أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - بريخت وأنا و الاجيال المقبلة














المزيد.....

بريخت وأنا و الاجيال المقبلة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما قرأت هذه القصيدة لاول مرة كنا في زمن أفضل كثيرا من هذا الزمن الذى نعيش فيه الان لم تكن هناك ضوارى تقتل بقطع الرأس و تلعب بها الكرة تتقاذفها بحمق وتوحش ندر وجوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ..ومع ذلك لم تفارقني ابدا معانيها ((أن كرهنا للإنحطاط يشوّه ملامحَ الوجه وأن سخطنا على الظلم يبح الصوت.))فعلا لقد كنا نسبح عكس التيار و كل من يحلو له تملق الحكام يبدأ بسبنا و قمعنا ومطاردتنا .. لمجرد كرهنا للانحطاط .
برخت هذا الشاعر الملحمي المسرحي العملاق كان ينظر في بلورة المستقبل و يرى بوضوح ما نحن عليه بعد أن سادت شريعة الغاب و تحول مواطنوا هذه المنطقة الي أعضاء في مليشيات مختلفة متطاحنة وأصبح الدم المصرى و السورى و العراقي والليبي رخيص ..(( حقاً إنني أعيش في زمن أسود !الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها الجبهة الصافية تفضح الخيانة والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.)).
في اللحظة التي يلتف فيها العالم حول التلفزيونات يشاهد الاعجاز العلمي و البدني و التدريبي و الخططي لقوم وجهوا طاقتهم وعلمهم وجهدهم نحو إسعاد البشر و رقي الانسانية .. ويلفت نظر شاربي بول البعير مدى حرية وكمال وجمال النساء مشجعات الفرق المختلفة ..نجد أن شعوب أمة الاسلام يتصارعون الي درجة إفناء الاخر دون رحمة و عين كل فريق علي بحيرة الزيت التي نعوم فوقها ..البعض يراهااموال السلاح والذخيرة والقنابل و الغازات التي سيرهب بها أعداء الله .. واخرون يرونها أتعاب المرتزقة الذين سيقيمون مملكتهم علي انقاض الاهل .. واخرون يعدون الحصيلة التي سوف تبني بها القصور ويتم شراء ذوات الاصفر .
للاسف لا يوجد في وطني من يرى أن غلة الجاز مخصصة للعلم والابحاث او لعلاج جوع أطفال الصومال أو تغيير وضع العشوائيات او زراعة ملايين الافدنة باستخدام منجزات عقول البشر الاصحاء في توليد الطاقة النظيفة في اى مكان .
كنت أود أن أترك لاحفادى ما هو أفضل من تلك الخرابات التي نعيش فيها .. ولكن ..!! فلنستمع الي بريخت :.

حقاً إنني أعيش في زمن أسود ! الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها الجبهة الصافية تفضح الخيانة والذي ما زال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.
أي زمن هذا ؟
الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة لأنه يعني الصمت على جرائم أشد هولاً
ذلك الذي يعبر الطريق مرتاح البال ألا يستطيع أصحابه الذين يعانون الضيق
أن يتحدثوا إليه ؟

صحيح أنني ما زلت أكسب راتبي. ولكن صدقوني : ليس هذا إلا محض مصادفة.
إذ لا شئ مما أعمله يبرر أن آكل حتى أشبع. صدفة أنني ما زلت حياً ( إن ساء حظي فسوف أضيع ! )

يقولون لي : كُلْ واشرب ! افرح بما لديك ! ولكن كيف يمكنني أن آكل وأشرب
على حين أنتزع لقمتي من أفواه الجائعين والكأس التي أشربها ممن يعانون الظمأ ؟
ومع ذلك فما زلت آكل وأشرب !

نفسي تشتاق أن أكون حكيماً. الكتب القديمة تصف لنا من هو الحكيم.
هو الذي يعيش بعيداً عن منازعات هذه الدنيا يقضي عمره القصير بلا خوف أو قلق.
العنف يتجنبه والشر يقابله بالخير. الحكمة في أن ينسى المرء رغائبه بدل أن يعمل على تحقيقها.
غير أنني لا أقدر على شئ من هذا.
حقاً، إنني أعيش في زمن أسود.

أتيت هذه المدن في زمن الفوضى وكان الجوع في كل مكان
أتيت بين الناس في زمن الثورة فثرت معهم.
وهكذا انقضى عمري
الذي قدر لي على هذه الأرض

طعامي أكلته بين المعارك نمت بين القتلة والسفاحين
أحببتُ في غير اهتمام تأملت الطبيعة ضيق الصدر
وهكذا انقضى عمري
الذي قدر لي على هذه الأرض.

الطرقات على أيامي كانت تؤدي إلى المستنقعات
كلماتي كادت تُسلمني إلى المشنقة. كنت عاجز الحيلة.
غير أني كنت أقض مضاجع الحكام ( أو هذا على الأقل ما كنت أطمع فيه )
وهكذا انقضى عمري
الذي قدر لي على هذه الأرض

القدرة كانت محدودة
الهدف بدا بعيداً لقد كان واضحاً على كل حال
غير أني ما استطعت أن أدركه.
وهكذا انقضى عمري
الذي قدر لي على هذه الأرض.

أنتم يا من ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه
فكروا
عندما تتحدثون عن ضعفنا في الزمن الأسود الذي نجوتم منه.
لقد كنا نخوض حرباً اجتماعية ونهيم بين البلاد نغير بلداً ببلد
أكثر مما نغير حذاءً بحذاء يكاد اليأس يقتلنا حين نرى الظلم أمامنا
وما من أحد يثور عليه
***
نحن نعلم :
أن كرهنا للإنحطاط يشوّه ملامحَ الوجه
وأن سخطنا على الظلم يبح الصوت.
آه ! نحن الذين أردنا أن نمهد الأرض للمحبة
لم نستطع أن يحب بعضنا بعضاً
أما أنتم
فعندما يأتي اليوم الذي يصبح فيه الإنسان صديقاً للإنسان
فاذكرونا
وسامحونا.
أضم صوتي لصوت بريخت إذكرونا وسامحونا .. فلم نكن من قدم لكم القومية العربية و الفاشيستية الدينية ..بل كانت فوق إمكانياتنا مواجهتها .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (11)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة مهزوما مكسور الوجدان
- هل يريدون تطبيق شرائع الاسلام ؟
- النبوءة(19/6/1989...8/6/2014 . )
- هل إنتهت الغمة ..هل بدأ زمن جديد؟
- بعد إنتهاء الرقص في مولد سيدى إنتخابات
- الوفد - السيسي عن الفاسدين: -ماقدرشى أمشّيهم-
- إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما .
- في النهاية ،فساد السمكة بدأ بالرأس
- صعود الطبقة الوسطي المصرية.
- نفارين ثم إحتلال بريطاني لسبعة عقود
- القرن التاسع عشر والاستعمار الاوروبي.
- مصر يحكمها كابوس الانكشارية
- الانجاس المناكيد يحكمون مصر لثلاثة قرون
- قرنين خارج عباءة الخلافة العباسية.
- البدو يعيثون فسادا علي ضفاف النيل
- مقدمات الغزو البدوى لمصر
- الاقباط هم اولادك المضطهدين دوما يا مصر
- يومنا في إكتيوما من دفتر إنكسار أهلك يا مصر (2)
- من دفتر إنكسار أهلك يا مصر
- خطوات علي الارض المحبوسة التي لم تقرأها بعد


المزيد.....




- تركيا: زعيم المعارضة يطالب بانتخابات مبكرة -في موعد لا يتجاو ...
- معهد أبحاث إسرائيلي: معاداة السامية والكراهية لإسرائيل في ال ...
- المعارضة التركية تطلق حملة لسحب الثقة من أردوغان وتطالب بانت ...
- الدفاع الروسية: الجيش الأوكراني نفذ 7 هجمات على منشآت الطاقة ...
- طبيبة تحذر من خطر التشنجات الليلية
- جيشٌ من -مدمني المخدرات-
- ما مدى خطورة الرسوم الجمركية على بنية الاتحاد الأوروبي؟
- ميانمار.. وزارة الطوارئ الروسية تسلم 68 طنا من المساعدات الإ ...
- شاهد لحظة إقلاع مقاتلات أمريكية لقصف مواقع للحوثيين في اليمن ...
- شاهد عملية تفجير منازل المدنيين في رفح من قبل الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - بريخت وأنا و الاجيال المقبلة