مزيد من التساؤلات حول عدالة الإسلام

مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 05:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلما قرأت القرآن الكريم ازددت حيرة حيال العديد من الآيات القرآنية التي لاتتفق مع قواعد الأخلاق كما نعرفها اليوم ويمكن للقاريء الكريم الرجوع لمقالاتي السابقة في هذا الشأن مثال مقالتي بعنوان "مأساة العقل في الإسلام" أو مقالتي بعنوان "الصورة البغيضة للإله في الفكر الإسلامي" أو مجموعة مقالاتي الأربعة تحت عنوان "أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص". اليوم أتوقف أمام آية قرآنية أخرى تثير العديد من التساؤلات لديّ وهي الآية 22 من سورة الصافات التي تقول (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) ، وللتسهيل على القاريء الكريم فسأقوم بعرض أفكاري على شكل مجموعة من التساؤلات مع محاولتي التعليق على كل تساؤل كالآتي:

سؤالي الأول هو عن المقصود بكلمة (أزواجهم) ولماذا يعذّب الله الزوجة بذنبِ زوجها؟

كالعادة فقد حاول بعض المفسّرين (كمثال ابن كثير) أن يداروا العيب الأخلاقي الواضح في الآية بأن ادّعوا بأن المقصود بكلمة (أزواجهم) هو (أشباههم) مثلها في ذلك مثل الآية (المقابلة) لها وهي الآية 70 من سورة الزخرف والتي تقول (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ). وفي الحقيقة فإنني ببحثي السريع في القرآن الكريم وجدت أن كلمة (أزواجهم) بكافة أشكالها اللغوية قد وردت في عدة مواضع أخرى من القرآن ، فإذا كانت كلمة (أزواجهم) تعني (أشباههم) أيضاً في الآية 6 من سورة المؤمنون التي تقول (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) فإن معنى ذلك ببساطة أن الله يسمح بمزاولة الجنس بين المؤمن وشبيهه المؤمن. فإذا احتج أي مدافع عن الإسلام بأن كلمة (أزواجهم) لاتعني دائماً (أشباههم) فإنني أتساءل عن القاعدة التي تجعلنا نعرف متي تعني كلمة (أزواجهم) الأزواج ببساطة ومتى تعني نفس الكلمة شيئاً آخر وهو الأشباه وكيف لي أن أعرف أن الله لايعني ببساطة الأزواج في تلك الآية؟

سؤالي الثاني هو عن السبب الذي يجعل الله يعذّب شخصاً لأنه آمن بعبادة شيء غير الله؟

فإذا كان ذلك الشخص يعبد شيئاً ما فمعنى ذلك أن ذلك الشخص مقتنع بما يفعله، فهو لايعبد شيئاً آخر لكي يعاند الله مثلاً، بل لأنه يؤمن بذلك الشيء، فإذا لم يستطع ذلك الشخص أن يقنع نفسه بعبادة الله - لسبب أو لآخر- ورأى أن عبادة صنم أو نجم أو قمر هي أكثر نفعاً له فهو لم يفعل ذلك إلا لأنه مقتنعٌ بذلك.

فلماذا يعذّبه الله على أنه لم يستطع أن يقنع نفسه بعبادته؟

وهل كان الله سيسامح ذلك الشخص إن كان قد أجبر نفسه على عبادة الله عن دون اقتناع؟

فإذا لم يستطع عقل ذلك الشخص أن يقتنع بأحقية الله في العبادة سيتبقى له اختيارين لاثالث لهما:
- إما أن يطيع عقله ويستمر في عبادة مايراه مناسبا
- أو ينافق نفسهومَن حولَه ويعبد الله خوفاً وطمعاً

فأي الحلين يرضاهما الله؟

يبدو أن الله لايرضى بأي من الحلين

فالله سيعاقب من يكفر به ... وكذلك سيعاقب من يؤمن به عن دون اقتناع

سؤالي الثالث هو عن المقصود بجملة (وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ)؟

ففي الحقيقة أنني أتساءل إذا كان الله سيعذب القمر أو النجوم أو النار أو الشمس لأن بعض الناس كانوا يعبدونهم. ويتمادى بي التساؤل مرة أخرى فأتخيل شخصاً ما أُعجب بشخصية داعية ذا حضور إعلامي طاغٍ (مثل عمرو خالد مثلاً) وشيئاً فشيئاً وقع ذلك الشخص في حبائل كاريزما تلك الشخصية حتى وجد نفسه يعبدها في النهاية، فلماذا يعذّب الله ذلك الداعية (كمثال عمرو خالد)؟

كالعادة ... المزيد من الأسئلة التي أخشى أن تظل بلا إجابات

#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات