|
الإنتخابات النيابية في الأردن ..خدوش في النزاهة
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما كان يجب على حكومة د.عبد الله النسور أن تسمح بإجراء الإنتخابات النيابية في الأردن ،بهذه الصورة التي جرت يوم الأربعاء الماضي،حتى لا يقال ما لا يعجب أو ما كان ليس في محله ،أو حتى تأويل الموضوع تأويلات ربما كانت بعيدة عن الواقع. وأول الخدوش التي طالت النزاهة في هذه الإنتخابات هو وقوعها في اليوم التالي للإنتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي أي قبل يوم واحد من الإنتخابات النيابية في الأردن. أما ثاني هذه الخدوش التي نالت من مبدأ النزاهة فهو إجراؤها مطابقة تماما لقانون الصوت الواحد المجزوء ،إذ كانت مجزوءة ومنقوصة ،لأنها نفذت في ظل مقاطعة المكون الرئيسي للشعب الأردني، وهم الإخوان المسلمون وقوى سياسية أخرى،ناهيك عن تنفيذها تحت ولاية قانون الصوت الواحد المجزوء المرفوض حتى من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني. من هذه الخدوش أيضا أنها ستعمق الإنقسام في الشارع الأردني ،وستزيد الأعباء على صانع القرار السياسي لأنه سيقال له إما مواجهة أو يتم الدس عليه في دوائر صنع القرار الدولي، أنه لا يمثل الأردنيين جميعا لأن الإخوان المسلمين لم يشاركوا في الإنتخابات ،تماما كما قيل عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مصارحة ودسا أنه لا يمثل الشعب الفلسطيني ،لأن حماس تحكم غزة. كان على حكومة د.النسور إتخاذ قرار بتأجيل الإنتخابات ،والعمل على حشد رأي عام شعبي حاشد لإجراء الإنتخابات بعد إصدار قرار يلغي قانون الصوت الواحد المجزوء المرفوض، والإتفاق على قانون عصري توافقي ،يرضي الجميع ويحفظ كرامة الجميع،حتى نخرج ببرلمان عصري أيضا يريحنا من تبعات المرحلة ،ويستطيع مواجهة البرلمان الإسرائيلي اليميني. ما جرى كان عبارة عن عملية ركوب رأس وتحد ،لا يليق بمن ينشد واقعا متقدما في الحياة البرلمانية،ولا بمن يتوق لوحدة فولاذية بين أبناء شعبه تكون له سندا في التصدي للتحديات الخارجية وما اكثرها. كل ذلك فسح المجال لخفيفي الوزن السياسي والإجتماعي للترشح للإنتخابات وخوض غمارها من منطلق أنه ساند الحكومة في " محنتها " مع الإخوان المسلمين وبالتالي يحق له الترشح للإنتخابات حتى لو كان بدون غطاء حرفي يؤهله للجلوس تحت القبة والإضطلاع بمهمة التشريع والمراقبة حسب ما هو متبع ومعمول به في البرلمانات الدولية. الخدوش التي إنتابت هذه الإنتخابات كانت بالجملة ومنها أيضا بروز المال السياسي حتى" الكلاحة" ،إذ فاحت الرائحة كثيرا وقيل الشيء الكثير عن عمليات شراء الأصوات،وقيل أن سعر الصوت وصل في عمان 50 دينارا و70 دينارا في الزرقاء و200 دينارا في البلقاء و70 دينارا في مأدبا،وتنوع ثمن الصوت أيضا ليشمل صوبات كاز معها غالون كاز وحرامات مجوز ناهيك عن المناسف التي جيء بجميدها من تركيا وكذلك الأطنان من الكنافة النابلسية. لم تحرك الحكومة ساكنا في هذا السياق حرصا منها على تمضية هذه العملية على خير ،لأنها تعلم علم اليقين أن أصحاب المال السياسي الذين إشتروا أصوات المواطنين إنما هم محسوبون عليها وهم من بعض ركائزها. أما من جرى توقيفهم ضمن مرحلة حرجة جدا من حيث التوقيت الإنتخابي أمثال الخشمان والصفدي وآخرين ،فهؤلاء لهم مع الحكومة قصص أخرى لا مجال للإتيان عليها ،أي أنها كانت تصفية حسابات حسب المراقبين المطلعين . من مظاهر الخدش في النزاهة عدم الثبات على نسب حقيقة للمقترعين ،فالمراقبين الإعلاميين قالوا ان نسبة المشاركة في العاصمة عمان لم تتجاوز ال 15% ،بينما في البوادي والأرياف كانت تقريبا 30%،في حين قالت المصادر الحكومية انها تجاوزت 52% في عمان علما أن الحالة في العديد من مراكز اٌتراع كانت تقول غير ذلك أي أن النسبة لم تتجاوز فعلا 15% . الكثير من المراقبين تحدثوا بسلبية عن هذه الإنتخابات في " الفيسبوك" وكم كنت اتمنى ان تكون التعليقات إيجابية وندلي بشهاداتنا بغير هذه الصورة عن قيامنا بالإقتراع وفرحنا ببرلمان جديد أفقي حرفي يمثلنا جميعا ،لكن الحكومة أرادت غير ذلك . قديما قيل أن المخرجات لها علاقة بالمدخلات ،بمعنى أن هذه الإنتخابات التي جرت على هذا المنوال وشابها ما شابها ،ستفرز لنا نوابا لن يكونوا يمثلون جزءا من طموحنا ،وبالتالي سنخسر فسحة واسعة من الزمن وستزداد معاناتنا لعدم أبتداع حلول لمشاكلنا وتحدياتنا.وعليه فإن هذا لمجلس سيكون مؤقتا وسيتم حله أيضا لأنا مقبلون على مسرحية الكونفدرالية مع أشلاء سكانية من الضفة الغربية المختلة. عموما فإن مواطنا واحدا في معان هو الذي تحرك وإعتصم وحيدا تعبيرا عن إحتجاجه على هذه الإنتخابات
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا تغزو بلاد المغرب الإسلامي عن طريق القاعدة
-
نهر الأردن يبعث من جديد
-
لله در النقابات المهنية في الأردن
-
لبنان الذي كان ..والذي نريد
-
الربيع العربي- يتحول إلى هشيم تذروه رياح الخماسين
-
الكونفدرالية تفجر النفط والغاز في الأردن
-
السلطة الفلسطينية ..أزمة تلد أخرى
-
أخطأ الإخوان المسلمون
-
نعيش أجواء العراق
-
بإنتظار الكونفدرالية؟!
-
زيارة مشعل إلى غزة.....كلام يجب أن يقال
-
سوريا..أبعد من التخلص من النظام
-
الإمارات .... المساعدات الإنسانية ،الستر حتى لا ينقص الأجر
-
دولة مراقب؟!
-
الأردن..سلمية مواجهة الحراك
-
الأردن ..تعديل المسار
-
حماس والدولة الفلسطينية
-
إذا هبت رياحك فإغتنها
-
العدوان على غزة..الرسائل وصلت؟؟!!
-
منع نصب خيمة إعتصام امام السفارة الإسرائيلية خطأ قاتل
المزيد.....
-
بيلي إيليش تقول إنها -كرهت- اسمها بـ-شدة- في طفولتها
-
مشاهد مروعة بعد غارات إسرائيلية قاتلة أصابت نازحين فلسطينيين
...
-
إلى متى تستمر معاناة المدنيين في غزة؟
-
ألمانيا: اتهام طبيب قتل 15 مريضًا بقسم الرعاية الملطّفة وتحق
...
-
مقتل 16 فلسطينيا على الأقل في غارة إسرائيلية على خيام للنازح
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على تقرير أمريكي بشأن ضرب إيران
-
غروسي يعلق على التهديدات بضرب المواقع النووية الإيرانية
-
الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس إسرائيليا مجهزا بآلة تصوير جنو
...
-
ليبيا.. أسامة حماد يرحب بلقاء الدبيبة ومصرف ليبيا المركزي وي
...
-
روسيا تحدّث مدرعات BMD-4M العسكرية
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|