ( دواعش ) البرلمان ..!
- لعبة النصاب في مجلس النواب ..!
- دواعش الأسواق العراقية ..!
- المواجهة مع الارهاب .. تريد العلم العراقي ..!
- الحساب ليس مع داعش فقط ..!!
- كُل العراقيين ضد الطاعون ..!
- الرحلة الثانية للقطار الامريكي .. الموصل محطة التزود بالوقود ...
- زها حديد تضع بصمتها على جبين بغداد ..!
- رسالة الى زكريا ..!
- مقابلة مع القنصل ..!
- أوراق على رصيفِ عراقي ..9


المزيد.....




- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...
- سوريا: الشرع في الإمارات و-اللواء الثامن- في الجنوب يحل نفسه ...
- نتانياهو ونجله ينتقدان ماكرون بسبب ترويجه لفكرة دولة فلسطيني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - لايجوز طرد الدواعش من العراق ..!