أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم القيّم - مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -2-















المزيد.....


مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -2-


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 3776 - 2012 / 7 / 2 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    



1-يعلم الجميع أن ظاهرة التسوّل قديمة قــِدم تكون المجتمعات والحواضر والمدن .. وهي ليست مـُقتصرة على بلد دون آخر .. الفارق هو حجم الظاهـــرة ونوع المعالجة لها .
تعريف التسوّل:
يوضح المعجم الوسيط أن كلمة تسوّل مشتقة من مصدر سول أي سأل وأستعطى والسؤال ما يُسأل ويـُطلب.. ويعرّف السروجي المتسول بأنه ( الشخص الذي يحصل على المال بغير عمل يستحقه )
وهو أشبه بالطفيلي الذي يقتات من غذاء الغير دونما محاولة منه للحصول على غذائه بنفسه وبذلك يصبح قوة معطلة لأنه غير منتج.
 أشكال التسول
لقد صنف السروجي أشكال التسوّل على النحو التالي:
تسوّل ظاهر : وهو التسول الواضح الصريح المعلن وفيه يمد المتسول يده مستجديا الناس.
تسوّل غير ظاهر (مـُقنـّع ) وهو التسول المُستتر وراء عرض أشياء أو خدمات رمزية مثل مسح زجاج السيارات أو أدعية أو علك أبو السهم .. وما شابه.
تسول موسمي : وهو يمارس فقط في المواسم والمناسبات كما في المواسم والمناسبات الدينية والأعياد كالحج ورمضان وزيارة العتبات والمراقد الدينية.
 تسول عارض وهو عابر ووقتي لعوز طارئ كما في حالات الطرد من الأسرة أو ضلال الطريق أو فقدان النقود في السفر.
تسول إجباري :- وهو اضطراري كما في حالات إجبار الأطفال على التسول.
تسول القادر :- وهو تسول القادر الذي يستطيع التكسب عن طريق العمل أي لا يوجد لديه مانع صحي أو نفسي للعمل ولكنه يستسهل الأمر.
 تسول غير القادر : وهو تسول العاجز أو المريض أو المتخلف عقليا.
تسول الجانح : حيث يكون التسول مصحوباً بالجنوح والإجرام .. أذ لا باس إلى جانب التسول من سرقة أو نشل.. أي بحجة التسول يمارس مهمة النشل والسرقة.
أيام زمان كان المتسوّل في الغالب الأعم مـُحتاج فعلاً وفي نفس الوقت غير قادر على العمل فعلاً .. وكانت ترتسم على مـُحيـّاه علامات الحرج والذلة عندما يمـّدُ يديه .. اليوم تجد أن المتسوّل يخـُش بعينك ويـَلح بطريقة مقرفة .. وعندما لا تعطيه ربما يشتمك .. وقد تعددت وسائل التسول في العصر الحديث وخصوصا الديمقراطي .. فمثلاً العامل الذي يضع البضاعة التي أشتريتها في سيارتك يتسوّل بطريقة ( أكراميتنا أستاد ..!) رغم أنه يعمل بأجر لدى صاحب المحل .. أو عامل محطة البنزين يـغـلـّس على الباقي فيحرجك لتضطر بتركه له رغم أنه واكف متخوصر يتفرّج عليك وانت تفوّل بانزين ..!
المهم أن المجتمعات المدنية تعمل جاهدة لمعالجة ظاهرة التسول بأساليب وطرق مختلفة لكونها تعكس أنطباعاً سيئاً عن البلد أضافة لتعطيل قوة عاملة يمكن الأستفادة منها .. فتلجأ مثلاً بتخصيص رواتب شهرية للمستحقين منهم فعلا ..أو تقوم بأعادة تأهيلهم مهنياً ..أو توفــّر دور ومجمعات للعجزة وكبار السن .. وتعتمد طبيعة الأجراءات على نظرة الدولة للمشكلة وعلى توفر الأمكانات المادية .. بالطبع في بلدنا الفقير لـ الله تعتمد الأجراءات على نظرة الحكومة والبرلمان للمُشكلة فقط .. أما الأمكانات المادية .. فنحن معذورين لأن مواردنا لا تكفي حتى لشراء ولو شــُقة في دبي ..!
2-يـُحكى أن الباشا نوري السعيد آخر رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي البائد .. وفي منتصف ليلة من ليالي شتاء عام 1957 خرج بمعية سائقه ومرّ في شارع غازي( شارع الجمهورية حاليا ً) وتوقف عند مقهى صغير لبيع الشاي .. كان المكان مـُكتضاً بالزبائن رغم تأخر الوقت وكان جـُلـّهم من السـُكارى أجلـّكم الله ... أراد صاحب المقهى ان يهتف مُهللا بقدوم الباشا كعادة اكثر العراقيين عندما يرون مسؤولا كبيرا في الدولة ( لواكــة يعني ).. !! لكن وباشارة من يد الباشا سَكـَت صاحب المقهى...وقدّم الشاي الى الباشا وسائقه بهدوء وخوف وهو يهمس .....أهلا معالي الباشا...شرفتنه بجيتك معالي الباشا .. نورتنه جنابك معالي الباشا .. فطلب الباشا نوري السعيد منه ان يسكت لئلا يثير حفيظة السـُكارى ويطيّر الشُرب من راسهم ويـُقلق راحتهم لا أكثر... فأنتبه أحد المخمورين ونظر الى الباشا بأستغراب .. وترنـّح أمامه وكان يبدو عليه ومن ملبسه انه كان شقيا من شقاوات بغداد أنذاك وسأل الباشا : انت نوري سعيد...؟ فنهض السائق ووقف بوجهه وقال له : استريح أغاتي ....أنت متوَهـّم... فقال المخمور: أبشرفي تشبهه.. العفو أغاتي ...وعاد لمكانه .. وبعد لحظات قليلة قام الشقي مرة أخرى وقد بدت عليه علامات الغضب فقال بصوت عالي انتبه له كل المخمورين ....لالالا .. أنت نوري سعيد .....باشا..القـُندرة ونظر الى السائق وقال له :وانت صالح جبر قيطانه ... (أتـفو عليكم.. وبصق بوجههم)...أراد صاحب المقهى والسائق ان يضربا المخمور الذي اساء الأدب..ولكن نوري السعيد منعهم من ذلك ..! وبكل هدوء مـَدّ يده في جيبه وأخرج مبلغ 3 دنانير ( مال ذاك الوكت ) وأعطاها للمخمور وغادر المقهى وركب سيارته .. وفي السيارة سأله السائق بغضب متذمراً : جناب الباشا ليش مخليتني أأدب هذا الأدبسز أبن الشارع الذي تطاول على سيادتك .. ؟ فقال له الباشا وبهدوء ....أبني هذا سكران وما عليه حرج ... لو انته ضربته وجرجرناه للتوقيف ومن يسئلوا اشسويت ..؟ راح ايكول : تفـَلت بوجه رئيس الوزراء .. ويصير هو بَطل .....وآني انفضح..
.بس هسـّه راح ايروح ايهوّس بالطـَرف ( المحلـّة ) ويصيح : تفـَلت على رئيس الوزراء وأنطاني ثلاث دنانير .. راح ايصيحوله جـذاب ...سكير...ابو العرك ..! وهذا ما حدث فعلا ًً...!
حاول عزيزي المواطن الكريم ( حلوة هاي الكريم ) أن تباوع على حماية وكيل نائب سكرتير مساعد السيد ....؟ سوف يـُعطيك ثلاث دفرات .. أو على الأقل ثلاث ساعات بهذلة وتأخير ( مال هالوكت ).
3-في خطوة أعتبرها صحيحة وجيدة رغم تأخرّها .. أقدمت الدائرة الأقتصادية في مجلس الوزراء على أشراك ممثلي القطاع الخاص العراقي في اللجان التي تتكفل بعملية أعداد مشاريع القوانين الأقتصادية ذات الصلة بمتطلبات الأنتقال الى أقتصاد السوق .. واقتصاد السوق يعني بالدرجة الأولى أن القطاع الخاص يكون له الدور الريادي في تحريك وتطوير العملية الأقتصادية .. لأن الجانب الميداني والخبرات المتراكمة لدى القطاع الخاص تجعله أكثر دراية وقرباً بمتطلبات حركة السوق وما يحتاجه من تشريعات مناسبة قابلة للتطبيق .. يبقى الدور الآن على ممثلي القطاع الخاص أن يركنوا جانباً ولو قليلاً مصلحتهم الشخصية المباشرة .. وينظروا لمصلحة البلد ومصلحة المواطن والتي بدورها ستـُحقق لهم مصالحهم كتحصيل حاصل ..! مو صحيح .. لو آني دا أحجي شيش بيش ..!
---------------------------------------------------------------
•يقول الفيلسوف العراقي الكبير مظلوم المظلومي : في العراق ناس عايشة كـُلـّش زين .. وناس كلـّش زين أنها عايشة ..!
•دخـَل رجل الى عيادة طبيب بيطري وقال له : أريد تعالجني دكتور..
الطبيب : يبدوا أنك متوهـّم .. وتقصد الدكتور اللي قبالي..
الرجل : لا دكتور أني جاي عليك
الطبيب : ولكني طبيب بيطري ..أي للحيوانات ..
الرجل : نعم .. نعم أعرف .. أني مشكلتي دكتور :
أكوم الصُبـُح مثل الحصان .. واروح للشغل مثل الغزال .. واشتغل مثل الزمال
واهز ذيلي كـدام المدير مثل الكلب .. وارجع للبيت ألعب مع أطفالي مثل القرد .. وكدّام مــرتي مثل الأرنب ..!
يعني وين تريدني أروح .. ألك طبعاً .


هيــثم القيـّم
2 / 7 / 2012
haitham52@aol.com



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -1-
- اقليم الديوانية ... ومهزلة الديمقراطية
- لماذا لا يكون رئيس الوزراء العراقي شيوعياً
- الى رئيس الوزراء القادم ... عليك ب - بنك الوزراء-
- المتقاعدون ... في الأرض
- - العِراك- السياسي ... والهرولة نحو الأنتخابات العامة
- أنتخابات مجالس المحافظات ...قبل ... وأثناء ...وبعد
- نظام أدارة الجودة ... شهادة الآيزو ... وأثره في الأداء الأقت ...
- ماجستير ... في حب الحسين
- وزارة الكهرباء ..وحكاية العشرة أمبيرات .. ( نحو حل جذري وشام ...
- بنك الوزراء ... هل يقضي على نظام المُحاصصة..!؟


المزيد.....




- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم القيّم - مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -2-