|
- بعض - اللاجئين والتحايُل على القوانين
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 18:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال لي : .. أتعرف ذاك الشخص الواقف هناك ؟ قلتُ : كلا . قال : انه كانَ مُدّرساً مثلي ، لكنه ترك الأقليم قبل سبعة عشر سنة ، بجوازٍ مُزَوَر وأسمٍ مُزَيف ، وحصل على إقامة في السويد ، ثم إستطاع سحب عائلته أيضاً .. المهم حصل على الجنسية السويدية ، ولم يكن يعمل فعليا ، بل يعتمد على معونات البلدية ومخصصات الأولاد ، ثُم تقاعدَ هناك . وقبل ثلاث سنوات جاء الى دهوك ، وبطريقةٍ من الطرق ، أعادوه الى الوظيفة رسمياً ، ولم يداوم إلا أيام ، واُحتسبت كل سنين اللجوء خدمة له ، وتقاعد براتبٍ مُحتَرم . ولم يكتفِ بذلك ، حيث وبطرقه الخاصة وعلاقاته الحزبية والعشائرية ، أصبح كادراً حزبياً ويقبض راتباً منهم أيضاً . المُحصلة ياصديقي ، أنه يقبض تقاعداً في السويد ، ويستلم تقاعده هنا ، وكذلك الحزب يعطي له راتباً آخر ! .. إضافةً الى انه إستطاعَ الحصول على قطعة أرض في مكان تجاري ، كتكريم له أسوة بالكثيرين من أمثاله . فوق كل هذا وذاك .. فأنه دائم الشكوى ، من ان الحكومة والحزب ، لم يُقّدِما له شيئاً !! . - الكثير من الكُرد الذين غادروا الوطن خلال التسعينيات وحتى 2005 ، رُبما إضطروا الى ذلك ، بسبب البطالة أو إضطراب الأحوال الأمنية والسياسية في الأقليم .. ومن النادر ، ان يكون أحدهم قد ذهب بطريقةٍ مشروعة او جواز سفر صحيح وفيزا أصولية .. وأنما من خلال المُهربين وبجوازات مُزورة ، ولاسيما عن طريق أسطنبول !. - قسمٌ من هؤلاء اللاجئين ، وبعد حصولهم على الإقامات في البلدان الأوروبية ، مارسوا أعمالاً مُختلفة ، ونجحوا فيها ، ودرس أولادهم في المدارس وإستقرتْ أوضاعهم بشكلٍ من الاشكال ، وتجنسوا ، ولم يعتمدوا على " المساعدات البلدية " إلا في الفترة الأولى ، وهُم يحظون بالإحترام ، ولا يعانون من مشاكل جدية عموماً . - القسم الآخر ، هُم الذين يستغلون " القوانين " في تلك الدول ، بصورةٍ بشعة ، ومن خلال الثغرات في تلك القوانين الإنسانية ، فأنهم يقومون بِمُختلف انواع المُخالفات ، التي يحصلون من وراءها ، على موارد لايستحقونها ! . وأدناه بعض الامثلة : * " بعض " اللاجئين الذين لهم أطفال كثيرون ، يستلمون مُخصصات شهرية لتلبية المتطلبات الضرورية للأطفال ، حسب مقاييس البلدان الأوروبية .. لكن الذي يحصل فعلياً ، ان الوالدَين ولا سيما الأب ، يستحوذ على هذه الأموال ، ولا يصرف منها على أولاده إلا الجزء اليسير . أعرف شخصاً من هؤلاء مقيم في ألمانيا ، جمع هذه المعونات لبضعة سنين ، وجاء الى دهوك ، وتَزّوج بأخرى ! . ووالِدَين كانا يحرمان أطفالهما في هولندا من العديد من إحتياجاتهم ، جاءوا في إجازة وإشتروا شقة في دهوك بسبعين ألف دولار ، وأجَراها وعادوا الى هولندا . * واقعة عضو البرلمان الكردستاني في الدورة السابقة ، الذي كان يستلم معونة شهرية في دولة المهجر ، على إعتبار أنه " مريض نفسياً " وعاجز عن إعالة نفسه ! ، بينما كان يقبض في أربيل راتباً ضخما ويتمتع بإمتيازات كبيرة ، كانتْ فضيحة ، بعد إنكشاف أمره ! . طبعاً ، لم يُتخَذ بحقه أي إجراء في أربيل .. لكنه عوقب في بلد المهجر وكتبتْ عنه الصحافة حينذاك . وهذه ليست حالة فردية أو إستثنائية ، لا في أربيل ولا في بغداد .. فالمئات من المسؤولين الكبار وحتى بعض النواب والوزراء ، من ذوي الجنسيات المزدوجة ، كانوا يستلمون هُم او زوجاتهم ، معونات من بلدان المهجر ، في حين يضطلعون بمناصب مهمة هنا وبرواتب عالية . وتَكّرُر هذه الحالات ، أدتْ الى تفاقُم عدم ثقة تلك الدول ، ببعض الللاجئين العراقيين بعربهم وكردهم !. * عندنا هنا في أقليم كردستان العراق ، لاوجود لقوانين مُلزمة لل " الجميع " ، ولا لتشريعات تطال " الكُل " .. وإلا فكيف يجوز ان يعود كُل يوم ، فلان أو فلان ، من البلدان الأوروبية ، التي عاشوا فيها لسنوات طويلة وتركوا وظائفهم هنا أو تقاعدوا .. ثم وبوسائل غير مشروعة وبحججٍ واهية ، تُحتَسَب كل سنوات اللجوء ، خدمة لهم ؟ بأي قانونٍ يجوز ذلك ؟ ومن ناحية أخرى .. من المُعيب جداً .. الإستغلال السئ ، لطيبة وإنسانية البلدان الأوروبية ، التي رَعتْ هؤلاء وإحتضنتْهُم .. من المُعيب ، التحايُل على قوانينهم والكذب عليهم .. فما دُمتَ تستلم راتباً هنا في الأقليم ، فلا يجوز ان تستلم معونة هناك أيضاً .. وما دمتَ تستلم معونة او تقاعداً هناك ، فمن المُخجِل ان تتشبث هُنا ، بالوساطات والعلاقات الحزبية والعشائرية ، لكي تحصل على إمتيازات ليست من حقك ! . وأكثر عيباً ، ان تستجيب الإدارة هُنا ، لهذه الألاعيب غير القانونية وغير المشروعة ، فبهذه الطريقة وبهذه العقليات لن نبني دولة مُؤسسات رصينة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -3-
-
ألعَنْ أبو الحُبْ
-
التربية والتعليم أولاً
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -2-
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -1-
-
إطلالة على زيارة البارزاني لدياربكر
-
البارزاني في آمَد . إقترابات
-
مشهورٌ ومعروف
-
مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية
-
كُل شئ على مايرام
-
النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
-
مُ.... حامِيها .. حرامِيها
-
المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
-
الحُسَين وجيفارا
-
المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
-
نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
-
دَفْتَر
-
أمريكا .. تتنّصَت
-
الحجِية .. وصورة الزعيم
-
سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
المزيد.....
-
مدفع رمضان في دبي: دوي يعلن الإفطار وتقليد يأبى النسيان
-
حماس توضح الهدف من مفاوضاتها المباشرة مع أمريكا.. وتتهم ترام
...
-
مصر.. وزير الخارجية يطلع المبعوث الأمريكي على الخطة العربية
...
-
ترامب: أثق في بوتين والتعامل مع أوكرانيا أصعب من التعامل مع
...
-
إيران ترد على تهديد ترامب النووي وتحذر من -حريق كبير- يشعل ا
...
-
أستراليا: تجريد مراهق من سلاحه بعد صعوده إلى طائرة ومعه بندق
...
-
الرئيس الروسي يبحث مع نظيره الصربي تعزيز العلاقات بين البلدي
...
-
رئيس وزراء بولندا: وارسو ستسعى إلى الحصول على سلاح نووي
-
-لم تصل بعد-.. بعثة إيران تعلق على رسالة ترامب لخامنئي
-
بريطانيا تعدل اسم مصرف روسي وتزيل آخر من قائمة عقوباتها
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|