|
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 18:40
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
كور متيوك إن رجال الدين المسيحي لا يقلون خطورة من رجال الدين المسلمين ففي إجتماع اداء القسم للتشكيلة الجديدة في شهر اغسطس من العام الحالي الذي حضره و خاطبه احد رجال الدين الكبار قال : ( لا تعتبروا انفسكم وزراء للحكومة فقط بل انتم مختارون من الله ) و ماظلت اسال نفسي ليلاً و نهاراً لو افترضنا إنهم مختارون من الله فلماذا يسرقون اموال الشعب اليس تناقض في حد ذاته ايفترض بمن اختير من الله إن يسرق و يفسد و قال الناطق الرسمي و وزير الاعلام عقب انتهاء مراسم القسم في مؤتمر صحفي إن الحكومة الجديدة مباركة و محظوظة لان كبار رجال الدين كانوا حاضرين لحظة اداءهم القسم لكن ماذا لو افسد بعض الوزراء و سرقوا المزيد من اموال شعب جنوب السودان بعد إن تم مباركتهم ؟ من سنسال وقتها هل نحاسب الوزراء ام نحاسب رجال الدين الذين باركوهم ام نشتكي لله ؟ – لقد إستخدمت في العديد من مقالاتي كلمتي " الذاكرة الزهايمرية " بالإشارة إلى القفز للامام و نسيان كل الماضي الذي لا يُنسى ، لكنها ليست قفز للامام و ليس فقدان ذاكرة بل المقصود هو العمل من اجل إن ينسى اي شخص ماضيه ، نعم نسيان الماضي فلا ينبغي لك إن تتذكر شيئاً ما قبل 9 يوليو 2011م ، فإذا قلت إننا كنا في حرب مع السودان طيلة خمسين عاماً فسيقال لك متى حصل هذا ؟ و سيطلب منك البرهان و الدليل القاطع ؟ و سينتهي الامر إنه لم يكن هناك حرب مع السودان لكن سيقال لك لقد إستقل جنوب السودان من السودان لكنه لم يكن في حرب معها و إذا اسعفك ذاكرتك و تذكرت إن إضطهادات وقعت ضد شعب جنوب السودان من قبل الانظمة السودانية المتعاقبة فستوصف بالمجنون و ستحقن بحقنة لجنون البقر و يُلقى بك في احد مستشفيات الامراض النفسية لهرطوقيتك و لخطورتك على المجتمع لكن لكي يصبح تلك السياسات ( النسيانية ) واقع سيستخدم منهج التفكير المزدوج لتحقيق ذلك و يعرف جورج اورويل التفكير المزدوج بانها ‘‘ تعني القدرة على اعتناق معتقدين متناقضين في آن واحد وقبولهما معاً ‘‘ و يواصل اورويل ‘‘ إن إزدواجية التفكير تقع في صميم مبادئ الاشتراكية الانجليزية باعتبار إن المنهج الرئيس للحزب هو إستخدام الخداع الواعي مع الاحتفاظ بثبات الغاية التي تظل محاطة بالصدق ‘‘ و بالتالي وفقاً لمنهج التفكير المزدوج فليس كل ما كتب في دستور الحركة الشعبية هو نفس ما يقوم به اعضاءه و ليس كل ما يقوله قيادات الحركة الشعبية نهاراً هو ما يقومون به ليلاً إن الماضي و التاريخ اصبحتا العوبة يكونا موجودتين عندما يراد لهما الوجود ووقتها يجب على ذاكرة الوطن إن يتذكر جزءاً من الماضي و يتم إبتعاثه كحالة استثنائية و إستدعائه قصراً ليشهد شهادة زور لكن التاريخ ليس سبورة نقوم بمسحها عندما نحس بإمتلائها و من ثم نعيد الكتابة عليها ، فإذا قلنا إن ما قام به باقان في لقاءه الشهير الذي وصف فيه الحكومة و الحزب بالفاشلة ليس جديداً لانه سبق له إن قال نفس الكلام في السودان ، لكن وقتها ليس هناك ماضي لباقان و حادثة وصف باقان للدولة السودانية بالفاشلة غير موجود و لم يسمع بها احد ! لان ذاكرة الوطن مدتها 3 سنوات فقط لا غير ! فمن سيصدقك لو قلت إن باقان في العام 2008م وصف السودان بالفاشلة اليس هذا الجنون بعينه فكيف يستقيم عقلاً إن يكون ذاكرة الوطن رسمياً تبداء من 9 يوليو بينما تتحدث عن حادثة وقعت في العام 2008م ، اسبق لك إن سمعت بذاك الحديث من قبل ؟ . في احد اللقاءات الصحفية مع الطيب المصطفى صاحب الغفلة في زمن الانتباهة قال إنه سيزور جنوب السودان لان باقان و الذي يصفه بالشيطان الكبير تم الإطاحة به لذلك يمكنه إن يزور جنوب السودان وقتما شاء طالما إن باقان بعيد من مركز السلطة ، اتعرف عزيزي إنه سيطلب منك الخروج و معك زهور حمراء في يديك لاستقبال بطل السلام الطيب مصطفى و اُخرى وردية لتضعها على ضريح بن مصطفى الراحل ! و لما لا فوفقاً للمشروع المستولد من رحم السودان الجديد فليس هناك ما يسمى بصحيفة الانتباهة و ليس هناك كراهية للجنوبيين و لم يسمع احد ( بالحشرات ) و لم يسمع احد ( بالحقنة ) لا احد يعرف شخصاً يسمى دكتور جون قرنق !! لا احد يعرف شيئاً عن حقيقة تمثاله ؟ لكن الجميع استيقظ في صبيحة 9 يوليو و وجدوه جاثماً في صدر العاصمة جوبا ! . و فيما يخص الحقيقة و الخداع و العكس ياتي في متن رواية 1984م لجورج اورويل ‘‘ و لكني اقول لك يا ( ونستون : احد الشخصيات الرئيسية في الرواية ) إن الواقع ليس له وجود خارجي ، إن الواقع موجود في العقل البشري و لا يوجد في مكان سواه ، إنه ليس موجوداً في مكان سواه ، إنه ليس موجوداً في العقل الفردي الذي هو عرضة للوقوع في الاخطآ كما انه يفنى بفناء صاحبه إنه لا يوجد إلا في عقل الحزب الذي يتسم بإنه جماعي و خالد و ما يعتبره الحزب حقيقة فهو الحقيقة التي لا مراء فيها ، و من المستحيل إن ترى الحقيقة إلا بالنظر من خلال عيني الحزب تلك هي الحقيقة التي يجب إن تتعلمها من جديد يا ونستون و هذا يحتاج منك إن تدمر ذاتك و هو امر يتطلب قوة الارادة يجب ان تذل نفسك و تقهرها حتى يمكن ان تكون عاقلاً ‘‘ إن ما نعتبره بالانهيار الايدلوجي في الحقيقة ليس إنهياراً بل إعادة بناء على جسد السودان الجديد ، إنه تلقيح إصطناعي في رحم الحركة الشعبية ، لكن قبل فوات الاوان ابحثوا لكم عن ( ثوم ) إشتروا اكبر كمية من ( الثوم ) بقدر ما تستطيعون لانها ستصبح اغلى السلع في السوق و ( قطعة حادة من الفضة ) ! نعم هذا ما ستحتاج إليه عزيزي ! إن المولود و نتيجة التلقيح الاصطناعي سيكون مسخ و مشروع ميت يمشي فوق اجسادكم الحية !! . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 6-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 5-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
-
الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
-
بروق الحنين و ايات شيطانية
-
القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
-
فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
-
ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
-
ابرز مخرجات قمة كير و البشير
-
قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
-
جدل الانقلاب و الثورة في مصر
-
رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
-
ازمة الموازنة الامريكية
المزيد.....
-
سوريا.. نفل سفيري دمشق في السعودية وروسيا إلى -الإدارة المرك
...
-
طبيبة: أمعاء الإنسان تمتص الحديد من المصادر الحيوانية بسهولة
...
-
دراسة أمريكية: السمنة ترتبط بـ16 مرضا مزمنا
-
إسرائيل تبرر قتل 15 مسعفا في رفح بـ-الشعور بالتهديد-
-
-تايمز أوف إسرائيل-: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
-
ترامب لأردوغان: لقد فعلت ما عجز عنه الآخرون على مدى ألفي عام
...
-
العلماء الروس يعتزمون إنشاء نموذج رقمي يحاكي -معبد المرجان-
...
-
طريقة بسيطة للسفر عبر الزمن!
-
العلماء يؤكدون إمكانية تصنيع ألواح شمسية من الغبار القمري
-
أطعمة على العشاء تسرّع خسارة الوزن وحرق الدهون
المزيد.....
-
النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط
/ محمد مراد
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|