|
عشر سنوات على الاجتياح العسكري للعراق
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرت عشر سنوات على الاجتياح العسكري والعدوان الهمجي الذي شنته الادارة الامريكية بزعامة جورج بوش الابن ، وقوى التحالف الاستعماري الاوروبي ضد العراق وسط تواطؤ انظمة الذل والعار العربية، مستغلين ذريعة احتلال نظام صدام حسين للكويت . ووفق مزاعمهم وادعاءاتهم ان هدف هذا الاجتياح والغزو العسكري البري والجوي والبحري، هو تقويض اركان النظام السياسي العراقي الدكتاتورري والاطاحة بصدام حسين ، وفرض الديمقراطية ، ونزع اسلحة الدمار الشامل ، التي تبين فيما بعد انها غير موجودة . ولكن سرعان ما بانت الحقيقة وانكشفت الاكذوبة بتخليص العراق من حكم الديكتاتور صدام حسين ، الذي تم شنقه في ليلة العيد ، واستبداله بنظام ديمقراطي ، حيث ثبت بالبرهان والدليل القاطع ان اهداف العدوان والغزو الامبريالي الاستعماري هو تدمير العراق وتخريبه وتجزئته الى طوائف وقبائل وملل متنازعة ومتخاصمة ، والقضاء على الفكر المقاوم المناهض للمشاريع الامريكية ليتسنى بسط الهيمنة والنفوذ الامبريالي الاستعماري على المنطقة العربية فضلاً على فرض واستمرار الوصاية على العراق ، وبناء الشرق الاوسط الجديد ، والسيطرة على الثروات الطبيعية ومنابع النفط وموارده وخيرات الوطن . وخلافاً للوعود التي قطعتها ادارة بوش الابن عشية الغزو اقامة عراق جديد ، فإن هذا الحلم الامبريالي لم يتحقق على ارض الواقع ،إذ ان الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق تراجعت وتفاقمت ، وباتت الاحوال أكثر سوءاً مما كانت عليه في السابق . واذا كان الغزو اسفر عن اسقاط نظام صدام حسين ، وتفكيك العراق وتدمير بنيته التحتية ، وفرض قيادات موالية لتحكم العراق جاءت على ظهر دبابة امريكية ، فقد فشل مشروع اقامة نظام الحكم الديمقراطي البديل والمأمول . وبعد الاحتلال وسقوط النظام العراقي السابق، فإن هذا البلد يعيش في دوامة العنف والصراعات الطائفية والسياسية ، واصبح مصدراً للازمات والفتن الطائفية والمذهبية . ويواجه الشعب العراقي انقسامات حادة ومؤلمة حول قضايا سياسية ومطلبية واجندة دينية وعقيدية وثقافية ، وفقد الامل بالمستقبل والغد، بعد تفشي العنف والارهاب السلفي في الشارع العراقي وتصاعد التفجيرات الاجرامية الارهابية ، التي استهدفت الناس الابرياء في العراق ، في محاولة بائسة لاثارة النعرات الطائفية وصب الزيت الطائفي والمذهبي المتعصب على نار القوى والعناصر السياسية ، التي تعمق الأزمة العراقية وتشكل مادة مشتعلة للمشاكل السياسية المتراكمة في العراق . ان العراق لا يزال يبحث عن الامن والاستقرار الاقتصادي وعن وحدته السياسية في مواجهة تحديات كثيرة ، وهو يعيش ازمة داخلية عميقة وحالة من عدم الاستقرار، بعد اقول النظام السابق ورحيل القوات الامريكية والاستعمارية الغازية . وما يسم ويطبع الواقع العراقي الراهن هو التمزق والتفتت ومظاهر الفساد غير المسبوق والاقتتال الدامي والصراع الطائفي القذر والبغيض بين ابناء السنة والشيعة ، ورغم ثرواته النفطية الهائلة اصبح العراق من اكثر بلدان العالم فقراً وفاقة وبطالة وفساداً . ان عملية غزو واجتياح العراق شكلت جريمة وخطيئة كبرى بحق شعب يحلم بالخلاص من كل صنوف واشكال الظلم والبطش والقمع والقهر والكبت والاستبداد ، ويتوق للحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة كباقي شعوب الدنيا ، ولم يرفل بالسعادة والرفاهية والحياة الهانئة ، التي وعد بها . ولكي يتخلص هذا الشعب الصابر المعذب من معاناته ، فلا بد ان يعيش قي وطن حر وغد سعيد ،وهذا يتطلب تعميق الثقافة الديمقراطية وترسيخ التقاليد الديمقراطية في المجتمع العراقي والحياة المدنية العراقية بمختلف جوانبها ونواحيها الاجتماعية والسياسية والثقافية ، ورفض ومحاربة الفتنة الطائفية بكل مكوناتها الآخذة بالتوسع والتجذر نتيجة السياسة الخاطئة لحكومة نوري المالكي ، المبنية والقائمة على النفس الطائفي والروح الطائفية ، التي ستحرق اليابس والأخضر في عراق النخيل ودجلة والفرات . وواجب الحركات الوطنية والثورية والتنظيمات السياسية وقوى التغيير الحقيقية المحبة للحرية والديمقراطية في العراق تحمل المسؤولية التاريخية والعمل بجدية لتشكيل اوسع تحالف ديمقراطي وانشاء جبهة وطنية عريضة تقف سداً منيعاً امام كل الوان التفرقة والتجزئة والفتنة الطائفية ، والتصدي بكل صلابة لقوى الظلام والارهاب والتكفير والملييشيات الطائفية المسلحة ، التي تلجأ الى لغة العنف والتفجيرات الدموية المسلحة ، وتعمل كفافيش الليل في تدمير وتخريب وتمزيق الوطن العراقي والسير به نحو الهاوية . وكذلك تكثيف العمل الشعبي والوطني والسياسي والنضال المثابر قي سبيل بناء العراق الحر المدني الحضاري الموحد المستقل المتسامح الرافض للتبعية ، الذي يحقق الامن والاستقرار للشعب العراقي ويلبي احتياجاته وحقوقه الانسانية الفردية والمجتمعية ، ويرسخ الديمقراطية في المجتمع العراقي .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة دير ياسين في ذاكرة الاجيال
-
استشهاد ابو حمدية جريمة اخرى بحق الحركة الأسيرة الفلسطينية
-
جارة البحر جسر الزرقاء تنهض من سباتها ..!
-
انه اعتداء على حرية الصحافة والعمل الاعلامي..!
-
في ذكرى مآثرة يوم الارض الخالد
-
قمم العهر العربي..!
-
في الذكرى ال 79 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
من دفتر العشق
-
سعود الاسدي وديمة السمان وسعيد مضية .. شخصيات العام الثقافية
...
-
آذار شهر المناسبات
-
محمد سعيد البوطي - اغتيال صوت العقل ..!
-
تضامناً من المحاضر الجامعي الدكتور يوسف جبارين
-
زيارة اوباما للمنطقة مدلولها واهدافها ..!
-
ابعاد الشراونة جريمة ضد الانسانية ..!
-
جامعة بير زيت صرح للعلم ومنارة للفكر والنضال..!
-
المطلوب: لجنة تحقيق في كارثة المعتمرين الفلسطينيين !
-
ملامح الحكومة الاسرائلية الجديدة وتحديات المستقبل..!
-
على هامش يوم الثقافة الفلسطينية
-
في مواجهة غول العنصرية والتطرف..!
-
الى الشاعر والاديب علي الخليلي مع خالص الحب ..!
المزيد.....
-
فيديو حصلت عليه CNN يظهر تحرك دبابات إسرائيلية في الضفة الغر
...
-
صحيفة: شركة صينية تطالب موظفيها العازبين بالزواج قبل نهاية س
...
-
الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية له
-
قراءة في مشهد معقد.. تحديات ضخمة أمام ألمانيا بعد الانتخابات
...
-
-رويترز-: واشنطن تحث الجمعية العامة الأممية على دعم قرارها -
...
-
ليبيا.. عقيلة صالح يتحدث عن توافق متزايد بين مجلسي النواب وا
...
-
رئيسا المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي يصلان إلى كييف
-
بيونغ يانغ تهدد -مجموعة الأشباح الإجرامية-
-
فضيحة كبرى مرتبطة بأوكرانيا تندلع في بولندا
-
الفائز بانتخابات ألمانيا يهاجم ماسك ويعلن موقفه من أوروبا وا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|