أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم الحسيني - العصيان المدني العام














المزيد.....


العصيان المدني العام


إبراهيم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 07:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


العصيان المدني العام
أرقى أداة مقاومة ثورية سلمية ، ينأى بنفسه بعيدا عن السرية ، أرقى من الاعتصام والتظاهر والإضراب . آلية للاحتجاج والتمرد والثورة على القوانين والقرارات والسلطات المستبدة التي تمكن الطغاة من النهب والاستغلال ، تلجأ إليها الأمم والشعوب عندما تستحيل الحياة بنفس الأساليب والطرق التقليدية السائدة ، تخاصم الشعوب الدولة بمؤسساتها وهياكلها وأنساقها القديمة رغبة في تجديد هياكلها وانحيازاتها لصعود قوى اجتماعية إلى القمة من القاع وهبوط قوى اجتماعية من القمة إلى القاع ، تغيير في مواقع السلطة والثروة والمعرفة والخدمات ، لصالح القوى المنهوبة والمسلوبة والمستغلة والمحرومة والمقموعة ، وفي مصر تفاقمت أسباب العصيان ، فما زالت أسباب الثورة الكبرى قائمة : مازال العاطل عاطلا لا يجد عملا ؟ مازال الجياع جياعا لا يجدون قوت يومهم ؟ مازال المريض مريضا لا يجد دواءه ؟ فكم من امرأة مازالت تقلب قروشها الزهيدة ـ بحسرة ـ في الأسواق ؟ وكم من أب مازال لا يجد مصروفات أو نفقات المدارس لأولاده ؟ كم من الصبية والأطفال يتسربون من التعليم الابتدائي والإعدادي ؟ كم من الأطفال يساقون إلى الورش والمسابك والمخابز والميكروباصات ؟ كم من الصبية تتلقفهم ساحات الجريمة والمخدرات الرخيصة ؟ كم من بنت فاتها قطار الزواج ؟ كم من شاب لا يستطيع تكوين بيت أو أسرة ؟ كم من أسرة تقطن في غرفة وحيدة وشقق مشتركة ؟ كم من أسرة مازالت تعيش في الإيواء والقبور ؟ كم من أسرة تنفصل وتنهار تحت ضغط الحاجة والعوز ؟ كم من امرأة تخرج للخدمة في بيوت الأغنياء ؟ كم من النسوة والفتيات تدفعهن الحاجة إلى سوق النخاسة والبغاء ؟ كم من عامل يعود خاوي الوفاض من أرصفة العمل ؟ كم من أرباب معاشات تنفذ رواتبهم فور استلامها ؟ كم من شركة دمرت ؟ كم من قوة عمل مازالت تهدر ؟ كم من الأفدنة بورت ؟ كم من خريجي جامعات ومعاهد عليا تتلقفهم أرصفة البطالة .. يندمون على علمهم وأعمارهم ؟ كم من تاجر وصانع يفلسون وينحدرون إلى الطبقات الدنيا ؟ مازال المصريون يبيعون أكبادهم وكلاهم وقرنية عيونهم ؟ مازالت الخريطة الطبقية كما هي لم يقترب منها الدستور بل يحصنها ويعيد إنتاجها تمييزا ونهبا واستغلالا وفسادا وطغيانا واستبدادا ، مازالت الشرطة أداة للحكام للبطش بالنشطاء والمختلفين ، مازالت السجون تضم آلاف من الثوار والمواطنين المحبوسين بأحكام عسكرية وغير عسكرية ..
ومازالت الدولة تفتقد البصر والبصيرة لا ترى إلا الأغنياء المتخمين ، الذين ينعمون بما أنجزته البشرية عبر مسيرتها التاريخية ، وتغض النظر عن الفقراء والمهمشين الذين يئنون ويتوجعون ويتألمون ، في ظل هذه الأوضاع والأوجاع يصدر السيسي قرارات الغلاء ورفع الأسعار وإلغاء الدعم ، لتشتعل النار في فقراء الوطن وكادحيه ومهمشيه وطبقته الوسطى ليلبي شروط البنك وصندوق النقد الدولي ، ويعيد إنتاج التبعية والطغيان .. بالقتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسجن ومطاردة ذوى الفكر والرأي وملاحقة المناضلين والنشطاء ، استبداد لم يشهد له تاريخ البشرية مثيل ، يفوق استبداد هتلر وموسوليني والحجاج وسفاح الدولة العباسية .
والدعوة إلى العصيان المدني العام لمقاومة الطغيان والنهب والسلب وإسقاط الطغاة الذين يغتصبون السلطة والثروة بالعنف والإكراه والترويع وفوهات المدافع والبنادق وإرهاب الدولة الشمولية ، بأداة مجتمعية ثورية سلمية متحضرة فلم تعد المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رغم أهميتها كافية لإسقاط سلطة الاستبداد والفساد التي تتخندق وتتمترس بالديكتاتورية العسكرية ، بل أصبحت الدعوة للعصيان المدني العام ضرورة ثورية لتفعيل الثورة وتطوير آلياتها ، وهذه الدعوة تقتضي تشكيل مجموعات ثورية ( لجان ثورية ) تباشر أعمال الدعوة وبرامجها ـ سياسية اقتصادية اجتماعية إعلامية ـ وتقود خطاها التنظيمية ، وهي تضع نصب أعينها : أن العصيان يبدأ في توقيت محدد قد يكون متدرجا لكنه لا ينتهي إلا بتحقيق أهدافه وغاياته .
تسقط الشمولية
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش



#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجان الشعبية الديمقراطية ( تنسيقيات للثورة )
- عام على 30 يونيو
- الذئب الجريح
- المقاطعة الثورية
- تجديد شباب الأمة
- الثورة المضادة
- الثورة أبقى وأقوى
- الديكتاتورية العسكرية ( 2 )
- الديكتاتورية العسكرية
- المقاطعة والمشاركة الثورية
- يناير وتجديد مصر ( الفصل الثاني )
- جذور للطغيان والشمولية في الإسلام السياسي
- يناير وتجديد مصر ( الفصل الأول )
- الحكومة الثورية مهمة ملحة
- 25 يناير وتحرير الدولة
- أتيليه القاهرة على صفيح ساخن
- أطياف ماركس وأشباه هتلر
- قصة قصيرة
- الفران والكلب - قصة قصيرة -
- جدي


المزيد.....




- لم تكن بسبب تسرب غاز.. وفاة جين هاكمان وزوجته لا تزال لغزا
- رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد: علينا الاستعداد لـ-حرب استنز ...
- مصر.. بيان من الأمن حول مشاجرة بالأسلحة النارية في أحد أسواق ...
- -من أعطاهم الحق؟-.. ملياردير إماراتي يعلق على موقف إدارة ترا ...
- -بلومبرغ-: ذخيرة كييف قد تنفد خلال أشهر
- ما هي حظوظ نجاح الخطة العربية البديلة لإعمار غزة؟
- قتلى وجرحى في قصف مخيم للنازحين غرب السودان
- تلغراف: بريطانيا لا تقوى على قرع طبول الحرب الآن
- خبير عسكري: تغيير القيادات العسكرية في إسرائيل يرتبط بإخفاقا ...
- الكرملين: أمريكا وروسيا ناقشا ملف إيران النووي خلال محادثات ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم الحسيني - العصيان المدني العام