أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد علوكة - ديانة الدولار















المزيد.....


ديانة الدولار


خالد علوكة

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"إن السيطرة على افكار الرجال اربح من السيطرة على اراضيهم وامبراطوريات المستقبل ستكون امبراطوريا ت العقول" ( تشرشل 1943م)

عوٌل كثيرا على دور الاديان القديمة واللاحقة لها منذ نشوئها مستخدمة وسائلها السماوية والارضية لادارة دفة الحياة العادلة وتحقيق غاية وجودها , حيث اتفقت قليلا فيما بينها واختلفت كثيرا بمحو ماسبقها رافعة راية التوحيد بالله رأسمال عملها و انتشارها.
هكذا بدا الامر عندنا في الشرق الاوسط حيث حبس العقل بدواعي الايمان المطلق بالشريعة التي لاحياد عنها في
كل الاحوال ، وعليه بقى الشرق شرق على الاقل بالاسم ، بينما الغرب ومعه اميركا زاد بريق الحياة بالشروق
والتطور الهائل في كل شئ ,وًضعت - الدين - على الرف وطُبقت القوانين المدنية والانسانية المتطورة سبيلا لخلق مجتمع عادل ونظيف وديمقراطي متمثلا في إنجاز مثالي على الواقع لحقوق الانسان والحيوان معا .. وبهذا حققت مقولة توفيق الحكيم في كتابه ( عصا الحكيم ) ص 64- قائلا [ الامة الحية يحيا فيها أمواتها --- والامة الميته يموت فيها أحيائها ] ...
لم يجبر الغرب احد على ترك معتقدة او التدخل في حياته بل فصل الدين عن السياسة وأنشأ مثلا ( دولة الفاتيكان ) بمساحه(2كم2) منه يُدار شؤون العالم المسيحي برمته , اما في الشرق فالكل يدلو دلوه ..
ونجح الغرب في تصدير كل شئ لنا من الاستقلا ل الوطني الى الديمقراطية وحقوق الانسان , والتحرير او الاحتلال ثم فرحة الجلاء وكل شئ مستورد فقط يعملون علينا كساحة لتصريف بضاعتهم بسياسة تجارية محكمة ، ونحن راضون !!
ولو رجعنا قليلا لبداية تسويق ونشر هذا{ الدين الدولاري الجديد }حيث قيام ((الحرب الكونية الاولى والثانية )) ونفض عجاج لهيبها بضرب اليابان قنبلتين نوويتين - وهي مثل شرب سيكارة مارلبوروعندهم - ثم انتقل العالم الى مرحلة(( الحرب الباردة)) بمحو الاتحاد السوفيتي وتشرذم اوربا الشرقية، وبه نسفت الشيوعية الاشتراكية العدو اللدود للرأسمالية دون ان تضرب اميركا رصاصة واحدة ضد السوفيت صاحب اكبر ترسانة نووية وعسكرية في العالم ، بينما عوُلج أمر افغانستان والعراق وغيرها من الدول بالغزو والاكتساح وهي دول عسكريا لاتظهر على الخارطة .

وكانت (( الحرب الباردة )) ( نصرا لمجموعة من المبادئ السياسية والاقتصادية تقوم على الديمقراطية وحرية السوق ) حسب رأي فريدمان كيسمان من صحيفة نيويورك تايمز ..

على الرغم من خفقان بريق الحزب الشيوعي لكن الفكر الماركسي باق لايزول كون ماركس فَطحل من اربعة عظماء خدموا الانسانية مثل فرويد وداروين واينشتاين ..
وماركس – الالماني الاصل - هو الذي وضع او رمز الطريق الذي تمشي عليه الانسانية وفق المادية التاريخية بتطور وسائل الانتاج .
ومهما يكن فان الاشتراكية الشيوعية كانت أول من عرف وحذر من مخاطر الرأسمالية { التي زادت الاغنياء غِنى والفقراء فِقرا } والرأسمالية فيها حرية تملك يعجز المرء عن الفكاك منه , وقلبت اميركا عبارة ( الدين افيون الشعوب ) الى (المال افيون الشعوب) مستفيدة من ثغرات الدين في العقول والجيوب واحتلتها عمليا وتركت القلوب تناجي الخالق بصلاة وصيام وعبادة في المساجد والكنائس والمزارات، بينما عقول البشر ومعدته وجيبه تحت الطلب والسيطرة .
إنتهت مرحلة الحرب الباردة لتظهر جلياً مفهوم وفعل (( العولمة )) والتي تعني [ سرعة انتقال النقد بين الناس خلال ثوان ] ليصبح العالم قرية صغيرة لاحدود دولية فيه فلا احد امام المال يصمد فهو ( نصف الهه ) وغزَا- مبدأ دعه يعمل دعه يمر التجاري الكون عبر النت او غيره ، واصبح كل شئ مباح طالما مربح ، والكل يلهث وراء الدولار وهو غير آبه بأحد !!!
و سارت العولمة بجانب المولود الجديد (( الارهاب )) اومكافحة الارهاب كما يحلوا لهم التسمية ولندخل مرحلة جديدة في تاريخ هذا الدين العالمي الجديد الرهيب , وعلا شأن الارهاب بعد احداث – 11- سبتمبر 2001 - علما ان الارهاب لاتعريف متفق عليه دوليا ، حتى في اروقة الامم المتحده التي تبدو هي الاخرى تركت الحبل على جٍرار مصائب العالم ، لا بل زادت الطين بله في سكوتها المطبق على اعمال الفاعل المجهول الهوية [ الإرهاب ].
(( الارهاب )) لاوطن له ولاشعب واخيرا أصبح لادين له ( اذن كيف يعمل وبأي وقود نووي يمشي ) . المهم عنده فيزا لدخول أي بيت او حارة او دولة في العالم بحجة الارهاب وخلق اساطير شخوص سماهم بريجنسكي ( الرؤوس الحارة الاسلامية ) ثم مالبث ان نفى ذلك وقال عنهم - هراء – بعد جني ثمارهم ، وكان لهذه الشخوص إمكانية لوجستية كبيرة تعجز دولهم الاتيان بها اوحتى شم رائحة التقنية العالية في التفجيرات الهائلة ..
واحتارت دول عِده صاغرة بِأمر هذا الطوفان الهائل خاضعة حياتها ومستقبل شعبها تحت رحمته ، ثم وقعت في شباك مايسمى[ الفوضى الخلاقة ثم البناءة ] حيث ازيحت دول من الخارطه وهلكت شعوبها وليس بيدها حيلة سوى فعل صغير، و لسان طويل لاينفع ، ودعاء الله على الظالم ..
يقول الفيسلوف الانكليزي برتد رسل : ( إن الله عند الاميركان لم يعد في الوقت الحاضر اكثر من تعويذه يتمنون بها النجاح في الحياة او لكسب الحروب ) .
،وفي السابق كان امرا عاديا تكوين او قيام دول ذات توجه ديني مثل - باكستان الاسلامية - وايران الاسلامية - وفوز حماس بعد كنس التاريخ الطويل للمُمثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني – منظمة التحرير الفلسطينية _ بحجة الانتخابات او ديمقراطية الغرب المستوردة ولو انه كما قيل (( لاديمقراطية على ارضية الشريعة )) وحتى العلمانية غير مقبولة في الشرق الاوسط .و كان تاثير المد الديني لايتعدى حدود هذه الدول ، بل الوعظ كان شعارها بينما الخطط الاقتصادية غير موجودة - والصلاة وحدها لاتكفي لانها جزء من الدين - وحتى الغرب واميركا غير آبه بقيام هكذا ثورات _ واختارت لهم رؤساء اداريين لهم ميول العبيد وغير مدربين على الحكم اصبحو فيما بعد لعبة بايديهم كما تقول ( برتوكولات حكماء صهيون رقم 2 ) . وقد يتلاطم مفعول ذلك مع سيناريو الشعب يريد اسقاط النظام في الربيع العربي الآن .
وكثيرا منا يتصور بان مايحدث في العالم وفي منطقتنا خصوصا هو أن اميركا تعمل بتغيير الاديان او المذاهب وهذا غير صحيح ، بل يكون التغيير في الثقافة والعقول والنظام الاقتصادي وعليه يكون الصراع ثقافي اكثر مما هو حضاري كما قيل سابقا في صراع الحضارات .
ومهما فعلنا فاننا لابد أن نتطور ونتغير تبعا لقوانيين المادة ونواميس الطبيعة .
وساعدت عوامل اخرى بانتشار هذا الدين ، من حيث لايمكن السيطرة على ملايين الناس جسديا بل السيطرة من خلال التلاعب بطريقة تفكيرهم ومشاعرهم لدرجة انهم يقرون ان يفعلوا مايريدهم أن يفعلوا حسب قول ( دايفيد ايكة وكتابه السر الاكبر ص 11 – و عامل آخر ساعد وسيطرة على العالم وهو [ الاعلام الذي تعتبره اميركا ذراعها الطويل المطلق ] . لابل من يملك الذهب والاعلام مًلك العالم .
ويزيد اكثر ( هنري كينسجر ) _عراب السياسة الاميركية والذي ينتمي للمدرسة الواقعية الكلاسيكية التي{ تؤمن بمبدأ توازن القوى وتحقيق اكبر قدر من المصالح التي تقود في النهاية الى ردع الخصم عبر تحقيق توازن هو مزيج من التخويف للخصوم والتحالف مع خصوم الخصوم - لهذه الواقعية السياسية لاتكترث لطبيعة الانظمة السياسية بقدر اهتمامها بموقف تلك الانظمة من المصالح الاميركية أي اوليات السياسة على حساب الايدولوجيات } . وهناك عبارة شهيرة لكيسنجر قالها عام 1969م : -
[[ نحن سنحكم على الدول بما في ذلك الشيوعية بناء على تصرفاتها لا على ايدولوجيتها من الداخل ]] .
ولو نلاحظ الربيع العربي الان ومايحدث من صعود اصوليين او سلفيين الى سدة الحكم " وبالانتخابات الديمقراطية " واميركا غير آبه بذلك بل تشجعه خدمة لمصالحها من الباب الخلفي للسياسة .. ومناقِضة تماما مع مايسمى بالحرب الصليبية
وكذلك لم تأت هذه الثورات ضد دولة اسرائيل التي بيدها خبز شعوب المنطقة والعالم اسره ، بل من الداخل بتبديل الادوار .
إن الذي يحكم العالم اليوم ويستحكم به( ليس الاديان او القوميات ) بل هو جيش كامل من البنوك والمصارف العالمية بما فيها مجموعة الدول الثمان الصناعية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وأصحاب الصناعات والمليارات تسيطر على مرافق الحياة كافة ، وباستطاعتها تغيير وتبديل انظمة حكم وشعوب وتاريخها بكل سهولة .
وقبل الختام لنسأل رامسفيلد عن المجهول والمعلوم في السياسة ليقول لنا (( هناك اشياء نعرف اننا نعرفها ، واشياء نعرف إ ننا لانعرفها ، وأشياء لانعرف أن نعرف إننا نعرفها ، وأشياء نعرفها ولكن لانعرف اننا نعرفها !!!!! ))

ومن هذ المعرفة نقول مرددين قول سقراط ( اني اعرف شيئا واحدا هو انني لااعرف شيئا ) .



#خالد_علوكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن ...
- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد علوكة - ديانة الدولار