تحرر عقل امرأة

تماي كريمة

الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 13:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لازالت تقاوم سيل الأفكار الذي ينسف دماغها نسفا فيهتز كل ما تؤمن به ، تقاوم وتقول أنها ستصمد ...
لا زالت تقاوم فكرة أن المتضرر من قوانين الزواج و ملك اليمين هو الفقير
تحزن من وجود اسرائيل على تراب فلسطين و ترثي الأندلس ،و تتجاهل ما في ذلك من اللاطبيعية
تسمي الهزيمة النكراء نكسة و الغزو العربي فتحا
لا تناقش آيات الناسخ و المنسوخ ، وتتهرب من أحداث الفتنة
تحاول أن تنسى أن أذكار المتزوج هي نفسها أذكار شراء الدابة ،وأن شهادة امرأتين هي بشهادة رجل واحد ،و ارث امرأة هو نصف ما يرث الرجل
ترغم نفسها على تصديق أن ضرب المرأة تكريم لها ، وتغطيتها حفاظ عليها
يزرع في باطنها شعور بالنقص
تستيقظ في الصباح
تنظر الى المرآة ،تدقق في وجهها ،تحدد كما جرت العادة ما يجب اصلاحه و ما يجب اخفاءه ، تكره حاجباها تعيد رسمهما كل صباح بدقة متناهية ،ترطب شفتيها بلون ما و تنثر البودرة هنا و هناك ...تلبس الكعب العالى و تصبر على المه دون ان تحاول اكتشاف لما يجب أن تصبر .
لا زالت تقاوم السؤال :لماذا تزور حقيقتها ؟ من يضع المعايير التي يجب ان يتوفر عليها وجهها ؟ لماذا حكم على الكائن الأنثوي بأن تضيع الساعات الطوال امام المرآة ،أحقا هذه هي أنوثتها ؟ماذا يحدث ان غيرت طقسها ؟
تستكمل آخر اللمسات وتضع طرحة على رأسها و تقاوم احساسها بالتناقض ...ثم
تقاوم كل فكرة تنهال عليها ،ماذا تعني قطعة القماش هذه على رأسها ؟ما تاريخها ؟ ما أصلها ؟ ما دلالتها ؟ترتديها خوفا من من أو على من ؟ما علاقتها بها و بحريتها ؟
تعد قهوتها ،القهوة التي صنعها الكفار، الكفار الذين لا يؤمنون بالله ،الذين تدعوا عليهم –بعد كل صلاة - بأن يجمد الله الدماء في عروقهم ، الدماء التي يجعلها الله نفسه جارية في عروقهم .تحارب أفكارها بعنف ،ولا تنتصر على الشعور بالاستياء ،تعبس و تشرب القهوة .
تقود سيارتها الى عملها و تستمر زوابع الأفكار ... توقف السيارة ،لم تعد تقوى على المقاومة ،تمسك رأسها بين يديها تقول : ماذا لو حررت الأفكار ؟
نظرت الى المرآة ،مسحت ما على وجهها من أصباغ، رفعت عن رأسها و عقلها الحجاب ..
تصرخ :لا للزيف و الخداع ،لا لإخفاء الحقائق و حجب العقل
كلما جاءتها احدى هذه الأفكار فتحت كتاب
أصبحت لا تقاوم لا تتمنع ،اكتشفت الكثير من الحقائق المخبأة ، وميزت بين الكثير من المفاهيم ،تخلت عن التعصب لأي شيء كان ،وفتحت الأبواب أمام العقل
قطعت الشعور بالنقص من جذوره
ماذا يحدث حين تتحرر الأفكار ؟
تستيقظ في الصباح
تنظر في المرآة
تدقق في ملامحها ،في بريق عينيها ، تحاول أن تكتشف من تكون ...تتلمس حاجبيها تتذكر جدتها ،أمها ... تمشي بحرية و راحة بحذائها الجديد بلا كعب ...

تعد قهوتها ،القهوة التي صنعها علماء العلماء الذين يؤمنون بالعقل ،العقل الذي تصعب السيطرة على زوابعه ،الزوابع التي يكتشف بها الانسان الحقيقة و يصنع المستحيل ، تبتسم رضى عن نفسها ،و تشرب القهوة .

#تماي_كريمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات