|
المادة الثانية العنصرية و دستور العصر الحجري المنتظر
مجدي عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 09:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في العهد الساداتي (المؤمن) نصت المادة الثانية من دستور 1971 «الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع»، وفي سنة 1982 عدل الجزء الأخير من المادة فأصبح «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع». والآن يضيفون عبارة ولغير المسلمين الرجوع إلى شرائعهم !!!وهذه المادة هي مأزقنا الآن ومأزق مصر كلها وتهدد حاضرها ومستقبلها وكيانها ووحدتها.... هل يستطيعون أن يقولوا لنا ما الأحكام التي ستطبق على البهائيين و اللادينيين وغيرهم من الاقليات الاخرى الذين ليس لهم شريعة سماوية محددة حسبما يعتبرهم كتبة الدستور الآن ؟؟أليسوا مصريين لهم حق العيش في وطنهم دون تمييز ؟ (البهائية مثلا لا يعترف الأزهر بها كديانة ولا الإخوان ولا السلفيين ولا حتى قوانين الدولة ولا قضاتها فأي شريعة سيلجا إليها هؤلاء أساسا ؟ ) وطالما رضينا بهذه المادة فهو تسلمينا بدينية الدولة ...لأنه ببساطة من الذي سيمثل شرائع الدين وتشريعاته غير رجال الدين ؟من الذي سيبين ويوضح ويجتهد ويفتي ويشرع ويقنن غير رجال الدين ؟ وبالطبع سيكون رجال الدين المنتمين للجماعة وهذا ما نخشاه ونحذر منه .....سيقول السذج وأين الازهر الحصن الوسطي الحصين ؟ أقول له وهل تعتقد ان دولة بكاملها سقطت في ايديهم سيكون الأزهر بمنأى عن الوقوع ايضا في ايديهم ؟ وما يدريك أنه لم يسقط بالفعل ولم يتبق سوى رأسه حتى الآن المنبطحة لهم ؟!! إنها مسالة وقت يا عزيزي ليس أكثر .!! احذفوا هذه المادة العنصرية إن أردتم بناء دولة مواطنة حقيقة .....احذفوا هذه المادة الحمقاء العنصرية التي لا تصلح للعصر ولا للزمن ...وهل تصلح مبادئ الشريعة تلك لهذا الزمن كما يردد البعض ؟؟ ومن أين ستستمد هذه المبادئ ؟ أليست السنة النبوية وكتب الصحاح أحد روافدها ؟؟وما رأيكم على سبيل المثال لا الحصر في الحديث "لا يُقتل مسلم بكافر"، (رواه أحمد والبخاري والنسائي وأبو داود والترمذي........ )!!هل رأيتم دولة في العالم اعتمدت هذه المبادئ في دستورها وتقدمت ؟!هل هناك دولة في العالم اعتمدت هذه الروافد وكانت واحة العدل والمساواة ؟!والأخطر حينما تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع كله فهذا يعني ببساطة ان هذه المبادئ الإسلامية ستكون وفق الفهم الإخواني الحاكم والمسيطر كما تعودنا دوما أن صحيح الدين ومبادئه وفق الغالب والمتكمن من رقاب الشعب فعلى مدار التاريخ نجد مثلا صحيح الدين في الفكر المعتزلي حينما تقلد المأمون والمعتصم الخلافة وتم تعميمه ...!! وبعدها أصبح صحيح الدين ومبادئه هو الفكر الحنبلي حينما تقلد الخليفة المتوكل امور الخلافة ودحر المعتزلة وافكارها وانتصر للحنابلة ! وامامنا الآن في إيران صحيح الدين ومبادئ الإسلام وفق المذهب الجعفري وصحيح الدين في السعودية ومبادئ الإسلام وفق المذهب الحنبلي حتى انتهى به الأمر لسجون ابن عبد الوهاب التي سجنت الشعب بدعوى صحيح الدين ولم يكن صحيحا بقدر دوره في ترسيخ قواعد آل سعود !! أي أن صحيح الدين ومبادئ الإسلام تكون وفق المنتصر الذي وصل للحكم وليس لغيره كما يظن السذج ......ببساطة نحن مقبلون على كارثة حقيقة إذا وضعت هذه المادة في دستورنا الذي يكتب الآن. لأن أبسط الأشياء كارثية على مصر ستعتمد مبادئ الشريعة الإسلامية وفق أفكار حسن البنا وشيوخ الجماعة (للعلم فقط الملهم الأكبر لحسن البنا هو الشيخ رشيد رضا الذي بدوره أكبر المتأثرين بمحمد بن عبد الوهاب والذي كان له دور في تحويل وجهة الشيخ رشيد من صوفي نقشبندي إلى حنبلي وهابي!!)....هل أدركتم شكل الدستور القادم لمصر ؟ّ! هل أدرك الحمقى والمغفلون من نخب وصحفيين و ثورجية ما فعلوه بمصر وكيف كانوا سببا في سقوط وطن لا مثيل له في عمقه التاريخي والحضاري في براثن قوى الرجعية والظلام والتخلف .، وكيف تكاتفوا حتى أوصلوا مرشح هذه الجماعة لسدة الحكم في البلاد ؟! لن يسامحكم التاريخ يا نخب العهر .....لن تسامحكم مصر يا ثورجية التخلف والمصالح والصفقات .. لن يسامحكم التاريخ يا عسكر الخيانة يا من دفعتم بفاسد مكروها من الشعب وأدرتم المرحلة الانتقالية بكل هذا التخلف والغباء حتى تسلمت قوى الظلام مصر تسليم مفتاح وأصبحتم أمام تلك القوى حفنة عواجيز لا تفعل شيئا سوى انتظار الخروج الآمن على المعاش!! لم تكن مصر تستحق منكم أن توضع بين كماشة (الدقن أو البيادة ) مصر ليست عقيم ليكون آخر صبرها هذا الحمل المعاق نتاج سِفاحكم !!..ومازالت الفرصة سانحة لكم ولنا جميعا لتصحيح الأخطاء إذا اعتبرتم معركة الدستور معركة الحياة أو الموت ...تكاتفوا من أجل دستور مدني محترم ..احذفوا هذه المادة العنصرية لتزول كل المخاوف كونوا رجالا ولو لمرة واحدة من أجل مصر ومستقبلها...
#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبل فوات الأوان
-
عداء إسرائيل الذي لا ينتهي
-
من شعارات قومية عربية إلى أوهام إسلامية إسلامية
-
أيها المضللون : كفاكم كذبا: متى كانت مصر علمانية و ليبرالية
...
-
عفوا أيها المرشد ليس نظام الخلافة ولا تطبيق الشريعة الإسلامي
...
-
توابيت الهوية والمؤامرة والاقتصاد الإسلامي
-
إلى ديانا أحمد : العلمانية ليست في حاجة لميليشيات
-
شرع الله الحقيقي
-
شيوخ السلفية في مصر أباطرة العصر
-
حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية
-
العقل يخيف الشيوخ
-
عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي
-
الحاكم بشرع الله
-
ماراثون المساجد والكنائس
-
أكذوبة الدولة الدينية
المزيد.....
-
اعتنق الإسلام وتزوج جزائرية.. قصة ريبيري قاهر التنمر وصانع ا
...
-
“من هنا” رابط تسجيل الاعتكاف في المسجد الحرام 1446 وأهم الشر
...
-
العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
-
حرق المساجد في فلسطين
-
كاتب يهودي أميركي: توقعت تطهيرا عرقيا واسعا لكن ما رأيته بغز
...
-
ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر
...
-
أسعدي طفلك طول اليوم..ثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل
...
-
المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد
...
-
دول الجوار السوري تحذر من عودة تنظيم -الدولة الإسلامية- وتشد
...
-
كنائس سوريا تصدر بيانا ناريا ردا على تصريحات ماسك وكارلسون ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|