أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - هكذا كان قلِقاً على مستقبل العشب-في رثاء عبدالخالق محجوب














المزيد.....


هكذا كان قلِقاً على مستقبل العشب-في رثاء عبدالخالق محجوب


أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 13:10
المحور: الادب والفن
    


هكذا كان قلِقاً على مستقبل العشب

في رثاء عبدالخالق محجوب

شعر:أُسامة الخوَّاض
******
كان مسموعاُ ومرئيَّاُ لدي الزهرةِ،
مقروءاً كصفْحاتِ الرياضةْ
واسمه السريُّ "راشدْ" (1)
واسمه القوميُّ مكتوبٌ بأحلام الشبابيكِ،
ورعْشات الأيادي العاشقةْ
يقرأ "الميدانَ"، (2)
لا يطربهُ من صوتها إلا رنين الكلماتْ
كان مشغولاً بتنسيق الصراع الطبقيْ
لابساً بدْلته الحمراء، حلاها بأقوال الغمامْ
مُلْحداً بالفقْرِ والقهْرِ،
و صدِّيقا لدى عُمَّال "بحْريْ" (3)
ونساء الريفِ،
والزرَّاعِ،
والطُّلابِ،
والورْدة ِ،
والكسْرةِ،
والحُلْمِ،
و أولاد الحرامْ
كان شبَّاكاً من اللذةِ، والغبْطةِ،
مفْتوحاً على أبهج وقتٍ،
وفضاء الأغنياتْ
يدْعم العشبَ،
ويعطيه " دُعاشاً" ضد نسْيان السماء ْ
كان عنواناً لمن لا شغل لهْ
وصديقاً للحماماتِ،
رفيق النيل في نزهته الكبرى،
وبسْتان حماسْ
كان عاماً من نكاتٍ ذهبتْ تطْفئ أحزان الطبيعةْ
أيقظ الثورة من نوْمتها الأولى،
وأعطاها مفاتيح الجدلْ
وتغشَّاهُ ذبولٌ فضحكْ
ومضي فيه انقلاب وكتبْ
..............
..................
.....................
كان لا يخْطب إلا عن جموح القمحِ،
والأحلامِ،
والمرأةِ ذات الخبزِ، والسطْوةِ، والأفْقِ الرخيم ْ
وعدائيَّا إذا قلَّصت الأرض أغانيها،
حنوْناً حينما يكْتحل الشارع بالعنف الوسيمْ
وزميلاً للعصافير، يماما ًمن تقدُّمْ
يعشق الشدْو صباحاً ومساءً،
يعْجن الخُضْرةَ،
يهْديها "اتحادات الشبابْ"
ويري الواعظ منفًى،
ويرانا شجراً يمشي ولا يمشي،
يري البسْمةَ في أحْراش حُزْن ٍعائليٍ،
ويناديها،
"يفلِّي" شعْرها النيليَّ،
يعْطيها وصاياهُ،
لكي تذْهب من عُزْلتها نحو "اتحادات النساءْ"
كان نعْناعاً علي الشاي الذي أخفي شجوني،
ومضي بي في النساء الحالمات ْ
كان في برنامج الصدمة ورداً،
واقتراحات العصافير علي حزْب الشجرْ
كان أهْلاً ثُمَّ سهْلاً في شمال الياسمينْ
واحتمالاتٍ سُكارى في جنوب السيْسبانْ
قِيْلَ "ما قدَّمتَ" ؟
قال "الوعْيَ،
والحُلمَ،
وأسرارَ ابتهاجات الشعوبِ"،
اندهشتْ فاروزةٌ،
ضجَّتْ نباتاتٌ،
ونامتْ في البنايات أحاديثُ الفراع المُرِّ،
أهْدتهُ النساءُ الروْحَ /إيقاعاً من السُّكْرِ،
وينبوعَ قرنْفلْ
..............
.................
.........................
خطفتْهُ الزنْبقةْ
وسرى في المشْنَقةْ
ورأى صورةَ قلْبهْ
في مقامات التقدُّم ْ
وتقدَّم ْ
وتقدَّمْ
وتقدَّمْ

.... والنساء- الآن- يطْلبنَ مناديلَ،
مناديلَ،
مناديلَ،
مناديلَ من الدمِّ،
مناديلَ من الورْدِ،
مناديلَ من الشهْوةِ،
يطْلبْنَ،
ويذْهبْنَ إلى رغْبتهِ النيليَّة الأولى،
ويخْضعْنَ إلى غِبْطتهِ،
لم ينْكسرْ غيمٌ،
ولم يجْبنْ نهارٌ،
لم يرَ الجندي إيقاع التلاميذ نشازاً،
لم يرَ التلميذ وقتاً مثل "عبدالخالق" المحْجوب عن أسطورة الموتِ،
ولم يأسفْ نبيذٌ لذهاب الحلم عنهُ،
انهمرت فيهِ أناشيدٌ،
أناشيدٌ،
ونادتنا فراشاتٌ،
فراشاتٌ،
إلى ما يشبهُ المرأة في شهوتها،
قامتْ قياماتٌ،
وأشْجتنا مقاماتٌ،
مضتْ عصْفورةٌ في مسرح الموتِ،
زهتْ أُرجوزةٌ بالشنْقِ،
"عبدالخالق المحْجوب" أغْرته البناتُ - الآنَ- بالموتِ،
وأغراه الكلامُ الحُلْوِ،
ناداهُ إلى نومٍ عميقٍ قزحيْ


الخرطوم 1985- صوفيا 1987


(1) الاسم الحركي لعبدالخالق محجوب .
(2) الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني .
(3) الاسم المختصر لمدينة الخرطوم بحري إحدى مدن العاصمة السودانية.



#أسامة_الخوّاض (هاشتاغ)       Osama_Elkhawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و للكِّمثرى وظيفة أخرى أو الوقائع ا لخفيَّة في حياة -منصور ا ...
- رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (1)
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-
- صورة انتفاضات السودان في الكتابات العربية
- بيروتيّات
- بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجوِّل-المفارق الفكِهة
- قبر الخوّاض-تائهاً كالأراميِّ كان أبي
- دمعة على مدارج -ماريل-:قربان شعري آخر للطبقة العاملة
- الكاتب -محمد إبراهيم نقد-:جامعة صوفيا و -القراية أم دقْ- و ا ...
- مشّاؤون في أزياء عرّافين
- الهُنيْهاتُ أو خَفَرُ الأناناس
- الفيلادلفيات-نصوص شعرية
- بيروتيَّات-نصوص شعرية
- ماذا سأفعل بالله و الدين و اللغة العربية-ما قاله الفضل بن ال ...
- الكوميديا العاشقة
- بيتٌ بدويٌ على شاطئ البحر-البداوة و التحديث في الخطاب الليبي ...
- صورة انتفاضات الشودان في الكتابات العربية
- اللاجئون الجنوبيون في مصر في -تغريدة البجعة-


المزيد.....




- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح
- انتحرت أم قتلت؟.. حسين فهمي يتحدث عن موت سعاد حسني المفاجئ


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة الخوّاض - هكذا كان قلِقاً على مستقبل العشب-في رثاء عبدالخالق محجوب