أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأزمات : من حيث تنتهي تبدأ














المزيد.....

الأزمات : من حيث تنتهي تبدأ


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمات : من حيث تنتهي ـــ تبدأ ـــ
حسن حاتم المذكور
ازماتنا العراقية ومنذ تسعة اعوام تقريباً , واحدة من حيث اسبابها دوافعها ادواتها وتوقيتها, تبدأ من حيث تنتهي منتهية من حيث ابتدأت, عبثية سوف لن تنتج حلاً, انها كل ما يستطيع نظام التحاصص والتوافقات والمشاركات افرازه .
وصلت الأزمة الأخيرة نهايتها واستقر الغيث وخف غضب الأعصار ووعيده وتوقفت الخطوط الحمراء عند بعضها وعادت الملفات الى قواعها والمفخخات الى ورشاتها وسيتحسن الأمن نسبياً وربما سيعود الهاشمي ممثل للرئاسة في تركيا وليس هارباً , وتطرح بقوة ابتزازات العفو عن المتهمين بجرائم ارهاب وابادات وخطف وغتيالات واستباحات للقوانين وكرامة وحرية الناس من بعثيي ما قبل وبعد عام 2003 , واعادتهم الى مراكزهم او تعويضهم وتكريمهم, وتترك ماساة اربعة ملايين تقريباً من المهجرين والمهاجرين , ضحايا انقلاب 08 / شباط / 1963 , ملفات لحقوق مغتصبة على ذات رفوف الأغتصابات القديمة , لوطنيين مخلصين لشعبهم ودولتهم ومستقبل عراقهم الجديد .
مثلما ننسى وعيد سحب الثقة والأسقاطات ( واما ... والا ... ) بعد تشضي لعبة المتحالفون , ويهاجر كل الى حيث كان , يتصيدون ارزاقاً في العكر من مستنقعات اطماع انظمة الجوار , ليعودوا بوجوه كلون الأسفلت ووعقود جديدة لأزمات محسنة, وربما ستطوى صفحة الوعود بحكومة الأغلبية البرلمانية او انتخابات مبكرة كحل انجع لعُقد المأزق , وتكون اربيل ضيفة على بغداد , وبغداد ضيفة على اربيل , ويتصالح ويتعانق المتصالحون فرحون كل بما حققه من السقف المقبول للمكاسب الأضافية , تحت خيمة حكومة الشراكة لذات النظام العتيد للتحاصص والتوافقات , هنا ستهدأ اعصاب المواطن المتوتره اصلاً ويستقر وضعه النفسي , ليعيد دفن ضحاياه , يستذكر ويستعرض وينتظر مسلسل موته اليومي ومعاناته مع مؤسسات الفساد وشحة الخدمات و ( طنطل ) الكهرباء وامور اخرى تعيد جلده على مدار الساعة , بعدها يغلق مثقفي وكتاب المهام الجاهزة ابواب العمل ليفتحوا فراغ تضامناتهم لمناسبات وامكنة اخرى لأستيعاب مستلزمات الأزمة القادمة .
لو كان خلف كل ازمة , ثمة هموم وطنية تتعلق بمعالجة اخطار الفساد والأرهاب وانجاز خطة اعمار شاملة واعادة ترشيد وتقويم مؤسسات الدولة على اسس مدنية تخضع لرقابة المجتمع والراي العام , او حلول جذرية للأمن والخدمات وتطوير البنية الأجتماعية والصحية والتعليمية بما يتناسب والفائض من الثروات الوطنية , او مشروع وطني انساني لمعالجة اشكالية الملايين من المهجرين والمهاجرين وايجاد فرص للعاطلين عن العمل , لأنعكس الأنفراج ايجاباً على مجمل واقع الدولة والمجتمع , ولأثمر انجازات ومكاسب على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الأمن والأستقرار وضمان الحريات الديمقراطية وترسيخ السلم الأجتماعي واستعادة هيبة القانون ومتانة الدولة محلياً وخارجياً .
مثل هكذا انجاز , سوف لن يحصل على المدى القريب , كون الأزمات تصدر الى العراق من خارجه , تقف خلفها اجندات واطماع وارادات دول اقليمية وعالمية , جعلت من العراق , بدولته وجغرافيته وثرواته ساحة لسفك دماء اهله في مواجهاتها لبعضها , اما وجهها المحلي , فما هو الا اوراق وادوات وادوار محلية يلعبها مؤجروها من قوى ومراكز الأختراقات الخارجية , لهذا سوف لن تحصل حلول وطنية تضع حداً لمهزلة تلك الأزمات المفتعلة والمكررة معاناة ادمن عليها المواطن العراقي تدميراً للوطن والأنسان .
كما ذكرنا مراراً وفي مقالات سابقة , بعد كل ازمة يتصافح ويتصالح ويتعانق الفرقاء , ويقف الجميع عند خطوطهم متعددة الألوان , يتنكروا لما قالوه او وعدوا وتعهدوا بـه , يقلبوا صفحات اخر ازمة لهم ليبقوا على جرح الأحقاد والكراهية غائراً نازفاً مدمراً للعلاقات العربية الكوردية , مفسداً لمجمل العلاقات الوطنية , حتى يتفرغ المنتفعون لأفتعال الجديد من الأزمات التي ستتناسب وجولات المكاسب والمنافع القادمة , وستكون الأزمة التي ستسبق انتخابات 2014 , اشد رعباً ودماراً ’ تجعل المواطن العربي والكوردي والتركماني وغيرهم , كل معلق بحبل حماية قائده ومنقذه شخصاً كان ام عشيرة اوحزباً او طائفة او قومية , يضع كامل ثقته وصوته ومصيره في غير محلها منتحراً بها ليحصد في النهاية الندم والأحباط وخيبة الأمل لأربعة سنوات قادمة .
اشرنا ايضاً , على ان نظام التحاصص والتوافقات وحكومة الشراكة ,التي انبثقت عنه , هو الحاضنة الرئيسية لتفريخ الأزمات , ولا يمكن تفادي تكرارها , كما لا يمكن تجفيف مصادر الفساد والأرهاب وضعف الدولة ووهن مؤسساتها , الا بمعالجة الأمر من جذوره, عبر الرجوع الى قيم واعراف وتجارب وانجازات النهج الديمقراطي السليم الذي تمارسه جميع دول العالم , خاصة بعد فشل جميع المحاولات المتكررة عراقياً لنظام التحاصص والتوافقات والمشاركات الفوقية , ولم يبق مخرجاً للنفاذ من عنق المأزق العراقي , الا بالرجوع الى طريق اعادة تسشكيل حكومة الأغلبية البرلمانية , واحياء تقاليد المعارضة الأيجابية الفاعلة من داخل البرلمان وخارجه , او الدعوة الى انتخابات مبكرة , تلك التي اصبحت الآن مطلباً شعبياً , يشكل تجاهله او القفز عليه , منزلقاً وتحدياً فضاً للرأي العام العراقي , لا يمكن قبوله , انها ستكون غلطة فادحة واصرار غبي على سفك دماء العراقيين وازهاق ارواحهم وتشويه حاضرهم ومستقبل اجيالهم الى جانب انهاك دولتهم وترخيص سيادتهم الوطنية .
30 / 06 / 2012



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة التيار الوطني الديقراطي ...
- مأزق التضامن مع القضية الكوردية ...
- الدولة العراقية : اما ان تكون او لا تكون ...
- الذي لا نفهمه الحلقة الأخيرة
- الذي لا نفهمه : 4
- الذي لا نفهمه : 3
- خلك البنفسج
- الطائفيون لايمثلون طوائفهم ...
- المواقف في الصمت العراق ...
- الشراكة الوطنية بشروط عراقية ...
- نعم : اسقاط البعث يستحق كل تلك التضحيات ...
- ديموقراطية البطرانيين ... !!!
- مدن الذهب الأسود تمشي حافية !!!
- انا وانتم والمالكي ...
- نادي الرافدين في مهرجانه الثقافي ... ؟؟؟
- طغم كالقراد في الجسد العراقي ...
- زغار جنه ...
- منظمات المجتمع المدني : بين الأستقلالية والتبعية ...
- العراق ما بعد الأنسحاب الأمريكي ... ؟؟
- حنان الفتلاوي : نقطة نزاهة في فساد مجلس ...


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: إسرائيل أول دولة تتفاوض مع ترامب بشأن الرسوم ا ...
- ترامب يفكك أجهزة الحكومة: العاصفة تهز مركز الأرصاد الجوية
- الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نوو ...
- حرائق الغابات تستعر في جميع أنحاء نيبال وتهدد القرى والبنى ا ...
- غزة: غارات إسرائيلية جديدة تقتل العشرات بينهم إعلامي وحصيلة ...
- حكومة الوحدة الوطنية تعفي الليبيين في تونس من الغرامات وتصدر ...
- المفوضية الأوروبية تفضل الحوار مع واشنطن لحل رسوم ترامب الجم ...
- ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة.. صفيحة أرضية قديمة تبتلع أجزاء من ...
- الداخلية السورية تكشف ملابسات هروب 6 نزلاء من سجن السلمية في ...
- العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 9 أنهار أوروبية كبرى


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأزمات : من حيث تنتهي تبدأ