أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصراف - القانون فوق الجميع ... الا هم !















المزيد.....


القانون فوق الجميع ... الا هم !


علي الصراف

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالطبع لا يوجد من يستطيع ان يسرق أموال الشعب اكثر من حكومة تسرق و تبكي كل يوم من الفساد او حكومة ( تدعي ) مقاتلة الإرهاب من اجل الشعب في حين انها ( تتهاون ) مع الإرهاب ليكون غطاء جيد بينما هي تسرق أموال الشعب .
الا ان هناك طرف اخر لا يستطيع احد التحدث معه و لا السيطرة على جموحه في استغلال الضعف الحكومي و النزاعات الداخليه لكي يتغلغل و يصول و يجول في ارجاء البلاد الا و هي ( بعض ) العشائر العراقيه .
لا استطيع ان اجزم ان كل العشائر العراقيه هي من تستغل تدهور الوضع الأمني و لكن استطيع ان أقول ان ( اغلب ) العشائر العراقيه هي من اكثر المستفيدن من تدهور الوضع الأمني و الضعف الحكومي , و يمكن التأكد من ذلك عن طريق المتابعين للشأن العراقي على مدار السنوات العشر المنصرمه حيث ان ( اغلب ) العشائر العراقيه قد استغلت هذا التدهور في تحقيق تجارات مربحه بدون أي تعب و تتوزع على عدة محاور , فمنهم من قام بنشر الشباب لفرض الاتاوات ( الخاوه ) على الطرق السريعه و الخارجيه و منهم من كان بيئة حاظنه للارهاب حتى جائت الحكومة و أصبحت مورد اقوى من الإرهاب فانتفضت على الإرهاب بين ليلة و ضحاها , و منهم من استغل ضعف الحكومة في ضبط الحدود العراقيه حتى باشر بعمليات التهريب و تجارة الاسلحه و المخدرات , و ان كان دور العشائر يقتصر على هذا فقط لما تطرقت لهذه الأمور الا ان هذا الشيء بدأ بالتطور و ازداد الجشع حتى شمل أطياف الشعب عامة و بدون أي استثناء .
كما يصرح دوما رئيس الوزراء العراقي فان العراق هو دولة قانون يحكمها القانون و لا اعلم لماذا هذا اللغط بالموضوع اذ اننا دولة قانون ( بالاسم ) يحكمها قانون العشائر بصورة عامة , فان ابسط خلاف مع أي شخص تصادفه بالطريق و على اتفه الأسباب هذا ما يدفع العشائر الى عقد جلستهم الشهيره ب ( الفصل ) و التي دائما ما تنتهي بحل الخلاف مقابل مبلغ مالي لا يقل في يومنا هذا عن ( عشرة ملايين دينار عراقي ) و هذا رقم كبير بالنسبة لاغلب أطياف الشعب العراقي و لا تستطيع كل العوائل تحمل هذه التكلفه .
صادفت في احد الأيام جلسة عشائريه لا احب ان اذكر اسمي العشيرة و لكني اذكر الموقف و الذي اصابني بالذهول في ذلك الوقت فقد كانت العشيرتين قد اجتمعتا بسبب ( ان احد أبناء العشيرة الأولى هو راعي للاغنام اثناء تجوله داخل المناطق السكنيه تم دهس احد اغنامه من قبل سيارة يقودها شخص ينتمي للعشيرة الثانيه ) و العجيب ما في الامر ان هذه العشيرتين كانو يتناقشون على مدار 3 ساعات من اجل ( راس ماشية ) حتى وصلت الخلاف بينهم الى التهديد بقتل السائق الذي دهس بسيارته احد الأغنام , ثم بدأ الجميع بتهدأت الأمور حتى انتهى الخلاف ( بفصل ) و اخذ مقابل هذه الفعلة ( الشنيعه ) ثمان اضعاف سعر ( الخروف ) المسكين الذي دهس .
و ليس هذا بشيء غريب اذ ان ( اغلب ) العشائر هي تجتمع من اجل هذه الأشياء و قد يكون اتفهه الأشياء مثل ( سرقة زوج حمام ) او ان احدهم اختلس النظر على جاره او حتى حادث تصادم بين سيارتين في الطريق و قد يصل الامر الى خلاف بسيط مثل شجار بسيط بين موظفين اثناء الدوام الرسمي في احد الدوائر الحكوميه او الشركات و تتطور الأمور حتى تصل الى اقتتال عنيف بين اطراف العشيرتين يؤدي بحياة العشرات .
لا يستطيع الكثير التحدث عن أمور العشائريه و الخوص بها فان هذا الشي يعرض الكثيرين للخطر , فعلى عكس القوى السياسيه التي تمتلك مليشيات سريه فان ( اغلب ) العشائر تمتلك مليشيات ( علنيه ) و لا يجوز للحكومة التدخل بهذا الامر .
ولكي نثبت ان القانون العشائري هو اقوى من القانون , فان اطلعت على حال المحاكم العراقيه و قد تكون خلاف بسيط بين رجل و زوجته حتى يتدخل اهل الزوجه و اهل الزوج و تصل الى المحاكم و المضحك دائما ما يكون في هذه اللحظه فان القاضي قبل الاطلاع على أوراق القضيه او التحاور مع محامي الطرفين يعرض على الطرفين المتنازعين ان كانوا يفضلون الحل ( عشائريا ) ام يريدون ان يكملوا القضية في المحكمه , و ليس هذا الشي بالغريب فنحن في ارض العراق أي ارض العجائب و الغرائب .
او تتطور الأمور الى ما هو ابعد من ذلك , فقد يكون سبب الخلاف هو حادثت قتل ( بعمد او بدون عمد ) فيكون الحل عشائريا هو افضل من ان يكون الحلل وفقا للقانون و ما ان تتفق العشيرتين على مبلغ من المال و يكون مبلغا و يتجاوز اكثر من ( 100 مليون دينار عراقي ) هو الحل الأمثل و ما ان تستلم العشيره المبلغ المالي حتى تنتفظ داخل المحكمه و التي يجب ان تكون ( السلطه القانونيه التي تنصف جميع أطياف الشعب ) ان المشكلة قد تم حلها عشائريا و بمعنى اخر ( اخذنه فلوس و طز بقانونكم ) .
كما ان الدعم الحكومي للعشائر العراقي من خلال الاجتماعات المتلفزه و الهدايا و الرواتب و الحمايات و الاسلحه و الأراضي و التخويل الغير مباشر بممارسة تجارتها الشرعيه و الغير شرعية منها ( مثل التهريب و الاتاوات ) و هذا الدعم لا يأتي بسبب حب الحكومة في العشائر العراقيه و لكن ان هذا يأتي بسبب ( ضعف ) الحكومة العراقيه و حاجتها الى غطاء واسع للقيام باعمالها , فضلا عن ان ( اغلب ) العشائر أصبحت اليوم الشريك السياسي للحكومة اذ ان هذا الدعم للعشائر يقابله دعم من العشائر في العمليه الانتخابيه فضلا ان تكون الشريك التجاري للحكومة العراقيه .
من الممكن جدا ان ينتشر الإرهاب في دولة لا يحكمها قانون , بل يحكهما عدة قوانين على عدد اختلاف العشائر اذ ان من يقتل يستطيع ان يفلت من جريمته مقابل ( 100 مليون ) او ان من يسرق يستطيع الهرب من جريمته مقابل سعر قد يكون اقل من ذلك و حتى النزاعات التي تكون مسألة شرف يمكن ان تحل بما هو اسوء من ذلك فقد ينتهي ذلك بما يسمى ( بالفصليه ) أي تقوم العشيره ( المذنبه ) بتقديم عدد من فتياتهم للزواج من العشيرة الثانيه و الذي يجعل من الفتيات يكملون حياتهم باسوء مستوى معيشه و اهانه و تعرضهم للعنف الجسدي و النفسي , و على هذا الحال يستمر تدهور العراق يوما بعد يوم .
و ان كانت العشيرة هي من تأخذ بالقصاص من الظالم , و قانون العشيرة هو اعلى و اسمى من القانون العراقي و ( اغلب ) العشائر هي من تدعم الحكومات المتعاقبه اذن : من يستطيع ان يطبق القانون على الحكومة ان كانت الحكومة لا تطبق القانون و من يستطيع ان يأخذ مضلومية الشعب من العشيرة و على أي قانون سوف ينال حقه و جزائه ( القانون العائلي ام القانون العشائري ) , و ان كانت هذه العشائر المقصوده هي من تنادي بتطبيق النظام أي نظام سوف يكون ( العشائري ام النظام العام ) و ان كانت هذه العشائر تتميز بحكم العشيرة و الاتباع بالتقاليد و الأعراف و لا تحيد عنها ابدا ( لماذا لم تعلم هذه التعاليم الى ذويهم قبل ان يرتكبوا جريمه او جنايه او سرقه و غيرها من الأمور ) , هل من الممكن ان يرتقي شأن العراقيين اجمع ان اصبح الحكم عشائريا ام سوف نعود بالعراق بقرنين الى الوراء و تعود الصراعات العشائريه و القبليه و يعود حكم اللأقوى .
ان من يتحمل المسؤولية بهذا الانفلات في جميع العراق هو ضعف الحكومة و التهاون بالتعامل مع الخارجين عن القانون ان كان يطبق القانون من الأساس , و ان كانت العشائر هي فوق القانون و جميع العراقيين ينتمون الى العشائر اذن ما هي الفائده من وجود قانون يحكم البلاد و هل من الممكن ان يأتي يوم و ينتصر القانون على القانون العشائري و يعود القانون ليحكم بدلا عن قانون العشائر ؟
كما اني احب ان اذكر ان ( اغلب ) العشائر هم كانوا و ما زالوا يسيرون وفق قوانينهم الخاصه و ان كنت اظلم عدد كبير بكتاباتي هذه ولا استطيع ان اجزم ان العراقيين اجمع هم من يطبقون هذه القوانين العشائريه و لكني استطيع ان اجزم ان ( اغلب ) شيوخ العشائر و الكثير ممن ( يدعون ) بالحكم العشائري و القانون العشائري هم أصحاب تجارة خاصه و تجارة عامة شريكتها الحكومه كونها حكومة ( استبداديه ) و ضحيتها شعب فقير يعاني من الإرهاب و الحكومة و يضاف الى القائمة الظلم العشائري , و ان كان هناك يحب ان يقول اني مخطئ لان ( لكل قاعدة شواذها ) احب ان ابين برأيي و هو العكس اذ ان ( لكل شواذ قواعدهم ) .

ـــــــــــــــــــــــ
علي الصراف



#علي_الصراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون يوما من السواد
- الأنتماء ...... لمن ؟؟
- شذوذ , من نوع أخر
- تقاتلوا , لم اعد اهتم
- منابركم , عمائكم ... تقتلنا
- خطباء التحريض
- المرأة بين الظلم و الظالم
- الطائفيه السياسيه
- تجار الدين


المزيد.....




- الكنائس الفلسطينية: إسرائيل تصعّد حربها ضدنا في القدس
- قاليباف: الشهيد نصر الله هو عزة الأمة الإسلامية وجبهة المقاو ...
- الفاتيكان: البابا في وضع حرج وليس خارج دائرة الخطر
- تحديث مقلق من الفاتيكان عن حالة البابا فرنسيس: وضعه حرج ويعا ...
- قاليباف: السيد نصر الله يمثل عزة لبنان والامة الاسلامية ومحو ...
- -الفاتيكان-: البابا فرنسيس في حالة -حرجة-
- البابا فرانسيس في حالة -حرجة- بعد تعرضه لـ-أزمة تنفسية-
- الفاتيكان: صحة البابا في حالة حرجة بعد أزمة تنفسية
- الفاتيكان: صحة البابا في -حالة حرجة- بعد أزمة تنفسية
- الانتخابات الألمانية: صراع القيم بين الكنيسة وتوجهات الأحزاب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الصراف - القانون فوق الجميع ... الا هم !