أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الله في دهشور















المزيد.....


الله في دهشور


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 02:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان المسبار الفضائي يسير الهوينة بعدما اجتاز المسافة القريبة جدا من المريخ . ثم ابتعد عن المجموهة الشمسية التي يتبعها كوكبنا الأرضي , ومضي حتي خرج من المجرة التي تتبعها مجموعتنا الشمسية , وصار في منطقة وسطي بين 4 مجرات قريبة من مجرتنا الحبيبة " درب التبانة " . وفجأة رصدت أجهزة الصوت به . قهقهات متتالية ..
ركز المسبار الفضائي معداته تجاه الصوت . ليرصد بالصوت وبالصورة وبالمسافة . ما يحدث بالضبط , ليتسني له نقل الحدث لقاعدته بكوكب الأرض.. فالتقطت أجهزة الرصد ما يلي :
شيخ مهيب .. يبدو عليه الجلال . ولكنه يطلق ضحكات تبدو غير محسوبة . مما يوحي باحتمال أن يكون في حالة ثمالة ونشوة سكران ..
علي مقربة منه . كائنان من النور لهما أجنحة . وعلي هيئة بين لطف لطفاء القطط , وجمال ذوي الحسن من البشر . دار بينهما حديث هامس تمكنت أجهزة المسبار من التقاطه بوضوح .
انهما ( الملاك علمانيل , و الملاك أول ليبرائيل ) .

علمانيل ( باندهاش . مخاطبا ليبرائيل ) : لماذا يقهقه هكذا الشيخ الجليل ؟!

ليبرائيل ( بعد تردد . يهمس له ) لأنه يتفرج ..

علمانيل : علي أي شيء يتفرج ؟!

ليبرائيل : يتفرج علي ما يحدث في دهشور ..

علمانيل : ولكنه يبدو ثملا نشوانا كما السكاري !

ليبرائيل : لأنه أكثر من الشراب ..

علمانيل : ماذا شرب حتي صار ثملا لهذا الحد ؟!

ليبرائيل : عندما شاهد ما يحدث في دهشور .. ارتاح للمشهد . فقال لي . أحتاج كأسا دهاقا.. وكلفني باحضار 3 زجاجات من كوكب الأرض . عرق , و نبيذ , و فودكا .. أحضرتها له في مدة كطرفة عين أو أدني . وتركته يصب من كل زجاجة قدرا حتي يكون خليطا يملأ الكأس . فيشرب و يواصل الاستمتاع بالمشاهدة . ويقهقه من السعادة . كما تري ..

علمانيل : وماذا حدث في دهشور تلك . حتي أسعده هكذا ؟

ليبرائيل : حدثت مشكلة بين اثنين . واحد من دين السماحة ..

علمانين : عظيم . اذا سيكون حل أي مشكلة سهل . مادام ينتمي لدين السماحة .

ليبرائيل ( يكمل ) : والرجل الثاني ينتمي للدين التسامح ..

علمانيل . دين السماحة ودين التسامح .. يعني كل المشاكل سهلة وبسيطة .

ليبرائيل : الشخص الذي من دين السماحة أودع قميصا أو بنطلونا للكوي . عند مكوجي من دين التسامح .. فالبنطلون اتحرق . طبعا بدون قصد ..

علمانيل : طبعا السماحة والتسامح . بان مفعولهما . واتسوت المشكلة بهدؤ وببساطة ..

ليبرائيل ( بضحك ) انت بتصدق حكاية سمح وتسامح تلك ؟! انها مجرد أسماء
علمانيل : هل حدث مكروه ؟

ليبرائيل : تعاركوا . فالرجل التابع دين التسامح ضرب التابع لدين السماحة ضربة خلته وقع طب ساكت . وما كان قصده . مات الرجل ..
علمانيل : في هذه الحالات . ما هو حكم دين سماحة ؟

ليبرائيل ( يضحك ربع ضحكة بسخرية قائلا كما ينادي الفكهاني المصري مزكيا بضاعته من فاكهة التين : " أبو سماحة يا تين " . . الحكم يا سيدي هو القصاص أو دفع دية ..

علمانيل : هل اتحلت المشكلة ؟ علي هذا النحو ؟

ليبرائيل : كلا .. فدين السماحة يقبل القصاص أو دفع دية ان كان القتل بين أفراد الدين نفسه . لكن لو كان القاتل من دين آخر .. فلهذا قول آخر .. وقد حدث القول الآخر ..

علمانيل : فماذا حدث ؟

ليبرائيل : حدث هجوم شامل كاسح . من اتباع دين السماحة . علي كافة أتباع الدين التسامح .. عاطل في باطل !. وهات يا ضرب وقتل وحرق ونهب وطرد من البيوت والمحلات .. !

علمانيل ما هذه الهمجية ؟! ( ثم يشير بطرف عينه نحو الشيخ الجليل ) طيب ماذا فعل ؟! هل تدخل علي الفور, وأوقف الأذي والشر ؟

ليبرائيل :هيه هييه .. ( يهمس في أذنه ) كان يرقصصصص .

عمانيل ( يشهق فزعا . ويقول بصوت مسموع ) يخيبه . بستين ألف خيبة .. بيرقص .. ؟!

ليبرائيل : نعم رقص كثيرا . كما يقول المصريون " زغرتي يا اللي موش غرمانة " .. ! وناداني . وأمرني بالاسراع قائلا :
" ضع طوبة علي طوبة لتبقي العركة منصوبة " .

علمانيل : فزعا .. ما عنده احساس ؟! ما عنده رحمة ؟! وماذا يقول عنه اهل الدين السمح ودين التسماح ؟

ليبرائيل : أهل السمح يؤمنون به ايمانا لا يتزعزع .. , وأهل التسامح . نفس الشيء يؤمنون به أشد الايمان . ! أرأيت يا سيدي ؟!
علمانيل : ( بأسف . كمن ينسحب ) هكذا ليس لنا أن نتدخل بينه وبينهم..

ليبرائيل : نعم .. لا يجوز التدخل . أرأيت كيف انك تسرعت وأخطأت ؟!

علمانيل : هيه .. نعم .. وماذا عن دهشور تلك . كلمني عنها

ليبرائيل : انها قرية صغيرة . سأقول لك أين موقعها . هل تعرف المجرة الفضاية المجاورة علي اليمين .. ؟

علمانيل : نعم

ليبرائيل : بعدها توجد مجرة . نسميها هنا مجرة الأهرامات الثلاثة . قبل أن تقام بها ناطحات سحاب شاهقة . ولكنهم يسمونها مجرة " درب التبانة " ..

علمانيل : هيه .. وماذا بعد ؟

ليبرائيل : توجد باحدي المجموعات الشمسية بتلك المجرة . مجموعة شمسية بها 3 أهرامات عالية متجاورة . في كوكب يسميه أهله " كوكب الأرض ". وفيها دولة يسمونها ايجيبت , أو مصر . ودهشور, حاليا هي قرية من قراها . ولكنها كانت مسرح وشاهد لحضارة عظيمة هامة وتحوي آثارا تاريخية كبيرة الأهمية اسمها الحضارة الفرعونية .

علمانيل : و دين السماحة و دين التسامح . هل هي أديان فرعونية ؟

ليبرائيل : كلا انها أديان وافدة علي بلد الفراعنة . وتعتبر أديان جديدة .
علمانيل : والأديان الفرعونية القديمة . ماذا عنها ؟

ليبرائيل : الأديان الفرعونية عاشت حوالي 5000 خمس آلاف سنة . وانتهت ..

علمانيل : عجيبة ! اديان تنتهي بعد ما عاشت خمسة آلاف سنة ؟! انتهت كيف ؟!

ليبرائبل : انتهت .. يعني كما يقول عامة المصريين : راحت في الكازوزة ..( ثم يضحك ) و المصريون عندهم تعبير آخر " راحت في أبو نكلة " .
علمانيل : أديان .. تروح في الكازوزة بعد 5 ىلاف سنة ؟!
ليبرائيل : نعم .. الزمن كفيل بفناء كل شيء حتي الاديان ..


علمانيل : وكم عمر الأديان اللي قامت الحرب بينها في دهشور .. دين السماحة دين التسامح .. !؟

ليبرائيل : انها أديان صغيرة العمر .. دين السماحة عمره 1433 سنة فقط . ودين التسامح عمره 2012 سنة فقط !

علمانيل : وهل تعتقد ان هذين الدينين .. سماحة وتسامح .. ممكن يعمروا كثيرا كعمر الاديان الفرعونية ؟

ليبرائيل : لا لا هذه أديان لازم ستروح في الكازوزة قريبا وبدري بدري .. ولن تحصل ولا حتي " أبو نكلة " ..

علمانيل : لماذا لن تعمر 5 آلاف سنة مثل الأديان الفرعونية ؟!

ليبرائيل : الأديان الفرعونية , طبيعتها كانت تسمح بقيام حضارة خالدة ذات تاريخ .. أما دين السماحة , ودين التسامح .. ومثل هذا الكلام .. .. فمصر لم تعرف معهما سوي التخلف الدائم والتبعية .. وباستثناءات عصور قليلة جدا لا تذكر ..
( اطلعه علي صور – كما الفيديو – لعمليات حرق البيوت بدهشور , وحرق المعابد ونهب وسلب المنازل وفرار أهاليها مزعورين .. فأصيب الملاك علمانيل بالفزع , واجهش بالبكاء )

علمانيل ( وهو يجفف دموعه ) وهل هذا دليل قاطع علي قرب اختفاء تلك المعتقدات التي تحمل شعارات وأقوال سلام ولا تسبب لأهلها سوي العداء والبغضاء التعاسة والشقاء ؟!

ليبرائيل : نعم ..لأن التحضر والتقدم أصبح حتمية .. لا مفر منها , وكشف زيف التخاريف العقائدية وكذبها . شيء مؤكد في عصر يسمونه عصر الانترنت ..
الملاك علمانيل : الي هذا الحد هي قدرة عصر الانترنت ؟!
الملاك ليبرائيل: نعم فانظمة الحكم المستبدة تنكشف وتتهاوي وتذهب في الزبالة نظاما تلو آخر .. وكذلك معتقدات الكذب والتخاريف القديمة . سوف تلحق بانظمة الحكم تلك , وستذهب في الكازوزة , وستروح في " أبو نكلة " كما يقول المصريون ..
علمانيل : أكيد ؟

ليبرائيل : أكيد اكيد ..

علمانيل ( يغمز بطرف عينه , ويهمس ) : طيب وصاحبك اللي داير يرقص . فرحان بالمصايب والحرائق .. علي أي شيء سوف يرقص . اذا العقائد وحرائقها ومصائبها , راحت في الكازوزة , وابو نكلة ؟!؟!

ليبرائيل : سندبر له شيء آخر يرقص عليه . بخلاف مصائب المخاليق.. توجد انواع من الموسيقي .. هناك بالأرص بتلك المجموعة الشمسية وبهذه المجرة الفضائية ... ممكن يرقص عليها حتي يشبع رقص ..

الملاك ليبرائيل ( يهمس في أذن الملاك علمانيل ) : هو نفسه حيروح في الكازوزة , حيروح في أبو نكلة .. لأنه لن يجد من يسبحه ولا حتي تسبيحة صغيرة قد عقلة الاصبع – يضحك - . حينها لا تقلق .. سندبر له ما يرقص علي انغامه . بعيدا عن آلام المخاليق المساكين .
**************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة للأغبياء
- سيناء وسرقة الأوطان أو أجزائها
- ذكري نكبة 23 يوليو 1952 – عسكر واخوان –
- صلوا علي - عمر سليمان -
- سبحان الله ومشروع المليون تسبيحة
- شعب يبحث عن هويته ! - 2
- نبي الأتوبيس – عليه الصلاة والسلام –
- علاقة الروح بالايمان والالحاد
- شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟
- اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- ثأر الشهداء وقميص عثمان
- مُصحف هيروهيتو – 3
- رئيس كندا ورئيس مصر المنتخب
- الي الرئيس المنتخب د .محمد مرسي
- الي رئيس مصر المنتخب د . محمد مرسي
- من بريدنا الالكتروني - 9
- ماذا لو فاز مرسي برئاسة مصر ؟!
- العسكر أمامكم , وتجار الأديان وراءكم , وفي القانون الدولي نج ...
- سموم الأديان تبطل الثورات وتجهض أحلام الشعوب
- المُلقن والممثلون في مسرح السياسة المصرية


المزيد.....




- اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية.. قصة ريبيري قاهر التنمر وصانع ا ...
- “من هنا” رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 وأهم الشر ...
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- حرق المساجد في فلسطين
- كاتب يهودي أميركي: توقعت تطهيرا عرقيا واسعا لكن ما رأيته بغز ...
- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- أسعدي طفلك طول اليوم..ثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد ...
- دول الجوار السوري تحذر من عودة تنظيم -الدولة الإسلامية- وتشد ...
- كنائس سوريا تصدر بيانا ناريا ردا على تصريحات ماسك وكارلسون ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الله في دهشور