أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نعيم عبد مهلهل - في انتظار الأثنين ( أما الأسكندر أو البرابرة )...!














المزيد.....


في انتظار الأثنين ( أما الأسكندر أو البرابرة )...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 22:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



في كتاب كافافي 100 قصيدة والذي ترجمه في سبيعينات القرن الماضي الشاعر العراقي سعدي يوسف ، ونشره متسلسلا في الجريدة الاسبوعية للحزب الشيوعي العراقي ( الفكر الجديد ) هناك قصيدة لم تغب في دهشتها ومعناها عن خاطري عنوانها ( في انتظار البرابرة ) واتخيل كيف حفظت صورها وهاجسها وانا لم اتجاوز 15 عاما ، حيث عاشت معي بكل طقوسها الغامضة وقصديتها في متاهة متى يجيء البرابرة ليخلصونا من رتابة خطابات السناتور وقيصر في مجلس الشيوخ ، وذاتها القصيدة ونهايتها كنت قد تخيلتها بأنتظار شغوف وأنا اشاهد في ذات العمر فيلم سقوط الامبراطورية الرومانية الذي كان من بطولة صوفيا لورين وريتشارد بريتون كما اظن .
القصيدة كأثر أدبي تحسب واحدة من روائع القرن العشرين الشعرية والتي كتبها الشاعر اليوناني ــ الأسكندري قسطنطين كافافيس ( 1863 ــ 1933 ) بقت شاخصة مثل من ينتظر نبؤته لهذا العصر الجديد .
والآن افترضها حية ومكتوبة لعصر مثل هذا في ظل المواسم الصاخبة للزمن الرئاسي والملوكي للمعمرين المتوارثين حنان الرب ليكونوا سلاطينا هم ومن يرثوهم والى الابد . لاولئك الذين تحملهم البارجات والاتين من وراء المحيط ، لشذوذ الفكر في بعض صُناع ربيعنا العربي .لكثير من المتغيرات حتى ظن البعض ان العولمة هي البرابرة التي علينا ان ننتظرهم تخلصا من رتابة التيجان والهوس الجنسي لدى قائد ثورة الفاتح وغيره من الطغاة القساة.
بين البرابرة والاسكندر الاتي مع البوارج واجهزة الاي باد والطائرات المسيرة أتخيل الأمر في جنونه ومجونه وربيعه فأقف عند رغبتي بالهروب من هذا الانتظار لأحمل انوثة هذا الاسكندر في براءته قبل ان يكون جنديا او امبراطورا وأعيش لحظة تلقيه الدروس من معلمه الفيلسوف. فبين الدرس والطموح الموروث نعيش النقائض خاصة عندما تكون عقولنا مجيرة ومتطبعة لنمط خاص من الثقافة والعيش ولهذا كان معلم الاسكندر يعاني كثيرا في زرع مثالية الفلسفة في تلميذه والذي قد ان يزرعه في قلب الصبي هو منطق العبارة وبهذا المنطق استطاع ان يسيطر على اسماع جنده وبهم يغزوا العالم ويصل الى بابل ويلاقي منيته.
روح الرؤى في البرابرة والاسكندر واحدة .وانا اكتشفتها من خلال كتابة راويتي ( جينكيزخان ) وهو نمط معيشي للحياة البربرية قبل ان يغزو العالم ويصنع كما الاسكندر امبراطورية المغول الشاسعة والتي كانت من اقسى الامبراطوريات وكانت تسمى الامبراطورية ( عدوة الكتب ) حيث جعلت حبر كتب بغداد في مياه دجلة اكثر من دماء المقتولين من اهلها في عهد حفيد جينكيزخان ( هولاكو ). اكتشفت ان العبارة وحدتها هي من كانت تقود المغول للانصياع لاوامر الخان وليس معناها .كان يسيطر عليهم بمنطق الصوت الموجود في الحبال الوترية في حنجرته وكان فقط ينوه لهم ان الاراضي الجديدة هي اراض للخمرة والماشية والنساء .وتلك المفردات الثلاث كانت كافية ليتحول المغولي الى اكثر برابرة الحروب عنفا وقساوة وهمجية وعنادا..!
صورة الاسكندر في منطقها كانت ارق من صورة الخان المغولي ولكنها يلتقيان في بربرية الاتساع بمساحته لامبريالية .غير ان الامر يختلف الان ، فصناعة البربرية قد تأتي من خلال فيلم سينمائي تمثل فيه اجمل نساء هوليود أو من خلال خطاب متلفز لاعلان حرب تقدمه في النشرة الاخبارية اجمل مذيعات السي ان ان او الجزيرة او الاسكاي نيوز..
متغير الرؤية يضغط على هاجسي أن ابتعد الان عن تلك الدهشة الغامضة بقصيدة البرابرة التي كتبها كافافيس واتخيل هاجسا صوفيا ورومانسيا لعالم اتمناه حديقة وليس فصيل جند......!

دسلدورف في 9 كانون ثان 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح الى أودنيس ونوبل ....
- بكاءٌ يشبهُ العمى .. وصينيٌ يشبه البطاطا ...!
- كنيسة مدينة كولن ...وجامع محلة الشرقية !
- مندائي من أهل الكحلاء يبتسم ...!
- أغريقيو القصب ...معدان أثينا ..( مدائح )..!
- الشيخ الكبيسي والهدهد والمخبر السري..!
- الخيال واحمر شفاه وقلب أمي .........!
- خالتي النجمة ...والشفاه عمتي..!
- قبل ساعتين من 2013...!
- أيروتيكيا المسلات والقصور والجواري..!
- نهاية العالم ....
- من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!
- أمطار في آواني الشتاء والفقراء...!
- الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!


المزيد.....




- بعد انهيار سقف بمحطة سكك حديدية.. اندلاع مظاهرات عارمة في صر ...
- يارا صبري وماهر صليبي في دمشق بعد غياب ما يزيد على 12 عاما
- مصر: طالبة تقفز من -ميكروباص- بعد تحرش السائق بها..والداخلية ...
- كوريا اللجنوبية تعلن عن صفقة مروحيات إلى العراق بأكثر من 93 ...
- -واشنطن بوست-: السوريون طوروا لغة مشفرة لتجنب مراقبة مخابرات ...
- جنين: إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الأسبوع الثالث من حملة ...
- -ترند- على تيك توك للاتجاه نحو تقليل الاستهلاك في موسم الأعي ...
- أردوغان: سندعم سوريا وستضطر إسرائيل للانسحاب من أراضيها
- البنتاغون يعلن مقتل عنصرين من -داعش- بضربة جوية شرق سوريا
- الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمديد حالة الطوارئ حتى ديسمبر 2 ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نعيم عبد مهلهل - في انتظار الأثنين ( أما الأسكندر أو البرابرة )...!