أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المريزق المصطفى - -إئتلاف مرضي- جديد














المزيد.....


-إئتلاف مرضي- جديد


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 23:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




كل الإستعدادات تبدو جارية للإعلان عن "الحكومة رقم 2"، وحتى حدود اليوم، كل مستشارو السيد رئيس الحكومة يجرون التحضيرات اللازمة للوقوف إلى جانبه، خوفا عليه من الرد الساخن الذي قد يأتيه من حيث لا يدري. و إلى حدود الأمس، لم يعد هناك خلاف في المواقف بين الرئيس و حاشيته، بعد أن نجحت محاولات تقريب و جهات النظر بين الأجنحة السياسية و الأجنحة الدعوية.
وحتى لا يصبح المغاربة عبيدا لرئيس يوجد مستقبل البلاد في جيبه، تعالت العديد من الأصوات الحرة منددة بهذا التخلف السياسي الذي يكرسه السيد الرئيس وحزبه على أكثر من صعيد.
لنعد لما قاله السيد الرئيس مؤخرا: " هاذ الساعة لائحة الوزراء الجدد في حوزتي". فكيف لرئيس حكومة يسمح لنفسه بالحديث عن مصير و مستقبل البلد بهذا الشكل، و كأنه رئيس جماعة سرية تناهض أسس الحكم؟
نعم، ليس لنا إلا أن نتساءل عن مكانة و ماهية الأحزاب الأخرى التي تشكل مع بنكيران و حزبه الائتلاف الحكومي الأغلبي، كما ليس لنا إلا أن نتساءل عن من هي الجهات التي سلمته لائحة الوزراء قبل أن يضعها في جيبه، و هو الذي كان يوهم المغاربة و يغرر بضعفاء النفوس و العقول معتبرا التفاوض و الصلح مع الغير رجس من عمل الشيطان.
الرأي العام الوطني لا وجود له في بلدنا، و لا يستحق إخباره و مشاورته في قضايا الوطن. و السيد رئيس الحكومة يعشق القيد و يتغزل فيه، يخاف من الجن و ينبطح لجنون العظمة، يقول و لا يفعل ، يصول و لا يجول إلا لممارسة الدعاية الإنتخابية، مستغلا الديمقراطية التي أتاحت له و لحزبه الوصول الى سدة الحكم من حيث لا يعلم.
المفارقة العجيبة أن دعاوي حزبه كانت في فترة ما تتهم الجميع بالمؤامرة، فما الذي دفعها اليوم إلى الإنبطاح؟ و ما الذي جعلها تغير نبرات صوتها و تقبل بالقشور و تتعلق بالفروع؟
لقد تركنا السيد رئيس الحكومة نضرب كفا بكف و نحن نتساءل عن علة هذا النهج الجديد الذي يسلكه هو و حزبه، و عن مكان الإنسان المغربي الوهمي الذي ظل يتشدق بتمثيله.
إن جموع الشباب الذين صنعوا التغيير في المغرب و في العالم العربي، استجابت لهم الملايين قبل أن تصل القوى السياسية إلى الميادين و الشوارع. هؤلاء الشباب لم يكونوا داعية و لا قاصرين حتى نركب على أكتافهم. و يقينا فإن القوى الديمقراطية روجت دائما للتيار الإسلامي كنقيض، في حين رجحه النظام في زمن آخر كبديل، خصوصا و أن التيار الديمقراطي لم يكن قادرا أو جاهزا لتحمل المسؤولية. ما يجعل وصول جماعة بنكيران إلى الحكم يفسر سياسيا و تاريخيا، بعدما استمر كغول يخيف الديمقراطيين و يفزع الحكام الذين صنعوه في زمن ما...
و رغم ذلك، لا زلنا لم نراجع أخطاءنا و لم نصحح مساراتنا و لا زلنا نجري و نسابق الزمن رغم معرفتنا المسبقة بأننا لسنا على الطريق المطلوب و المنشود.
نعم، السيد رئيس الحكومة لم يكلف نفسه إطلاع المغاربة على حقيقة ما جرى في حكومته، بعدما أحدث فجوة مؤسسية لا مبرر لها و بعدما وصلت الأوضاع إلى درجة غير مسبوقة من التردي الإجتماعي. و لما شعر بالهزيمة سار يبحث من جديد عن "إئتلاف مرضي"، غير طبيعي، بأسلوبه الخاص المسطح عن المغرب و المغاربة. لكن هذه المرة من دون هويل، حيث اهتدى إلى رشده، بعد أن بحت حنجرته من إعطاء الوعود الزائفة و بيع الوهم للمغاربة.
طبعا، لم يعد بنكيران يتحدث عن الفاسدين و المفسدين، و عن أصحاب "لكريمات" و "الكاريانات" و عن و عن..
لم يعد يعد الفقراء بالمعونة و لا الموظفون بالزيادة و لا المقاولون بتسهيل المساطير و لا الطلبة بالأحياء الجامعية و لا الصحفيين بحمايتهم ولا المناطق المعزولة بالتنمية.. لا شيء غير الإبتزازالسياسي و الفزاعات للتهرب من المسؤولية السياسية التي سيحاسب عنها في يوم ما.
اليوم يخطئ من يعتقد أن من يتغنى ب "الحكومة في الجيب" ستكون له غيرة على الوطن. ذلك أن جوهر هذا السلوك يؤكد القرار الجنوني الذي يعبر عنه في كل المناسبات: و هو عزم حزب السيد رئيس الحكومة على المضي قدما في نسف كل ما بناه المغاربة من عمران ديمقراطي و من محيط اقتصادي و اجتماعي أنقد المغرب من السكتة القلبية.
فقد دعا بشكل واضح جناحه الدعوي إلى التفكير في هزيمة الإسلاميين بعد الربيع العربي، و كأنه يطلب ود المغلوبين عن أمرهم لابتزاز ما تبقى. و إذا كان السيد الرئيس يقول نصف الكلام، فوسائل الإعلام عرت مزاجه و تصريحاته الأكثر فجاجة.
و أمام هذا العبث، بإمكاننا أن ننقل شهاداتنا إلى محكمة التاريخ و نؤدي اليمين للمستقبل، و ندعو من جديد الى بناء جبهة للمقاومة، و طنية موحدة و ديمقراطية من أجل استعادة المغرب الأصيل الخالي من الظلامية و العصبية و الكراهية و الحقد، مغرب الكرامة و الحريات الفردية، و مغرب التعددية و حقوق الإنسان، مغرب الألفية الثالثة يضمن ائتلافات حقيقية و ليست مرضية.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التنابز و الفذلكة إلى الحكومة رقم 2
- المسألة التعليمية في المغرب: من أجل بديل ممكن
- نبش في ذاكرة الصراع السياسي في مصر
- رسالة مفتوحة
- بيان الى الرأي العام الوطني
- جبهة المستقبل
- من أجل الحقيقة كاملة
- لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين
- دفاع عن الحرية
- الخصوصية و الضرورة التاريخية
- اغتيال شكري بلعيد...كلنا معنيون
- ايمن لم يمت...
- من قتل محمد؟
- رسالة مقتوحة الى السيد رئيس الحكومة
- بنكيران أفيون الشعب


المزيد.....




- إسرائيل تدفع بـ3 كتائب إلى الضفة وتعتقل يهوديا بسبب تفجير حا ...
- يهود سوريون يعودون إلى دمشق بعد عقود من فرارهم!
- الفاتيكان: حالة البابا تتحسن قليلاً وقلبه يعمل بشكل جيد
- “ماما جابت بيبي” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 على الن ...
- كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
- النخالة: المقاومة كانت تقاتل صفا واحدا لاسيما حماس والجهاد ا ...
- النخالة: السيد حسن هو شهيد فلسطين والاسلام والقدس وهو في قلو ...
- يهودي يطعن إسرائيلية بالقدس ويهتف -مسيحية-
- رئيس الاركان الايرانية اللواء باقري يستقبل أمين عام الجهاد ا ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية يستقبل أمين عام حركة الجهاد الاسلا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المريزق المصطفى - -إئتلاف مرضي- جديد