|
مكاسب ألحرب ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 20:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مكاسب ألحرب ..!! أنا من القائلين بأن الحرب ليس لها مكاسب ، فالأطراف جميعها تخسر ، لكن تتفاوت الخسائر من طرف إلى أخر ، ومن قلّت خسائره ، يحسبُ نفسه منتصرا . لذا الحديث عن صور الإنتصار ، أو لحظات الإنتصار التي يُخلدها التاريخ ، ما هي في الحقيقة إلا وَهْم يُسوقه "الأقل " خسارة لجماهيره ، التي دفعت الثمن غاليا من قوتها ودمها ، من أجل لحظة إنتشاء بالقوة وشعور بالتفوق على الخصم . لذا ، ورغم أن قلة قليلة من مواطني إسرائيل اليهود ، تعتقد بأن النصر كان من نصيب حماس ، كما أشار إلى ذلك إستطلاع للرأي أجرتهُ القناة التلفزيونية العاشرة ، فإن غالبية المُستطلعة أراؤهم يعتقدون بأن إسرائيل خرجت من هذه الحرب مُنتصرة . وكما يبدو ، فهذا هو الحال في أوساط واسعة من سُكان القطاع ، رغم ما حلّ بهم من دمار وقتل ، فإن مُجرد "الصمود " والقدرة على مُجابهة الألة العسكرية الإسرائيلية ، يعتبرونه نصرا . على الأقل هذا ما يقوله المحللون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون ، والذين أكدوا ومنذ اللحظة الأولى للحرب ، بأنه لن تكون في نهاية هذه الحرب صورة واضحة للنصر ، على شاكلة الصور من حرب 1967 ، الطائرات والمطارات المُدمرة ، أكوام الأحذية العسكرية التي تركها الجنود الفارون من جحيم القصف ، وما إلى ذلك . في المُحصلة ،فصور الموت والدمار ، هي ما تبقى في الذاكرة ، والعائلات الثكلى لن تتجاوز صدمتها بالفقد الذي حل بها . ولا يهم في هذا السياق من "المُنتصر " حقا ؟! وستجدُ العائلات بعض العزاء في تمجيد الموت ، الموت الذي أختطف عزيزا من حضن عائلته ، فهو لم يمت عبثا ، وإنما ضحّى بنفسه من أجل هدف سام ، الدفاع عن الوطن وعن كرامة أهل الوطن . لا أنتقص من قيمة التضحيات ، ولا في أي حال من الأحوال ، لكن ورغم كل شيء ، ما هي المكاسب ؟ على الصعيد الداخلي الإسرائيلي ، فاز اليمين بالضربة القاضية على بقايا اليسار ، فالأجواء العامة تتبنى وبشكل مُتصاعد وجهة نظر اليمين بل ، وجهة نظر أقصى اليمين ، التي تقول بأن لا حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ولا يُمكن الإعتماد إلا على القوة والقوة فقط ، وتعميق الإستيطان ..!! وصاحبت هذا التبني لفكر اليمين ، موجة عاتية من التحريض ،أمتدت ل"تضرب " كل المُخالفين لسياسات اليمين ، وتحديدا أنصار السلام والعرب من مواطني دولة إسرائيل . ففي مواجهة كل تظاهرة تدعو للتفاوض وللحل السلمي ، ينتظم ويُنظم أنصار اليمين الفاشي الكاهاني (نسبة الى الراب كهانا مؤسس حركة كاخ ، التي قام القضاء الاسرائيلي بإخراجها عن القانون ، لعنصرية فكرها وممارساتها )، مع قوى من حركات الإستيطان واليمين القومي ، في مُظاهرات تستعمل العنف الجسدي مع متظاهري حركات السلام . لقد وصل الأمر إلى التعدي الجسدي على الكتاب والصحافيين ، امثال جدعون ليفي ، عميرة هس ،إيريانا ملاميد ، وأخيرا وليس أخرا ، على المحلل السياسي للقناة التلفزيونية الثانية ، الصحافي والمحامي ، أمنون أبراموفيتش . وهو من مصابي حرب أكتوبر (يوم الغفران ) ، وأُجريت له 60 عملية في اعقاب إحتراقه داخل الدبابة ، ورغم إصابته فقد استمر في قيادة الدبابة ولشجاعته هذه ، فقد حصل على وسام قائد أركان الجيش.. ما يجري هو عملية تكميم أفواه ، حرّض عليها وزراء كبار في الحكومة . وهذا بحد ذاته أحد مكاسب "اليمين " من هذه الحرب . فالكل يمجد ويسبح بحمد القوة العسكرية . حتى بتنا نسمع تصريحات من الخاصة والعامة ، مُفادها ، " لا يهمنا ما يجري على الطرف الأخر ..!!" . حكومة السيد نتانياهو ، والذي تنبأ لها المحللون أياما معدودة ، قبل الحرب ، ستُنهي مدتها القانونية ، وهي أقوى ، والسيد نتانياهو الذي كان مُهددا بالإنقلاب عليه داخل حزبه الليكود ، يبدو وكأنه يُعزز موقفه الحزبي. ورغم أنني لا أفهم ديناميكية الحرب والإقتصاد ، فإن الخبراء الإقتصاديين يتنبأون بإنتعاش إقتصادي بعد الحرب ، ولعل الأمر يعود إلى زيادة الطلب على السلع وإعادة الإعمار .. ربما ..!! أما حماس والتي كانت محاصرة ، وأرغمتها الظروف على الموافقة على حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط ، وإجراء إنتخابات ، استعادت "مكانتها " كحركة المُقاومة الرئيسية للإحتلال ، وليس "كتابعة " للإخوان . ناهيكم عن عملية إعادة البناء والتي سيستفيد منها البعض .. لكنني يحدوني أمل ، بأن تكون المكاسب الرئيسية لهذه الحرب ، هي في فقدان الأمل بالحل العسكري ، وأن يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون الى النتيجة الحتمية ، ألا وهي ، إنهاء الإحتلال ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بناء على المُقررات الأممية ..!! وأن يبنى الشعبان علاقات صداقة ، تعاون وحُسن جوار ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألمشاعر وسياسة ألقوة ..!!
-
تابوهات وطابوهات : حوار عن الحوار في الحوار ..!!
-
بعد زوال حماس ..!!
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (3)
-
ألحرب وألأخلاق
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (2)
-
مردخاي كيدار : دكتور في -الإغتصاب -..!!
-
داعش : الإستثناء عن -القاعدة - ..!!
-
التنزيه لسياسات أليمين الإسرائيلي ..!!
-
أنا فلسطيني شريف .. نقاش هاديء مع الزميل ماجد جمال الدين .
-
حياة جدعون ليفي في خطر ..!!
-
الإعلام الإسرائيلي : لا صوت يعلو فوق صوت دوي المدافع .
-
ألشعب أليهودي بين التنظير والواقع ..
-
أخوية ألدم ..!!
-
-أفضال- الإسلام السياسي ..
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية
-
أوباما ألواعظ ..!!
-
ألأحزاب -ألعربية - في إسرائيل : قيادات بلا جماهير ..!!
-
الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم .
-
ألعقل نقمة ..!!
المزيد.....
-
بعدما أوقفها ترامب.. المساعدات العسكرية الأمريكية حيوية لأوك
...
-
-وول ستريت جورنال-: تقرير داخلي يكشف مشاكل في مشروع -نيوم- ا
...
-
إخلاء سبيل محبوسين بتهم سياسية بقرارات من محاكم بالقليوبية و
...
-
الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في سوريا ويدمر -وسائل قتالية-
-
بريطانيا تسعى للتعويض.. -العيون الخمس- يشهد انقسامات بسبب ال
...
-
المسيرات الأوكرانية تستهدف مشفى في زابوروجيه
-
بيرو.. رجل مخمور ينجو بأعجوبة من موت محقق في مشهد يحبس الأنف
...
-
الكرملين يشبه مشادة البيت الأبيض بتقاليد قطع رؤوس الحكام في
...
-
الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك
-
البرلمان المصري يقر اتفاقية لنقل المحكوم عليهم بين مصر والإم
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|