أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مؤامرة لقلب نظام الحكم















المزيد.....


مؤامرة لقلب نظام الحكم


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 18:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ننقل هذه الصفحة من كتاب ( العظات والعبر فى تاريخ مصر فى القرن التاسع عشر ..الهجرى ) للمؤرخ العلامة البحر الفهّامة أبى حُميد الأصبحانى الحرايزى الشرقاوى الأزهرى . عليه سحائب الرحمة والرضوان . آمين أجمعين أكتعين أبصعين .
يقول تحت عنوان : ( مؤامرة لقلب نظام الحكم ):
( ودخلت سنه عشرين بعد المائة التاسعة عشر ، وفى غُرّة شهر المحرّم : صعد قُضاة القُضاة الأربعة لتهنئة أمير المسلمين ...والمّرشد العام للمسلمين ، وكان فى صُحبة القضاء شيخ الأزهر الامام الأكبر الشيخ عنبر ، ومفتى الديار الشيخ بكّار وناظر الأوقاف الشيخ أبو عفاف ، بينما تغيب متولى الحسبة لإصابته بالحصبة . فأجلسوهم بالبهو المقابل لقاعة الاجتماعات بالقصر ، حيث كان أمير المسلمين فى إجتماع خاص مع المرشد العام للمسلمين ، وسمعوهما يتناقشان بصوت مسموع مفجوع ، ثم تحولت الأصوات الى صراخ ، ينذر بسوء المناخ ، ووصلت الى أسماع المشايخ الحاضرين ألفاظ فاحشة يندى لها الجبين ، يتبادلها المرشد العام وأمير المسلمين . وعلت وجوه المشايخ الحسرة ورأوا فى ذلك عبرة ، فكيف بعد صداقة سنين يلعب بهما ابليس اللعين ويختلفان حول بعض غنائم بالبلايين ؟
هذا ، قد اشتد الحال بأهل مصر بما لم يحدث من قبل فى أى عصر ، وانتشرت الفتن ، وساد الفقر والمحن ، وعظمت البليّة بين السنيّين والصوفية ، بعد هجرة الملايين من الطائفة المسيحية ، وبعد أن تهدمت أضرحة وكنائس ومساجد ومدارس . وقد انعدم الأمن وانتشر البلطجية ، وتسابقوا فى إلحاق الأذية بكل عجوز وشاب وصبية . وشاع خطف النسوان والبنات والغلمان ، وارتفع لهيب الأسعار مع كل ساعة بالليل والنهار . وقلّ المعروض من الرغيف وتقاتل الناس عليه فى كل شارع ورصيف . وصار شبح المجاعة يلوح فى كل وقت وأى ساعة . هذا بينما أمير المسلمين والمرشد العام فى شقاق وخصام ، وتبادل إتهام ، وبينهما بقية الأخوة فى انقسام . وقادة الجيش والشرطة منهمكون ، إذ هم يواجهون ، تيار الملتحين الساعى الى التمكين لتدعيم أمير المسلمين . وتيار الفلول مشغول بمصير الهالك ابن الهالكة.. ابن مبارك البقرة الضاحكة.
( ودخل شهر صفر من نفس العام . وقد ظهر ضباط ساخطون ، مخلصون وثوريون ، وعلى الأحوال ناقمون ، وكانوا فى حالة تربص وكمون ، والى ساعة الصفر ينتظرون . وهى عندما تصل الخصومة بين أمير المسلمين والمرشد الى منتهاها ، وهذا متوقع فى أى عشية أو ضحاها. )
( وفى ساعة هدوء وسكون وفى اليوم الميمون صحا المصريون ، وهم لا يصدقون ما يسمعون ، من الاذاعة والتليفزيون ، فقد قام إنقلاب عسكرى مجهول الهوية يرفع لواء القومية المصرية والسعى للاصلاح بعزيمة قوية . وبدأ باعلان الأحكام العرفية فى كل المدن والقرى المصرية . ووعد بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية خلال فترة إنتقالية . وطمأن البيان الرأى العام بأن القادة الجدد سيحافظون على حقوق الانسان وعلى علاقات مصر الدولية وعلى معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية . وطلب البيان من المصريين مساعدتهم فى اصلاح الحال بالتوقف عن الاشاعات والقيل والقال ، لتحقيق الاصلاح بكل ما لديهم من عزم مُتاح .
ومع ذلك إنتشرت الاشاعات برغم الاحكام العرفية ، ووصلت أنباء الى القنوات الفضائية والمواقع الاليكترونية بأن الضباط الثائرين قد إعتقلوا المرشد وأمير المسلمين ، وكل أتباعهم الملاعين ، ثم جاء النبأ اليقين بإعدام المرشد وأمير المسلمين وكل القادة النافذين وكل الوعّاظ المشهورين واصحاب الافتاء منهم فى الدين . وفرح كل المصريين ، خصوصا الفقراء منهم والمساكين ، وحمدوا رب العالمين ، فقد تخلصوا من عدو لعين يقتل ويسرق وينهب باسم الدين . وبقتل أئمة النحس أصبح أتباعهم جسدا بلا رأس ، وقطيعا من الأغنام بلا كبش . وكان عددهم مئات الألوف ما بين نعجة وخروف ، وتم تجميعهم من كل قرية ومدينة وهم فى حالة مهينة ، ثم نقلوهم الى معسكرات توطين ، فى حلايب وشلاتين ، وأصبح مطلوبا منهم الاقامة الجبرية لتعمير الصحراء وإقامة البنية التحتية بدلا من الانشغال بفقه ابن تيمية وابن قيم الجوزية .
ويقال بأن الضباط الثوريين الوطنيين قد درسوا ما فعله محمد على بالمماليك ، وعزموا على تنفيذ نفس الخطة مع أولئك الصعاليك .
وبعدها كلّف الضباط الثائرون حكومة خبراء بإصلاح الدستور والقانون ، لتأسيس دولة الحرية فى الرأى والدين لكل المصريين ، ولاقامة العدل ورعاية الفقراء والمساكين . وخلال مدة معقولة تمّ الاصلاح بسهولة . بعدها تم انتخاب مجلس للشعب ثم رئيس وحكومة لخدمة الشعب ، وأعلن الضباط الثائرون عودتهم للحياة العسكرية بعد أداء مهمتهم الوطنية وتخليص مصر من عار الأبدية . )
( ودخلت سنة واحد وعشرين بعد المائة التاسعة عشر ، بالشهر المحرم وأحوال مصر فى رخاء وإنبساط ، وقد عاد اليها مواطنوها المهاجرون الأقباط ، وتمتع الجميع بالمساواة والحرية ، بلا فارق فى الديانة أو الهوية . وأصبح التنافس فى الانتخابات ليس بالدين ، بل فى مدى الكفاءة فى خدمة المواطنين . وبعد أن كانت مصر فى ذيل الدول عادت الى حجمها الطبيعى رائدة للأمم ، وبعد أن كان الرئيس يتسول ويسرق بالمليار من الجنيه والريال والدولار ويجلب لمصر البؤس والعار ، وتنتهى حياته بالعزل أو بالقتل اصبح الرئيس المصرى عزيز النفس عالى المقدار متمتعا باحترام الشعب ليل نهار ، وعندما تكتمل مدته تزداد محبته ، ويسير بين الناس كواحد من الناس ، ولكن متمتعا بالتقدير والحُبّ الكبير . )
( ودخلت سنة إثنتين وعشرين بعد المائة التاسعة عشر ، وقد تم اصلاح التعليم المصرى ليكون مصنع توليد الكفاءات ، ولكن ظهر العجز الأكبر فى اصلاح الأزهر ، لأنه إصلاحه يستلزم تغيير المناهج التراثية فى كتب التدريس الأزهرية ، وتحديثها ضرورى لتواكب إيقاع العصر ولتنهص بالوعى الدينى فى مصر . ولكن إصلاح هذه المناهج يستلزم كفاءات أزهرية ليست موجودة فى الحياة الواقعية ، ولا يمكن توافرها بالكاد بسبب عجز شيوخ الأزهر عن الاجتهاد . لذا رؤى أن يكون الأزهر رمزا فقط لسماحة الاسلام وللدفاع عن الحرية وحقوق الانسان ، بلا تدخل فى التعليم أو السياسة والاقتصاد او أى أمر من أمور العباد ، لأن الدين حرية ، ولأن الهداية مسئولية شخصية ، ولأنه ليس فى الاسلام أزهر أو هيئة كهنوتية . لذا ألحقوا كل مدارس الأزهر وجامعاته للتعليم العام ، وحوّلوا مؤسساته الأخرى الوعظية والبحثية الى منظمات أهلية بلا صفة رسمية . وجعلوا التعليم المصرى كله تابعا للصبغة المدنية وليس الدينية ، إقتناعا بأن الاسلام هو دين العلمانية لا الكهنوتية . ويكفى ما جرى لمصر من صراع السنية والصوفية والفتنة الطائفية والبلاوى الوهابية .)
( ودخلت سنة إثنتين وثلاثين بعد المائة التاسعة عشر ، وقد ظهر إنفضاض الأقباط عن الكنيسة المرقسية ، لإصرارها على التحكم فى حياة الأقباط الدينية والاجتماعية . ولأن الكنيسة ترفض الاصلاح فقد رأى مصلحو الأقباط فى مصر أنه لا بد من إصلاح الكنيسة لتواكب العصر ، ولتحرير الأقباط المصريين من تحكم رجال الدين كما تحرر أخوانهم من المصريين المسلمين . وتخصصت قنوات فضائية فى مناقشة القضية على أنها مسألة وطنية للنهوض بكل الأمة المصرية . ويقال أنهم بصدد أصلاح يتخلص من الجمود والتقليد ويرسى معالم الحداثة والتجديد ، لتحرير الأقباط من تحكم رجال الدين أسوة باخوانهم المصريين المسلمين الذين تحرروا من أمير المسلمين والمرشد اللعين والشيوخ المجانين . )
انتهى النقل عن كتاب : ( العظات والعبر فى تاريخ مصر فى القرن التاسع عشر ..الهجرى ) للمؤرخ أبى حُميد الأصبحانى الحرايزى الشرقاوى الأزهرى .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الحج ب 4 ف 6 : صحابة الفتوحات عملاء لقريش زرعتهم حول ال ...
- مستشفى إستغلالى
- كتاب الحج ب 4 ف 5 : صحابة الفتوحات صناعة قرشية فرعونية لا إس ...
- لتفادى مصير سوريا يجب الالتفاف حول باسم يوسف
- كتاب الحج ب 4 ف 4: صحابة الفتوحات كانوا من مشاهير الصحابة حو ...
- كتاب الحج ب 4 ف 3: صحابة الفتوحات هم الذين لم يتوبوا
- كتاب الحج ب 4 ف 2 : صحابة الفتوحات ليسوا من السابقين وليسوا ...
- كتاب الحج ب 4 ف 1 : الفتوحات العربية أساس الانتهاك وبدايته
- إخوان الشياطين : إن الاخوان لكم عدو فاتّخذوهم عدوا
- كتاب الحج ب3 ف 12 : إفساد فريضة الحج الإسلامية بالحج لقبر ال ...
- كتاب الحج ب3 ف 11 ( تحويل الصوفية للكعبة مقرا لآلهتهم المزعو ...
- كتاب الحج ب3 ف 10 : الكعبات الصوفية المشهورة بالحج إليها فى ...
- كتاب الحج ب 3 ف 9 (أغراض الحج الصوفى )
- كتاب الحج ب 3 ف 8( مناسك الحج الصوفى )
- أم عمّار .... والاستقرار
- كتاب الحج ب3 ف 7 ( تشريع الحج الصوفى للأولياء والأنصاب (الأض ...
- كتاب الحج ب3 ف 6 (الدعوة الصوفية لإهمال فريضة الحج الإسلامية ...
- كتاب الحج ب 3 ف 5 (دعوة الصوفية لتحقير الكعبة )
- كتاب الحج ب 3 ف 4( الصوفية وإسقاط التكاليف (العبادات) الإسلا ...
- كتاب الحج ب 3 ف 3 ( دين التصوف : لمحة عن أهم عقائد التصوف )


المزيد.....




- -نعم للعلمانية ولا للحكم الديني-.. وقفة للمجتمع المدني في سو ...
- الاحتلال يفرض حظر التجوال على بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت
- الإدارة الروحية لمسلمي روسيا تحدد شروط تعدد الزوجات
- السيد الحوثي:القصف الصاروخي على يافا اوجد حالة رعب كبيرة بين ...
- السيد الحوثي:العدو يعتبر وفق خرافة جنوب سوريا وشمال الاردن م ...
- كيفية تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 على النايل ...
- “الـراعي الكـذاب” استقـبـل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- غزة تتعرض لإبادة جماعية.. وندعو الدول الإسلامية للوقوف أمام ...
- رسائل تهنئة -إسلامية- لنجمي ريال مدريد بعد لقب كأس القارات
- قمة مجموعة الثماني الإسلامية تبدأ أعمالها في القاهرة


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مؤامرة لقلب نظام الحكم