أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - من دفتر على الرصيف














المزيد.....


من دفتر على الرصيف


سيد القمني

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيد القمني
من دفتر على الرصيف

كتابات في دفتر يوميات صغير على رصيف البيت ، في الشارع الطويل المزدحم بالناس وبالدموع وبالأشواق ، والمتقاطع مع كل ميادين التحرير ، في بؤرة الكون تماما حيث انبعثت عنقاء الفينيق وولدت الكواكب والنجوم والسماوات، من حيث عاد ضياء الماضي السحيق يشع على العالم أرضا وسماء ، من مصر أم الأرض وصانعة الحضارات والضمير ومهد الإنسانية ومعراج السماء .

الأحد الثلاثين من يونيو 2013 الساعة الثاثة عصراً
بناتي في التحرير وأنا عاجز أجلس بين علمين أمام بيتي ودموعي السعيدة ببني وطني تطهرني من خطية القعود ، يابناتي ويا أولادي في كل ميادين وشوارع مصر ، أقبل الأرض تحت نعالكم ، وأعفر جبهتي بترابها لأتبارك بها ، المجد لك ياشعب ، إن الحكم إلا للشعب ، إن العزة لمصر والسيادة لبنيها وليس لغيرهم في أي أرض أو أي سماء .
أعيد هنا كتابة الإهداء الذي صدرت به كتابي ( النبي موسى الصادر عام 2000 ) في نبؤة وأمل يصنعه أولادي اليوم صبية وصبايا ، خرجوا على الدنيا كفلق الصبح وإشراق شموس الكون في جلاء وبهاء وجلال يليق بأحفاد بُناة الأهرام ، لينصت لهم العالم ويرهف الأسماع مُصغيا ليطهر آذانه وينظف ما علق بقلبه بسيمفونية المجد المصري بإيقاعها القديم الجديد .
يقول الإهداء الحالم بالأمل يصور المشهد المتحقق بعدها بعقد من الزمان :
" على أوتار الحشا بين الجوانح والضلوع تسكنينني يا حبيبتي ، ذُبت فيك حبا ووجدا فأعطيتك عمري كله مهرا ، وسكبت في أحشائك عُصارة عقلي كلمات ، أستزرعها في رحمك أجنة ، لتلدي للدنيا ابن العهد الآتي ، وقربت إليك نفسي أُضحية يا معشوقتي ، يا أم الدنيا حقا وصدقا . فلك يا مصر السلام وعليك السلام .. يوم تتفتح أزاهيرك مواليدا .. صبايا يعرفن كيف يتكلمن لغة الحرية ، وصبية يصوغون مُعجم مفردات النهار .. ويهزون معا جذوع المسلات لتساقط على صفحة الزمان علما وعدلا وحضارة ومدنية "
.... لم أكن أحلم إذن ياوطن ولم أكُن أتوهم ولم أكن أرجم بالغيب ؟ ! ..... يابناتي ويا أولادي في كل الشوارع والميادين ، هزوا جذوع المسلات معا ، زلزلوا الأرض تحت أقدام الطغاة ، أطردوا الاحتلال المقيت والفكر المريض والغزو الذي آن أوان طرده الأبدي من البلاد ومن العقول ومن وادينا الخصيب ، ليعود إلى فيافيه وبواديه حيث عاد أسلافه الهكسوس أعداء النور والسلام ، واملأوا الدنيا علينا بهجة ولا تبأسوا ولا تحزنوا على دم الشهداء فهم قرباننا للمستقبل ، فبدون دم وسفك دم لا تحصل مغفرة على حد قول مقدسنا الشرقى ، الذي يشرح درس التاريخ في إيجاز قاسي القرار ، أليم في ضريبته .. بهيج في بُشراه وقيامته خلوداً أبديا . زغردي يا مصر واخلعي طرحتك السوداء وحجابك الذي حجبك عن مجدك ردحا من الزمان ، والقي عنك نقابك وخمارك ، ودعي شعرك للريح يخفق ويرف بالجمال ، لتشاهدك الدنيا كما كنت دوما الجميلة بين البلدان ، وأخرجي من بطنك حبا يرعاهم ومجدا يشرف تاريخنا ، ويلطخ وجه أبناء الأفاعي بالعار والشنار ، ويجلل أبناء جيلي العجائز بالعز وبالفخار ، بجيل حلموا به وتحقق الحلم وهم بعد أحياء فشكرا يا شعب وشكرا يا وطن .

الإثنين الأول من يوليو 2013 الساعة التاسعة مساء في نفس المكان
شد الشعب الحبل الواصل ما بين القلوب والحناجر إلى الثكنات ، معطيا الأمر لجيوشة بالتحرك لبدء الزحف لطرد المحتل الغاصب من الوطن ، فخرج الحب من بطن مصر الولادة وأعلن الجيش أن مصر أزلية أبدية القدم والدوام ، وخرجت أفراسه على أجنحة العنقاء ترف في سماء الوطن تعلن أن بيضة مصر طاهرة لم يدخلها دنس ولا نجس ولا رجس ، ليعلن أنه راعي الحب الوطني المقدس فوق أي مقدس بعد القساوة أزمان وأزمان ، وأنه جيش مصر النيل وليس جيش البدو الغزاة ، وأن قادته هم أبناء الملك المظفر مينا موحد البلاد ، وأن فيالقة هي امتداد لفيالق تحتمس الثالث جلت ذكراه ، وأن جنوده مازال يسري فيهم دم الرعامسة ملوك الأرض وملوك الزمان ، سلام مصري عظيم يامصر لجيشك وشرطتك وشعبك وصباياك وشبابك ونسائك ورجالك . لقد أزفت الآزفة على الدهاقنة والسدنة والكهنة والمسترزقين يالدين والقتلة ومصاصي الدماء ، لقد آن الأوان يابلدي وزفتك آتية لا ريب فيها بعد ليالى طويلة تحنت فيها الأرض بحنة من أطهر الدماء ، .. آن الأوان ياوطن ، آن الأوان.
الثلاثاء الثاني من يوليو المجيد 1952 ـ 2013 من نفس المكان
رُفعت الأقلام وجفت الصحف .



#سيد_القمني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (6)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع بين زمنين
- هدم الدولة (2) ..تدمير الأخلاق
- هدم الدولة (1)..الماعت
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال(3)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال (2)
- فصل المقال فيما بين القانون والشريعة من انفصال
- واقع ومستقبل الأقليات في الفقه الإخواني
- شهادة زمن ما قبل التمكين (2-2)
- شهادة زمن ما قبل التمكين (1-2)
- وعادت لمصر شمسها الذهب
- الإخوان هم النسل النقي للهكسوس - العزف مع حركة -كتالة- النوب ...
- العزف مع حركة -كتالة- النوبية (3)..الإخوان وإعادة فتح مصر
- العزف مع حركة كِتالة النوبية (2)…. الإخوان وأهلنا في النوبة
- العزف مع حركة -كتالة- النوبية - 1 -..إبراهيم الأبيض
- قليل من الفلسفة يصلح العقل ويحفظ الوطن ( مابين العدل الإلهي ...
- الأديان ليست مهمتها صنع النظريات العلمية
- صدى الغزوات الإخوانية والسلفية في تاريخ الخلافة الإسلامية
- دستور الإخوان ... ملاحظات منهجية
- كهنة دولة الظلم
- الكهنوت الاسلامي يسرق الدين


المزيد.....




- لماذا تعد التحديثات اليومية التي يقدمها الفاتيكان عن البابا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد “هنـــــــــــا” .. ...
- “من هنــــــــــا” .. رابط التسجيل في الاعتكاف بالمسجد الحرا ...
- ممنوع لهؤلاء .. شروط الاعتكاف في المسجد الحرام وخطوات التسجي ...
- الفاتيكان يكشف تطورات الحالة الصحية للبابا فرنسيس
- الان.. بدء تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 2025 رابط رسمي شغ ...
- المسجد الأقصى يحتضن أكثر من 80 ألف مصل في صلاة التراويح
- شاهد..وفاة أردني وهو يقرأ القرآن في المسجد برمضان
- الظلم الذكوري باسم الطاعة وبلبوس الشريعة
- حصري - مالي: اجتماع مفصلي بين --جبهة تحرير أزواد- و-جماعة نص ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - من دفتر على الرصيف