أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - -الإسلاميون - فقاعة إنتخابية لا أكثر .














المزيد.....


-الإسلاميون - فقاعة إنتخابية لا أكثر .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يراهن أغلب الإسلاميون حاليا لكسب قاعدة شعبية لها أن تستمر في دعمهم في حلبة الصراع السياسي على سلعة الإسلام ، أو بصيغة أخرى شعار "الإسلام هو الحل "، هذا الشعار الذي يمكن القول عموما أنه قد أتبت نجاعته في جلب المريدين حتى الساعة، فالمواطنون و في ظل سنين من غسيل الدماغ بدعاية الصحوة الإسلامية ، قد انتهوا إلى ضحايا حتميين لكل من يرفع شعارا دينيا لتسويق منتجاته ، لكن مع هذا يبقى السؤال : هل الإسلام الذي يروجه الإسلاميون كبضاعة هو ذاته ما يفهمه المواطن كإسلام ؟ ، ثم هل هذا الإسلام رائج حقا للرهان عليه على المدى البعيد ؟ .

كإجابة على هذا السؤال و بالنظر إلى نوعية الإسلام الذي يتبناه الإسلاميون كمنهج ألا و هو "الإسلام الوهابي "، فيمكن القول أن نسبة التأييد لهذا النوع من الإسلام بين الناس لا تزيد في أقصى الأحوال في واقعها عن المنتمين عضويا لهذا الإسلام ، أي الجماعات السلفية و الإخوانية وباقي المريدين للأفكار من قبيل تطبيق الحدود ، و الحاكمية وخلافه ، أما باقي الذين قد يدعمون شعار الإسلام هو الحل لكنهم يحملون مفهوما غير المفهوم الوهابي للإسلام فهم خارج هذا الإطار ، وهؤلاء سينفصلون عن دعم الإسلاميين في أية لحظة يبدون فيها اختلافا عن مفهومهم للإسلام ، ما يعني أن هذا الدعم إن حصل ، هو دعم ناتج عن تقاطع في الرؤى ، لا دعما ناتجا عن توازي فيها ، وعليه فهو دعم مؤقت لا يصلح لبناء قاعدة شعبية مستمرة يراهن عليها لتدوم .

ما يغيب على كثير الإسلاميين أن المواطنين ورغم دعهم المبدئي لشعار الإسلام هو الحل ، إلا أنهم ينقسمون حول مفهوم هذا الإسلام ، و هي عموما إشكالية نابعة من الشعار نفسه ، فهذا الشعار بصيغته لا يعطي معاني واضحة لما يشير له كإسلام ، عدى طبعا كون الإسلام هو الأخر شديد العمومية و الوساعة ليشار له ، لهذا فهذا الشعار و إن صلح للحشد الشعبوي الآني ، فهو بالأكيد غير صالح للدعم العقلاني بعيد المدى ، وعليه فالرهان الدائم عليه للتأييد المستمر خاسر لا محالة ، فأغلب المؤيدين سرعان ما سيتراجعون عن التأييد بعد البدء في الخوض في التفاصيل ، و يمكن الحديث هنا عن عديد الفئات التي ستنشق عن دعم الإسلاميين رغم دعمها لشعار الإسلام هو الحل ، و الأمثلة كثيرة فالصوفية على سبيل المثال قد يدعمون شعار الإسلام هو الحل من واقع إيمانهم الصوفي لكنهم بالطبع لن يقبلوا بالصيغة الوهابية لفهمه فهم سيكونون أول ضحاياه ، الفقراء أيضا يمكن الحديث عن لا ثبات خيارتهم فأغلب الفقراء قد يدعمون الإسلام كخيار ، لكن هذا الدعم يظل من باب الطمع في أن يتحقق العدل لهم و أن يروا مسئولين نزهاء بإسم الإسلام كما يسمعون عن الخليفة عمر ، لكن في حال فرض إسلام متحالف مع أصحاب المال ومبرر للفقر و الجور كما هو الإسلام الوهابي فالفقراء من الحتمي أنهم سينفضون حوله و سيتركونه، ونفس الأمر يمكن قوله عن العديد من الشرائح الاجتماعية و الطبقات و المجموعات التي لها رؤاها الخاصة عن الإسلام ، هؤلاء جميعا ومع قبولهم المبدئي بالإسلام كحل ، إلا أنهم لا يقصدون بهذا الإسلام ، الإسلام الوهابي الذي يحاول الإسلاميون فرضه ، وعليه يمكن القول كنتيجة أن الانتخابات التي جرت سابقا في بعض البلدان ، و ألتي أظهرت وكأن هناك دعما كاسحا للإسلاميين من طرف المواطنين أنها كانت في الواقع انتخابات غير دقيقة ، فالناس في الحقيقة لم يصوتوا لمشروع الإسلاميين كما نراه يطبق حاليا ، بل صوتوا لمشروع عائم ، وعليه وبمجرد ما يبدئ الإسلاميون في كشف المعنى التفصيلي لهذا الشعار، و المعنى الدقيق لمفهوم الإسلام لديهم ، فسيتفرق أغلب من دعمهم عنهم ، ولن يبقى كداعمين ملتزمين لهذا التيار إلا الكتلة الصلبة المؤمنة إيمانا قطعيا بمبادئ هذا النوع من الإسلام ، وعليه و هو المؤكد أن الإسلاميين وبعد اتضاح الصورة و اكتشاف الناس لحقيقتهم سينكمشون لحجمهم الطبيعي ، أي أنهم سيتحولون في النهاية إلى كتلة انتخابية محدودة شأنهم شأن أي طائفة دينية لها خيارتها الانتخابية على حسب معتقداتها الدينية ، وهو الأرجح في حال أي انتخابات قادمة ، في المقابل فالتيارات السياسية الأخرى من المتوقع أن تحصل على دعم الكتلة التصويتيه المرتدة ، و الغالب أن المنسحبين من دعم التيار الإسلامي سيركنون إلى دعم التيار ديمقراطي وسط أغلب الأحيان ، وهذا لأرجحية أن أكثرية هؤلاء وبالنظر إلى ميولهم التصويتية سيبحثون عن تيار سياسي محافظ إلى حد ما ، بالإضافة إلى كونه تيار واسع الطيف بحيث يشمل فئات اجتماعية كثيرة بدون خلق حساسيات بينها ، وعليه فتقلص حصة الإسلاميين الانتخابية ستكون على الأغلب ا لصالح التيار الوطني عامة .

عموما يمكن القول أن ما حصل من اكتساح للتيارات الإسلامية للانتخابات في الآونة الأخيرة ، لا يعدو كونه فقاعة انتخابية لا أكثر، فقاعة لها ظروفها وحيثياتها ، فالغلق الذي شهدته الساحة السياسية على مدى عقود ، بالإضافة على عدم اختبار أي من الأطروحات التي تطرح على محك التجربة الواقعية ، أدت كلها إلى تفوق الخطاب التجييشي الشعوبي ، على حساب الخطاب العقلاني النخبوي ، وهو الأمر الذي سيتراجع مع التجربة حتما إذا ظلت هناك انتخابات حرة ستجري مستقبلا ؟ .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع التماسيح الإسلامية على الدماء الجزائرية .
- عن الدستور في ظل سلطة الإرهاب .
- إرهابيون ... الأمس و اليوم و غدا .
- اثبت مكانك أنت نور الفجر .
- الطرطور الإسلامي و الديكتاتور العُروبي .
- شكرا مصر .
- مستقبلنا في خمس دقائق .
- في معنى - لكل زمان ومكان - .
- أيها الورد
- - أمان الله خان- ذكريات أفغانية .
- كي لا تأذينا طيبتنا .
- سيناريو 52 .
- مراح الجزائري أم الوهابي .
- حول الصعود الإسلامي .
- كيف نقيّم التجربة العلمانية .
- عن العدالة في الحكم الإسلامي .
- كذب الإسلاميون ولو صدقوا .
- الإستبداد المنتخب .
- مغلوب لا يقلد الغالب .


المزيد.....




- مركز روسي: كاردينال مقرب من ترامب قد يرأس الفاتيكان
- المغرب: خلية فككتها السلطات الأمنية كانت مشروعا لفرع جديد لت ...
- مراسم تشييع حسن نصر الله: وفد يهودي حاضر ووداع حار من والد ا ...
- بعد تصريحات نتنياهو.. الشرع يجتمع بوجهاء -الطائفة الدرزية-
- سانا: الرئيس السوري أحمد الشرع يجتمع مع وجهاء وأعيان الطائفة ...
- أحمد العبادي يسائل السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بشأن ...
- المشاط: شهادة السيد نصرالله مثلت اعلى تجسيد للوحدة الاسلامية ...
- المقدسيون يودّعون قارئ المسجد الأقصى الشيخ داود عطالله صيام ...
- الفاتيكان: حالة البابا فرنسيس لا تزال حرجة لكنه في وعيه
- الفاتيكان يصدر بيانا مطمئنا بشأن البابا فرانسيس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - -الإسلاميون - فقاعة إنتخابية لا أكثر .