|
تعويذة
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 20:46
المحور:
الادب والفن
للأحلام أجنحة لا تتكسر إلا بيد أصحابها...
عمري ( خمسة) و الخمسة أخت الخامسة و التسعين.
هاربةٌ من صوت الألم.. أركض في الطريق الترابي لقرية لم أعرفها يوما، أشاهد النساء و الذكور على جانبي الطريق ( يدوّرُون) العجين للتنور، و دخان الحطب يقمع كل تفاؤل الزهور.
أقف قليلا، أنفخ بخار الماء على أصابعي الصغيرة، أفرك يديَّ الباردتين.. أنط على قدمين حافيتين.. أكسب من الدفء ما( لا) يكفي لأركض من جديد.
يغمزني الذكور.. و تناديني النسوة: "يا أيتها الصغيرة تعالي نعلمك فن ( تلفيق) العجين.. و ( ثرثرة) الحطب"، فأهرب من موت آخر. **********
"أيها ( المتثاقفون) الحمر الدائرون حول النار ألم تعلمكم العولمة أن تنبذوا التكرار في العادات و الغباء..
نحن أيضاً حمر لكننا في الأصل أصحاب المكان.. اشتريناه بالحب و زرعناه حب
ما نفعه المكان إن أحرقته النار؟! ما نفعه دورانكم ليتامى لا يمشون؟!
نحن أصحاب الأرض التي استحضرت المسيح و الرسول ألف مرة و كانت فيها ( بوكاهانتس) سافرة جميلة أنقذت مع القبطان حكاية للحب".
هي هكذا: وقفت طفلة في التاسعة ترتدي نقابا في التسعين أمام لوحة " بوكاهانتس تنقذ حياة الكابتن جون سميث" ملأت الدهشة عيونها الواسعة و هي تفك خفايا عري الأجساد. قالوا لها: -يتجادلون في بلاد ( الرقيق) على تشريع عرسك يا رمز الشرف و العفة! فردت بصوت خافت: -أين شرف ( الأمريكان).. يضعون هذه اللوحة في مكتبة ( الكونغرس)! ***********
"أيها ( المتثاقفون) الحمر الدائرون حول النار
ما عادت الأوراق تستر العورات ( سنتيمترات) تتبول على النصائح ضحكنا على أقزامكم.. بينما ظلت النصيحة صامدة في البال: بأنها الرصاصة تثقب الأرواح فيسكن الحقد مدينة الأشباح
و يفرح التنين بأنه قد صار في عتمة الطريق ملاذا للفقير".
هكذا هي.. صارت ( الديكتاتوريات) ملاذا للبسطاء و الخائفين..هكذا هي: شعوب القال عن قيل تحيل كل قضاياها إلى التدويل.
هيا بنا نغطي عورات (طرزانات ) السيف في أحلام أوطاننا، و إذا ما صاح أحد منهم: حي على الجهاد، و أحل الذبح و القتل لل ( كفار) تحت اسم الدين، فنزل غطاء عورته العقلية.. نركض و نخفي ( الكاميرا) التي صنعها ( كافر)، ثم نلجأ إلى ( الفيسبوك) الذي صنعه ( كافر) و نرجم من يقول لنا:
استتروا و استحوا.. و لا يعمم، لأن في التعميم مقتل الحضارة. **********
"أيها ( المتثاقفون) الحمر: الدائرون حول النار هلآ قلتم للصائمين عن الطعام: صوموا عن الكبائر لا تقلّدوا الجلاد لا تقتلوا بدافع الأحقاد
هلآ قلتم لكتيبة (الصحابة): أن الرسول لم يُهان إلا عندما تكلم السلاح دفاعا عن الأديان".
كيف ستنتهي قصة الفلم المسيء للرسول؟! لن نصل إلى القمر.. و لن نبحر في علم الخلايا الجذعية.. لا نحن سنكتشف دواء السرطان.. و لا سنكرم عقولنا بدلاًمن أن نسجنهم أو نهاجمهم..أو نكفرهم...
خذوها من عقلي الناقص هذه النهاية:
سينتهي الموضوع بصراع سني شيعي (حاد) على أرضية صراعهما ( المزمن)..
باختصار هي سياسة و ستكتشفون يوما من جعل الدين ( سيليكون) السياسة.. و (نفخ ) قلوبنا. **********
"أيها ( المتثاقفون) الحمر
هلآ قلتم للسلاطين: الموت أزرق في بلاد الصين و الحب أزرق و النصر أزرق كسماء وحده البحر أحمر الدماء"
هي هكذا من محيط ( الغاز) إلى خليج ( البترول).. إنْ جعتَ لحرية التعبير، فكُلْ غاز.. و إنْ عطشتَ للإنسانية، فاشربْ بترول.. بعدها يعطوك الحق في أن تقرر مصيرك:
فإما أن تهاجر.. أو عود ثقاب تافه يتكفل بأن ( تولع) يا معلم! **********
"أيها (المتثاقفون ) الحمر الدائرون حول النار ألم تعلموا أن: الريش على رؤوسكم.. طار.. و طار"
هي هكذا..تعويذة لم تشتر إلا بالنفط، و لا يدفع ثمنها إلا البسطاء: (لبن) ثلاثة عصافير، ذيل ثعلب مكار..سبع شعرات من لحية ( شيخ) الكفار، مع غبار جناح برغوث ذهبي.. لتدوير عجين يكسر جناح الحلم!
لا ريشة على رأسي و لست (متحزبة) حمراء.. عادية جداً ركضتُ حتى أُدْميَتْ قدماي، و عندما وقفت قليلا لأنفخ بخار الماء على أصابعي الصغيرة، و أفرك يديَّ الباردتين.. غمزني الذكور، و نادتني النسوة بذات الصوت الجاهلي:
"يا أيتها الأم تعالي نعلمك فن ( تلفيق) العجين.. و ( ثرثرة) الحطب"، فهربتُ من موت آخر.. و لا زلتْ.
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و رصاص...
-
-فياجرا-
-
كونوا ( عقولكم)...
-
هكذا نتخلف
-
جرس الغوص و الفراشة -برسم الأمل-
-
الدردك ليس للمؤخرات.. و الثورة كذلك
-
ذكريات عن عاهراتي الحزينات
-
أزمنة مائية - محض تشابه-
-
تدنيس المقدس
-
هيروين و مكدوس.. و دوائر
-
-غيرنيكا-
-
التيار - الرابع-
-
سلام عليكم...
-
-سوريا- يا حبيبتي..( خارج سياق رمادي)
-
يا ( علمانيو) العالم اتحدوا...
-
مرتدة!
-
غرائز
-
لا دينية!
-
-الزبيبة - تحكم...
-
لنتصلعن- علي السوري7-
المزيد.....
-
-قيصر- السوري يعلق على تصوير مسلسل باسمه وتوقيفه
-
فنانة سورية شهيرة تخرج عن صمتها وتكشف حقيقة الأنباء عن علاقت
...
-
سينماتيك.. مجلة في خدمة السينما بالجزائر
-
العثور على مخرج تونسي شهير بعد اختفائه فجر اليوم الخميس
-
العثور على الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته متوفيين داخل من
...
-
عثر على جثتيهما الى جانب كلبهما.. غموض يلف وفاة الممثل جين ه
...
-
العثور على الممثل الأمريكي جين هاكمان وزوجته ميتين في منزلهم
...
-
فلسطين ذاكرة المقاومات.. محمد بنيس يقدم شهادة ثقافية إبداعية
...
-
حرب الصورة.. كيف تقاتل حماس بالكاميرا؟
-
العثور على نجم أمريكي شهير وزوجته ميتين في منزلهما (صور)
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|