أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال














المزيد.....


بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال
يحيي الشعب الفلسطيني هذه الأيام ذكرى النكبة الكبرى التي تمخضت عن إعلان قيام دولة اسرائيل في 15 أيار 1948 على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني في أصقاع الأرض، واسرائيل تعتبر هذا الحدث استقلالا لها، تحتفل بذكراه كل عام حسب التقويم العبري...وإذا كان الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن أملاكه وحقوقه في أرضه التي اغتصبوها بقوة السلاح، ولا يزال وسيبقى يطالب بحق العودة اليها، بالرغم من آلة البطش العسكري التي بقيت تلاحقه منذ ذلك التاريخ، والتي حصدت أرواح مئات الآلاف من أبنائه، فإن اسرائيل التي احتلت ما تبقى من فلسطين في حرب حزيران 1967 لم توقف أطماعها التوسعية يوما، وهذه الأطماع تتعدى حدود فلسطين التاريخية، معتمدة على قوتها العسكرية الهائلة والتي تتفوق على القدرات العسكرية لدول المنطقة مجتمعة، وعلى الدعم اللامحدود من قوى كبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترى مصالحها مؤمنة في المنطقة من خلال الحفاظ على اسرائيل قوية، ومنع العرب من بناء أيّ قوة تستطيع مواجهتها...وهذا أدى باسرائيل الى أن تدير ظهرها للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، ولاتفاقات جنيف الرابعة وللوائح حقوق الانسان، ويبدو أن الصراع سيستمر طويلا ما دام العرب لا يعملون على بناء قوتهم، ويعتمدون على وعود"الأصدقاء" الأمريكان بحلّ الصراع، وما دامت اسرائيل غير معنية بتحقيق السلام الدائم والعادل، معتمدة على تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية المتزايدة.
لكن الواقع يثبت أن الفلسطينيين لم يستطيعوا تحقيق حلمهم بالعودة، ولم يستطيعوا تحقيق حلمهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم التي احتلت في حرب العام 1967 وفي مقدمتها القدس العربية، وفي المقابل هل حقق الاسرائيليون "استقلالهم"؟ وهل يعمل قادة اسرائيل على حماية دولتهم وشعبهم؟ وهل عملوا حقا على تحقيق الأمن الذي يطالبون به ليل نهار؟ وهل تعلموا من التاريخ الذي مروا به؟
وفي الواقع فإن سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هي من تجلب الويلات لدولتهم ولشعبهم تماما مثلما تجلبها لدول ولشعوب المنطقة، فهي لم تتوقف عن سياساتها التوسعية والعدوانية والتي تتمثل في الاستيطان، وامتهان كرامة وحقوق الفلسطينيين الانسانية، فهي تصادر الأرض وتقمع وتقتل وتعتقل، وكأنها فوق القانون، ويساعدها في ذلك حلفاؤها وفي مقدمتهم أمريكا التي تستعمل حق النقض"الفيتو" لمنع صدور أي قرار يدين الممارسات الاسرائيلية المخالفة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، والممارسات الاسرائيلية هي المحرض الأول والرئيس للفلسطينيين ولغيرهم لمقاومة هذه الممارسات، فالدول العربية والاسلامية وبقية دول العالم تعترف بدولة اسرائيل في حدود الرابع من حزيران 1967، وهي حدود تصل الى 150% من الأراضي التي منحها إيّاها قرار التقسيم -181- الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، لكن اسرائيل لا تزال تواصل استيطانها في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، مما يعني عملها الدؤوب لفرض سياسة الأمر الواقع ومنع قيام الدولة الفلسطينية، والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كبقية شعوب الأرض، ومما يعني أيضا تهديد أمن دول وشعوب المنطقة بما فيها أمن اسرائيل وشعبها. واسرائيل التي تمتلك السلاح النووي، وترى فيه سلاحها الأخير للدفاع عن وجودها، يبدو أن قادتها لا يدركون هم وحلفاؤهم حتى الآن أن هذا السلاح إذا ما استعمل، فقد يكون فيه نهايتها ونهاية شعبها تماما مثلما هو نهاية لدول وشعوب المنطقة، وهذا يعني تهديدا للسلم العالمي لأن نتائجه الوخيمة قد تتعدى حدود الشرق الأوسط.
وبعد مرور 64 عاما على نكبة الفلسطينيين و"استقلال اسرائيل" فإن الصراع يزداد شراسة وخطورة، والسبب هو الفكر الصهيوني القائم على التوسع، والمتمترس خلف فكر ديني غيبي، والذي يتناسى أنه يواجه فكرا دينيا معاكسا، فإذا كانت الصهيونية تؤمن بالوعد الإلهي في "أرض اسرائيل الكاملة"، فإنه يواجهها الفكر الديني الاسلامي الذي يعتبر فلسطين التاريخية أرض وقف اسلامي، مما يغيب أي حلول وسط تحقن دماء شعوب المنطقة.
واللافت أنه كلما ظهرت أصوات عقلانية بين الفلسطينيين والعرب، كلما قابلتها اسرائيل بأصوات التطرف اليميني الذي يوغل في أطماعه التوسعية، والذي يرفض أن تكون اسرائيل وشعبها جزءا من دول وشعوب المنطقة، بل يرون في أنفسهم امتدادا للغرب الاستعماري.
واسرائيل التي تراهن على استسلام الشعب الفلسطيني قد لا تستوعب مثلا العبر من حرب الأمعاء الخاوية التي يخوضها أسرى الحرية، باذلين أرواحهم دفاعا عن كرامتهم وإنسانيتهم التي يستبيحها قادة اسرائيل، ولا سلاح لهؤلاء الأسرى سوى إرادتهم القوية وعشقهم لحريتهم وإنسانيتهم.
12 أيار 2012





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة البنت التوتيّة في اليوم السابع
- البنت التوتيّة والأهداف التربويّة والتعليميّة
- رواية هناك في سمرقند في اليوم السابع
- كتابان لحنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- قضية الأسرى الفلسطينيين قضية شعب وأمّة
- ما تيسر من عشق ووطن نزيه حسّون في اليوم السابع
- الأسير حسام شاهين الباسم دائما
- الإصدار الشعريّ الجديد لنزيه حسّون
- ديوان (آخر صورة لمولاتي) في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب في اليوم السابع
- ديوان نزف التراب لبكر زواهرة
- جرائم حصار قطاع غزة
- اليوم السابع تحتفي بالأديب جميل السلحوت
- بدون مؤاخذة-دولة واحدة أم دولتان
- رواية ظلال باهتة وفنتازيا الأدب
- حفل تكريم الأديب جميل السلحوت شخصية القدس الثقافية للعام 201 ...
- محمود شقير: جميل السلحوت...المثقف المقدسي المثابر
- أوراق مرمر القاسم مهربة في ندوة اليوم السابع
- أوراق مرمر القاسم غير المهربة
- بدون مؤاخذة-هناء شلبي من ينقذها؟


المزيد.....




- باريس تشدد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنا ...
- عبدالمجيد عبدالله يتعرض لـ-ظرف صحي طارئ-
- مصر تؤجل القمة العربية الطارئة حول غزة، وإعمار القطاع -يحتاج ...
- كندا ترفض فكرة عودة روسيا إلى مجموعة السبع
- بعد سقوط النظام السوري السابق.. توسيع التحقيقات بجريمة وقعت ...
- أحد مؤسسي فرقة -بينك فلويد-: زيلينسكي يخطط للهروب من أوكراني ...
- بعيدا عن المسكّنات.. -طريقة طبيعية- لتخفيف الألم
- والتز: مباحثاتنا القادمة مع موسكو ستتمحور حول الأراضي والضما ...
- إعلام عبري: -مخاوف أمنية- تجبر جندييَن إسرائيلييَن على إنهاء ...
- إعلام: وزير الخارجية الأمريكي يبلغ أوروبا ببقاء العقوبات ضد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- نكبة واستقلال