أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رعد الحافظ - نيتشه , ما لهُ وما عليه















المزيد.....


نيتشه , ما لهُ وما عليه


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 18:44
المحور: المجتمع المدني
    


عندما تحدّث نيتشه عن الإنسان المتفوّق الخارق ( السوبرمان ) في روايتهِ الفلسفية ذات الأجزاء الأربعة / هكذا تكلّم زرادشت .
حقّ لخصومهِ ( وقد يكون هو الذي دفعهم الى ذلك بغيرِ قصد ) الى إتهامهِ , بالكثير من التهم كالفاشية والنازية والعنصرية .
مع أنّ تركيز ذلك الكتاب كان عن فلسفة الأخلاق بما لايقبل الجدل .لكن ضدّ الأديان في الواقع .
وممّا زاد الطين بلّه هو موقفهِ من المرأة في الجزء الأخير من حياته
( إذا ذهبتَ الى المرأة فلا تنسى السوط ) , ( هدف الزواج إنتاج الإنسان المتفوّق )
موقفه هذا الذي قد يكون نتج عن صدمتهِ برفض تلميذتهِ ( لوسالوميه ) الإرتباط بهِ وإقترانها بآخر !
***********
كتبَ عن نيتشه , د. إبراهيم الحيدري ( في الشرق الأوسط ) عام 2006 ما يلي :
في كتاب نيتشه / أصل الاخلاق 1887 ,يقدّم نيتشه أفكارهِ الأساسيّة كما يلي :
في العالم / أقوياء وضعفاء , سادة ومسودين , طيور وجوارح , حيوانات مفترسة وحملان !
تجمع بينهم علاقات ماديّة بحته , يغيب عنها العنصر الأخلاقي , إنّها علاقات الحياة نفسها .
الضعيف يُفسّر قوّة خصمهِ قسوة أو مؤامرة , كي يفلت من علاقات القوّة التي في غيرِ صالحهِ .
يرى نيتشه الكون مساحة لتصارع الإرادات , يظهر ذلك في جميع مظاهر الحياة .
عند نيتشه / الفضيلة هي الغاية والوسيلة .
معناها الوصول إليها ... هو ثوابها
علينا فعل الفضيلة لأجل بلوغها , لا لأجل إنتظار الثواب عليها ! { أيّ فلسفة أخلاقيّة أفضل من هذهِ ؟ }
عند نيتشه / أخطر الناس هم أدعياء العدل والصلاح . رجال الدين الذين يحاكمون ويكذبّون ويقتلون ( بكل عدل ) , فهم يمارسون وصايتهم على البشرية ويعرفون خيرها وشرها .
وعن نسبيّة الخير والشر , يجعل نيتشه الإنسان نفسهُ هو المسؤول عن وصولهِ للجادة التي يبغيها .
عند نيتشه لا مساواة , لكن نعم للعدالة .
وعلى الإنسان إستخدام أسوء ما فيه للوصول لأحسن مافيه ! ( أنا رعد الحافظ , لا أوافق ولا أتفهّم هذا المبدأ )
يرى نيتشه , أمام العجز والإحباط ليس هناك من طريق سوى التحرّر , تحرّر الأنا والدخول في نيرفانا الفناء !
النيرفانا / هي حالة الإنطفاء الكامل التي نصل إليها بعد فترة طويلة من التأمّل العميق .
نيتشه يميّز بين شخصيتين بشريتين
ديونيسي / نسبةً الى ديونيس / إله الخمر والخلاعة والمجون عند اليونان , وهذهِ شخصيّة تميل الى إلغاء القيود المفروضة من المجتمع .
أبوليني / نسبةً الى أبولو , إله الحُبّ والجمال , وهذهِ شخصيّة متزنة من الناحيّة الإنفعاليّة .
نيتشه حارب الأخلاق النفعيّة بإعتبارها ( فلسفة الخنازير )
إنّها تتميّز عنده بالجشع والجُبن لتحقيق المنافع .
في كتابه / هكذا تكلّم زرادشت , صوّر نيتشه , نموذج الإنسان الخارق للعادة / السوبرمان , المتحرّر من القيود الإجتماعيّة والأخلاقيّة , مثل إنسان عصر النهضة .
كان نيتشه شديد الإعتداد بنفسهِ , يقول عن لغتهِ / لقد أوصلتُ الالمانية الى ذروةِ كمالها .
نيتشه حطّم الإيمان بالحقيقة المُطلقة . كسر جميع الحواجز التي صادفتهُ حتى القيم الإنسانية منها .
يقول / ليس هناك وجود مُطلق , لكن وجود يتكوّن .
يقول / ليس هناك تحديد لا نهائي , لكن عودة أبدية .
كالساعة الرمليّة الأبديّة للوجود , تعيد دورتها بإستمرار .
يقول / لايحتاج الإنسان الى شعور رقيق , كلّ المبدعين يجب أن يكونوا أقوياء الارادة .
ويقول / إنّ الحقيقة والكذب يوظفان دوماً لأجل الكائن المُتفرّد .
ويقول / لقد إكتشفنا السعادة , هكذا قال آخر البشر وغمزَ بعينيهِ
يقول / لا يوجد راعٍ إنّما قطيع , الكلّ يُريد الوصول لنفس الهدف والتساوي مع الآخر .
*************
تنبأ نيتشه بحروب فظيعة في القرن العشرين ينتصر فيها الأشجع .
يصف نيتشه تنبؤاتهِ قائلاً :
الغدُ سيكون لي , بعض الرجال يولدون بعد مماتهم !
وقال في كتابهِ / الأنسان المجنون 1882
وُلدتُ مُبكراً ... أنا لستُ لهذا الزمان !
إنسان نيتشه المتفوّق , يقترب من رؤية ( كيركير غارد ) لإبراهيم الذي ضحّى بولدهِ لأجل الرب .
من الممكن فهم إنسان نيتشه في النهاية على أنّهُ غير مُخادع .
لكن من جهة اُخرى فإنّ النازيين جعلوا من نيتشه بطلهم , وبنوا لهُ متحفاً في فايمار .
لكن نيتشه سَخَرَ في النهاية من الجميع بما فيهم الالمان وإستثنى الإغريق .
وأيضاً إحتقر نيتشه التمييز العنصري . وكان مُعجب بالشاعر الالماني اليهودي / هانريش هاينة , وقال عن كتاباتهِ ما يلي :
أنا أبحثُ عبثاً عن موسيقى بهذهِ العذوبة والهوى .
ثمّ قال / يالها من نعمة , أن تجد يهودياً بين الالمان .
{ أين عداؤهِ للساميّة هنا ؟ }
ويكمل د. إبراهيم الحيدري كلامهُ عن نيتشه قائلاً :
مارتن هايدغر وهو من أنصار الحزب النازي في ألمانيا , أصدر كتاب لتكريم نيتشه عام 1961 , وضع نيتشه في ظلال هتلر والنازية .
وفي الواقع , فإنّ الحكومات النازية والفاشيّة تبنّت مقولات نيتشه وأفكارهِ في القوة .
في حين كان الفيلسوف الذي دعى الى القوّة يُعانق حصاناً لأجلِ حمايتهِ من ضربات حوذي قاسٍ .
ويقول الحيدري
نيتشه كان مُصاب بالشيزوفرينيا , وهي أهم خصائصهِ التي طبعت تفكيرهِ الكئيب , وحبّهِ لنفسهِ وكرههِ للمراة
{ لاحظوا تناقض ذلك مع حبّه لتلميذتهِ لوسالوميه , أو ربّما رفضها لهُ هو السبب في إختلال توازنه وإنقلابهِ على المرأة / رعد الحافظ }
نيتشه وصف الفلسفة بإنّها علم ممنوع / إنّها مليئة بالكذب والقُبح .
روّاد ما بعد الحداثة الفرنسيون / أمثال دلوز , وفوكو
وجدوا في أفكار نيتشه مناهض قوي لليسار الاوربي .
إنتهى كلام الحيدري !
***********
الآن نأتي الى ترجمة الكتاب نفسه ( هكذا تكلّم زرادشت )
بواسطة علي مصباح التونسي .
الذي يقول : كثيراً مايتحوّل المُترجم الى قاتل .
ويقول / العبارة الإيطاليّة تُعرّف الترجمة بأنّها خيانة !
بالمناسبة / علي مصباح فنان تونسي بمعنى الكلمة / مسرحي سينمائي تلفازي إذاعي
مترجم قلّ مثيلهُ في الدقّة والإتقان { شكراً يا زيرجاوي لهذهِ الهديّة } .
ولِد عام 1958 , وإنطفأ المصباح ( خميس الخياطي / القدس العربي ) عام 2005 ودفن في مسقط رأسهِ / مساكن .
ص36
نيتشه يقول على لسان زرادشت
على الحكمة أن تكون مثل الشمس , تشّع على الجميع , وأن يكون بوسعها أن تقذف ولو بشعاع باهت على أكثر الأنفس حطّة وإتضاعاً !
الرجل المسعور عند نيتشه , هذا الذي يصرخ في الاسواق مُردّداً
أنا أبحث عن الله
بينما الناس تنظر إليه بعجب وتقول / عيّل تايه ده ولاّ إيه ؟ ههههههه
ويقول / اُريد اُسوداً ضاحكة تأتي إليّ .
{ أظنّها إشارة الى القوة والفرح }
***********
تعبت ... سأتوقف لاقرأ بمتعة , لاتقطعها مختصرات الكتابة والملاحظات !
سأترك باقي المهمة للأخ شامل لو شاء
وسأنتظر مباراة الكلاسيكو غداً بين الريال الملكي والبارسا
حظاً طيباً , وتذكروا العالم بمحبّة يتسع للجميع !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
20 إبريل 2012



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (17)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفيّة مسودات في عطلة نهاية الإسبوع
- و في العراق , تستمر الحياة !
- زمن الكتابة الثوريّة , إنتهى !
- لماذا إتخذناهُ مُعلماً ؟
- هل أصبح إسم مقتدى الصدر / خطاً أحمراً ؟
- الفيدراليّة هي ليست السُمّ الزُعاف !
- فلاديمير بوتين / القيصر الجديد القديم !
- الفوضى الخلاقة تزدادُ إستعاراً
- وماذا سيحدث , لو لم نُغيّر قناعاتنا ؟
- عزيز الحاج , بين حنّا بطاطو والمراجعات !
- الطائفيّة .. حقيقة أم خيال ؟
- قراءات متنوّعة , وحوار !
- تجديد الإجازة الروسيّة , لقتل الشعب السوري !
- مسرحيّة طارق الهاشمي ما زالت مُستمرة !
- مصر والألتراس , بين المجلسين الإخواني والعسكري !
- تعليقات متميّزة على مقالٍ واحد !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس / ج 4 , العدالة !
- في الذكرى الأولى للثورة المصرية !
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( الجزء الثالث / الوكيل ...
- مُناظرة Debating بين داوكنز ولينوكس ( 2 )


المزيد.....




- رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان: الشعب التونسي لن ينسى تار ...
- المرصد السوري لحقوق الانسان يحصي -إعدام- 69 علويا بعد اشتباك ...
- الأونروا: مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس أصبحت غير قابلة للسكن ...
- إسرائيل تصعّد جرائم هدم المنازل في الضفة الغربية: تطهير عرقي ...
- خبراء أمميون: إسرائيل تعمد إلى -عسكرة المجاعة- في غزة بقطع ا ...
- وسط حديث عن جمود بالمفاوضات.. واشنطن تلتزم بإعادة جميع الأسر ...
- محكمة كورية تلغي أمر اعتقال الرئيس المعزول
- عائلات أسرى إسرائيليين بغزة: استئناف الحرب هو قرار بإعدام أو ...
- الزاهد شنغراي.. لاجئ إريتري يرعى النازحين السودانيين في كسلا ...
- الاحتلال يفرض سياسة التطهير العرقي في الضفة الغربية


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رعد الحافظ - نيتشه , ما لهُ وما عليه