أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيرُ قادرين على التوحيد














المزيد.....

غيرُ قادرين على التوحيد


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هو توحيدٌ شكلاني، وكلامٌ محافظٌ مقطوعٌ عن جذور الناس، لكن لا يكتشفُ الطائفيون السياسيون اليمينيون أنهم يتوحدون فقط على تمزيقِ الأمم والشعوب العربية والإسلامية.
جاء في صلح الفتنة الكبرى بعد حرب صفين اتفاق القائدين الكبيرين على رفضِ تناحرِ شيعةِ كلٍ منهما ضد الأخرى وباستخدام هذه اللفظة تحديداً. فعنى اللفظُ أن الشيعة هي الجماعةُ المؤديةُ لقائدٍ ما.
ولهذا فإنه بعد الفتنةِ الكبرى تشكلت الطوائفُ فكانت هي من آثارها. أي جاء زمنٌ هيمنت فيه طبقةٌ صغيرة على مجموع الطبقات. فعبرت الدولُ الطائفية عن تكريس مصالح الخاصة ضد العامة، وجعلتها مهيمنةً على مر التاريخ، حيث لا قدرة للعامة على تغيير واقعها، أو إحداث تبادل للسلطة وتشكيل الديمقراطية.
ممثلو الخلافة الراشدة عَبروا عن قيادة الطبقات الشعبية والغنية في بناء مشترك ولكن الارستقراطية وأسر الأشراف لم تقبل بقيادتها وحكمها وتوحيدها فجرتْ الفتنةُ الكبرى.
في وجود الطوائف خاصةً عملية تحويلها لقوى سياسية تستحيلُ الحريةُ والديمقراطيةُ والعقلانية والبلدانُ الحرة المستقلة.
والعلمانيةُ هي بدايةُ الديمقراطية، وذلك حين تقومُ الثقافةُ والسياسة المنبثقتان عن فلسفتها بإبعاد المذهبية عن الصراع السياسي، فهي تشكلُ بدايةَ التوحيد الحديث، إنها عودةٌ للخلافة الراشدة بشكل جديد متطور، هي ليست إلغاء للتراث بل بداية إحيائه بشكل شعبي ديمقراطي.
إننا نعيشُ زمنَ الفتنة الكبرى، زمن صراع الطوائف، وتغيّب عن الناس جذورُ الصراعات وفهمها وأسبابها، فيتكتلون في صفين جديدة، والسيطرة على الأملاك العامة من قبل الخاصة، وصراع الكتل حسب الطوائف، وسيادة التخلف والاستغلال هي لدى الجميع، هذا هو ميراثُ ما بعد صفين الذي لم يتم تجاوزه وتغييره.
ما يجري ليس ديمقراطية بقدر ما هو فوضى سياسية عربية عامة.
فالسائدون والطالعون في القوى الطائفية هم اليمينيون ويستحيل أن يظهر يساريون بينهم. وهو تعبيرٌ عن كونهم ممثلي القوى السائدة المحافظة لطائفة ما في مجتمع ما، لكنهم في حالات صراعات غير بنائية.
وحين يتصارع الطائفيون يتصارع أهل اليمين المختلفون الذين لم يستطيعوا تكوين طبقة عليا موحّدة تدير مجتمعاً كما يفعل الغربيون والشعوب الأخرى، أو أن يقيموا سياسات خارجية بين المسلمين فيها تعايش سلمي، فقد بدأت الطبقات العليا الغربية بالخروج من الطوائف الدينية فكونت صراع المصالح والبلدان الموحدة والديمقراطية والحداثة والحرية.
ولهذا فإن كل شريحة عليا طائفية (إسلامية) تسحبُ طائفتَها لمكان جغرافي وحكم سياسي خاص بها، وهي لا تستطيع ذلك، لأنه مستحيل.
القوى الشعبية مُلحقة وذيلية لصراعات أهل اليمين، ولم تستطع أن تتحول لوحدة مشتركة وطليعة توحيدية.
اليمينُ الديني بكل أنواعه تشكل في زمن ما بعد الفتنة الكبرى، ولكنه يرفع لافتات الحكم الراشدي الذي لم تكن فيه طوائف وسياسة محافظة لأهل اليمين الاستغلالي، وهذا التناقض هو من فعل القراءات الطائفية الملغية لجذور الصراعات والتطورات الموضوعية، ومن فعل تصادم القوميات الكبرى وقياداتها التي تتواجه الآن بشكل مرضي شوفيني خطير، والتي قفزت على الديمقراطية، وعبرَ اللافتات الخادعة للطوائف تريد أن تمرر شموليات تم تجاوزها في العصر لكنها تسبب كوارث للعرب والمسلمين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني
- التجربتان العراقية والإيرانية: تبادلُ أدوارٍ
- المَلكيةُ والجمهوريةُ وتناقضاتُ الوضعِ العربي
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (4 -4)


المزيد.....




- زيلينسكي يقول إن 155 صينيا يقاتلون في صفوف الجيش الروسي ضد أ ...
- رتل ثان من قوات سوريا الديمقراطية يغادر حلب وحملة أمنية بحمص ...
- زيارة مسؤول إيراني إلى الأرجنتين بتأشيرة سائح تثير غضبا واسع ...
- -ما تفعلونه جريمة-.. الرئيس الفرنسي يشن هجوما لاذعا على نتني ...
- تامي بروس: الاتصالات الأمريكية الإيرانية في سلطنة عُمان ستكو ...
- بينهم محمود خليل.. إلغاء تأشيرات قرابة 400 طالب وخريج في الو ...
- الخارجية التركية: استخدام القوة العسكرية ضد إيران سيؤدي إلى ...
- غوتيريش: إسرائيل بصفتها قوة احتلال في غزة عليها تحمل التزاما ...
- واشنطن: المهاجرون الذين أرسلناهم إلى السجن في السلفادور سيبق ...
- بوشكوف: قد يكون من الأفضل للولايات المتحدة أن تترك كييف لمصي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - غيرُ قادرين على التوحيد