|
رباعية الديمقراطية و الثورة(3) كارثة الليبراليين و مأزق الجماعات غير المؤدلجة.
بيتر جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 09:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نستكمل فى هذا الجزء الثالث باقى المحور الثانى ”علاقة بعض فصائل الثورة بالديمقراطية و قدرتها على تبنى مشروع ديمقراطى” و هو الجزء المتعلق بالمتبقى من الجماعات المؤدلجة أى الليبراليين و الجماعات غير المؤدلجة و هم 6 ابريل و الجمعية الوطنية للتغيير,وقد سبق لنا فى الجزء الثانى أن تناولنا اليسار و الإسلام السياسى http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=303419
كما سيتضمن الجزء الرابع و الأخير المحور الثالث و الأخير أيضاً الذى يحتوى على بعض الملاحظات العامة على كل ما سبق و العقبات التى تحول دون تبنيهم لحكم ديمقراطى و الحلول التى ستمكنهم من تجاوز هذة الأزمة..
ج-الليبراليين. 1-من هم الليبراليين؟ يقتصر وجود الليبراليين فى مصر على بعض عشرات ربما مئات من النشطاء و الأكاديميين و نفر من المفكرين إلى جانب حزبيين كانوا جزءاً لا يتجزأ من إرهاصات االثورة و منهم من شارك فى التحضير لتظاهرات 25 يناير و هذة الأحزاب الليبرالية هى حزب الغد,حزب الوفد و حزب الجبهة الديمقراطية.
*لكل من الأحزاب الثلاثة قصة و لعلى اخترت حزب الجبهة الديمقراطية خصوصاً ليس لأن برنامجة هو الأكثر وضوحاً بالنسبة لى و لكن لأنى رأيت هذا الحزب يفتح أبواب مقراتة لنشطاء مُعارضين بمختلف إنتماءاتهم (ماركسيين-قوميين-إسلاميين) للمشاركة فى اجتماعات تحضيرية ل25 يناير فى وقت كانت بعض الحركات الراديكالية المنعوتة اليوم بالأكثر ثورية تسخر من دعاوى الثورة.
**كذلك لا يُنكر إلا جاحد دور حزب الغد و زعيمة أيمن نور فى حركة المعارضة منذ أسس الحزب و حتى سُجن فهو و حركة كفاية قبل أى كيان معارض أخر من أول من دعوا المصريين للمشاركة فى وقفات و ومظاهرات و تحدى قوات الأمن قبل حتى حركة 6 أبريل,فكان حزب الغد بدون مبالغة هو ضالة معارضي مبارك نظراً لتحدى أيمن نور لمبارك بكل شراسة فى انتخابت الرئاسة 2005 و قبلها و بعدها حتى سجنة مبارك و دمر جهاز أمن الدولة حزبة الصاعد بإنشقاقات و حرائق!
***اختيار حزب الوفد ضمن من شاركوا فى الثورة اختيار ملتبس قليلاً لأن قيادات هذا الحزب أعلنت عدم المشاركة قبل يوم 25 يناير(مثل قيادات جماعة الإخوان المسلمين) و لكنها فى المقابل لم تمنع أحداً من المشاركة فبطبيعة الحال كيان حزبى(ضعيف) مثل الوفد لا يسعة أن يطلب من أعضائة عدم المشاركة عكس تنظيم سرى(قوى) كالجماعة أما ما يهمنا فى الأخير هو أن شباب هذا الحزب وغيرة لم يهتموا كثيراً بموقف أعضاء الهيئة العليا و شاركوا مثلهم مثل جموع المصريين و أذكر أنى تم إعتقالى و سُجنت يوم السادس و العشرين من يناير 2011 و كان من ضمن من كانوا معى عضوين فى حزب الوفد أغلب الظن أنهم استقالوا من الحزب بعد خروجهم من السجن.
2-عن ماذا يدافع الليبراليين؟ أ-الحرية(الليبرالية): -هى القيمة العليا و المبدأ الأصيل الذى ينبغى أن يحكم الفرد و المجتمع. -هى شرط لازم للديمقراطية لأن الديمقراطية بدون حرية تنطوى على طغيان الجماعة على الفرد و على ظلم الأغلبية للأقلية أو على سيادة “شكل” الديمقراطية دون جوهرها(و فى هذة الجملة إشارة إلى أن الليبرالية وحدها هى من ستمنع طغيان الأغلبية) -يحدد برنامج هذا الحزب الحريات واجبة الإحترام و هى: -حق المواطن فى الحياة و فى الأمان على شخصة. -حق المواطن فى أن يكون أراءة كما يشاء وأن يعلن عنها فى إطار القانون من خلال توفير حرية الإعلام. -الحريات الدينية كحرية المعتقد و حرية العبادة.
ب-المواطنة(العلمانية): إذا كان مبدأ الحرية ينطوى على إقرار حقوق معينة للمواطن لا يجوز انتهاكها و إن كان مبدأ العدالة يتعلق بحتمية تحقق تلك الحريات فأن المواطنة تتعلق بالضرورة بحصول كافى المواطنين على تلك الحقوق و تمتعهم بتلك الحريات دون أى تفرقة بينهم بسبب الطبقة الإجتماعية أو الجنس أو الدين أو العرق لذا فالمواطنة تهدف للقضاء على كل أنواع التمييز. -المواطنة من حيث المضمون تجسيد للعلاقة بين المواطن و الدولة حيث يرتبط ولاء المواطن للدولة بحمايتها لة و تمتعة بتلك الحقوق و وفائة بمسئولياتة.
*ثمة بعض إشارات بسيطة إلى تبنى مشروع تعليمى,ثقافى,إعلامى قيم الديمقراطية الغربية الحديثة مثل التسامح و المساواة و حرية الرأى و الإعلاء من قيمة العقل بيد أن كلمة التنوير تكاد تكون غائبة عن برامج هذة الأحزاب.
*لا يختلف كثيراً برنامج حزب غد الثورة و المصريين الأحرار عن الجبهة الديمقراطية من حيث تبنى القيم سالفة الذكر.
3-الليبراليين و رباعية الديمقراطية. يتضح جلياً من سردنا لما فات من قيم و مبادىء يدافع عنها ليبراليو مصر و يتبنوها فى برامجهم أنهم الفصيل الأكثر قرباً من تحقيق الديمقراطية وفقا للأربعة أسس التى أشرنا إليها فى البداية ,تلك الديمقراطية التى تراعى حق الفرد فى إبداء رأية و تساوى بين جميع البشر فى الحقوق و الواجبات و تعطى المواطن حق اختيار حكامة بإرادة حرة مستنيرة و لو أننا نعلم أن البرامج النظرية وحدها لا تكفى لإثبات ما حاولت توضيحة مسبقاً فيكفى أن تعرف مثلاً أن حزب الغد-قبل الثورة-كان يضم بين أعضائة ماركسيين و اسلامويين و هذا أمر جد مدهش و خطير والسبب الرئيسى فى وجودهم كان قوة هذا الحزب وقتئذ و خطر هذا هو انعدام التمايز الإيديولوجى بين التيارات السياسية الرئيسية أو هكذا أظن!
-2-جماعات غير مؤدلجة.
أ-6 ابريل تتكون من مجموعة من الشباب المصرى من مختلف الإتجاهات و الأعمار لا يحمل أى ايديولوجيا واضحة المعالم. تلخصت أهداف إنشاء حركة 6 ابريل فى : 1-بناء رأى عام مؤيد للتغيير السلمى الديمقراطى. 2-بناء قوى شبابية تسهم فى تحقيق التغيير المناود.
- ترى المجموعة ضرورة أن تمر مصر بمرحلة انتقالية يكون فيها الحكم لأحد الشخصيات العامة أو مجموعة يتم التوافق عليها من أجل مصالح هذا الوطن و كرامتة و يتم إرساء مبادىء الحكم الديمقراطى الرشيد و من أهم ملامح تلك المرحلة اطلاق الحريات العامة و قواعد الممارسة السياسية الديمقراطية. *سيحدث ذلك عن طريق السير فى مسارين متوازيين أولهما البحث الجيد عن البديل الذى تعمد الحكم السلطوى تغييبة على مدار سنوات طويلة ليمثل رأس الحربة فى عملية التحول الديمقراطى و ثانيهما هو إعادة الثقة إلى الجماهير المصرية فى إمكانية اختيار مصيرها و حقها فى المشاركة فى تحديد المصير بكل الوسائل و تنتهج الحركة عموما طريق المقاومة السلمية و استراتيجيات اللاعنف و لا ترى مانع من المرونة و التنوع على مستوى التكتيكات بين ما هو جذرى و ما هو اصلاحى لتحقيق الهدف النهائى و هو التغيير السلمى.
*بما أن الهدف النهائى لنضال جماعة 6 ابريل هو تغيير النظام القائم بشكل سلمى فهذا يعنى بالضرورة سعيهم لتغيير ما هو قائم فقط و لا يحملون رؤية محددة للتأثير فيما هو قادم و هكذا رؤية لا تكفى لإقامة حكم ديمقراطى رشيد بل و المعضلة الأساسية هى فى رحيل رموز نظام مبارك أصلاً فما الهدف القادم اذن!
ب-الجمعية الوطنية للتغيير. تجمع فضفاض من مختلف المصريين بجميع انتماءاتهم السياسية و المذهبية رجالاً و نساءاً بما فى ذلك المجتمع المدنى و الشباب و هى جماعة تهدف إلى التغييرو هى جماعة تهدف إلى التغيير و من أجل ذلك كان هناك ضرورة أن تتوحد جميع الأصوات الداعية للتغيير فى إطار جمعية وطنية.
-أبرز ما جاءت بة هذة المبادرة هو بيان المطالب السبعة و هو من ضمن الأدوات التى ساعدت على تقوية شوكة المعارضة التى تحولت حركتها لثورة و قصمت ظهر مبارك و نجلة و فيما يلة نعرض المطالب السبعة التى تضمنها البيان: 1-إنهاء حالة الطوارىء. 2-تمكين القضاء المصرى من الرقابة الكاملة على الإنتخابات البرلمانية برمتها. 3-الإشراف على الإنتخابات من قبل منظمات المجتمع المدنى. 4-توفير فرصة متكافئة فى وسائل الإعلام لكافة المرشحين و خاصة فى الإنتخابات الرئاسية 5-تمكين المصريين فى الخارج من ممارسة حقهم فى التصويت بالسفارات و القنصليات المصرية. 6-كفالة حق الترشح فى الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية اتساقاً مع التزامات مصر طبقاً للإتفاقية الدولية للحقوق السياسية و المدنية و قصر حق الترشح لفترتين. 7-يستلزم تحقيق بعض ذلك تلك الإجراءات و الضمانات تعديل المواد 76,77,88 من الدستور و غيرها فى أقرب وقت ممكن انتهاءا بدستور جديد يكفل لكل مصرى حقة فى الحياة الحرة الكريمة و يكون بداية لبرنامج اصلاح اجتماعى و اقتصادى شامل بحيث يكون الشعب فى النهاية هو السيد الحاكم.
*يتضح من هذا البيان انشغالة بشيئان الأول هو اطلاق الحريات العامة و الثانى هو ضرورة تبنى مبدأ تداول السلطة و هذا المبدأ الثانى هو جناح أصيل من أجنحة الديمقراطية إلا أن هذا البيان لا يكفى لتأسيس ديمقراطية حقيقية,حيث أن الهدف الحقيقي الضمنى من هذة المبادرة كان تجميع أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة فى كيان واحد لإجبار الحزب الحاكم وقتئذ على إقامة انتخابات نزيهة فقط ناهيك عن وجود تيار الإسلام السياسى فى الجمعية ممثلاً فى جماعة الإخوان المسلمين و هذا التمثيل بقدر ما كان مفيداً(عددياً) للمعارضة المصرية بقدر ما كان كارثة و حلت على الجمعية الوطنية للتغيير و على الثورة!!
#بيتر_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رباعية الديمقراطية و الثورة(2) مصر الثورة بين مطرقة اليسار و
...
-
رباعية الديمقراطية و الثورة(1)
-
هكذا تكلم فوزى
-
لا أبالى
-
دوجما الاخوان
-
لماذا لا نختلف؟
-
ابليس
-
سجون العقل العربى
-
مصر و الديمقراطيه
-
هرطقه و رد اعتبار
المزيد.....
-
نقل الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو إلى المستشفى بسبب آلام
...
-
بريطانيا.. وزير السكك الحديدية قد يواجه غرامة لاستخدامه الها
...
-
ميرتس يعارض انضمام أوكرانيا للناتو والاتحاد الأوروبي قبل انت
...
-
رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الوضع في غزة -جحيم على ا
...
-
زيلينسكي: نحقق في ملابسات إسقاط المقاتلة -إف-16- الأوكرانية
...
-
صحيفة -وول ستريت جورنال-: إيران طرحت 3 مطالب في الجولة الأول
...
-
السفير الروسي في لندن ينفي صحة التقارير عن -التهديد الروسي-
...
-
إعلام: مراهق أمريكي مشتبه به في قتل والديه لاغتيال ترامب
-
قصف إسرائيلي يخرج المستشفى المعمداني عن الخدمة والمرضى يفترش
...
-
ترحيب عربي بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة ع
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|