المركز الصحي في جامعة بغداد بدون دواء

يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 00:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

قبل أيام وفي أثناء الانخفاض الجوي لدرجات الحرارة التي تعرض لها العراق أعترى المرض الكثير من الناس بسبب تعرضهم لهذا المنخفض الجوي الحاد ، ومن هؤلاء الناس أحد زملائي في الدراسات العليا / الماجستير في قسم الاجتماع في كلية الآداب في مجمع جامعة بغداد في باب المعظم ، أذ تعرض هذا الزميل لوعكة صحية صباحية وتحديدا في الثامنة صباحا من صباحات الموجة الباردة تلك ، وحصل له صداع شديد لم يتمكن فيه من الدخول لقاعة المحاضرة ، لذا توجهنا أنا وإياه للمركز الصحي في الجامعة أملاً في الحصول على علاج سريع لحالته الطارئة ، ولكننا فوجئنا بعدم وجود أي علاج في هذا المركز ، والطبيب الذي في المركز يعطي أجازة إذا كان للطالب امتحان لغرض تأجيله !!!!
.... طبعاً أخذتنا المفاجأة من هذا الموقف الغريب والعجيب فهل من المعقول أن مركزاً صحياً في مجمع للكليات التي تضم العديد من الكليات ( الأجتماع ، الأثار ، اللغات ، التربية ، العلوم الاسلامية ، متحف التاريخ الطبيعي ، الأقسام الداخلية .....الخ ) ليس فيه أي علاج ...ولا حتى حبة " براسيتول " أذن أين يذهب من لديه حالة طارئة ؟.... أو كم ستكون الخسائر البشرية في حالة حدوث حادثة في الجامعة ؟....وكم من الناس ستفقد حياتهم نتيجة هذا الإهمال وهذا التردي في الخدمات الصحية ؟؟
هل ننتظر ردة الفعل للأحداث حتى نعالج هذا التقصير في الأداء الصحي والإنساني في مؤسساتنا التعليمية ؟ هل نبقى ساكتين ونحن نشاهد الإنسان العراقي وهو يعاني المرض والألم فيما ميزانيته المليارية والانفجارية تذهب أدراج الرياح ؟
من هو المسئول عن هذا التقصير ....وإذا كان التقصير والعجز عن أعطاء الدواء في أكبر المؤسسات التي من المفترض ان تكون من أفضل الأماكن في أداء الخدمات وعلى كافة الأصعدة لكونها مؤسسة ومصدراً للمعرفة والثقافة في المجتمع ، فكيف في الأماكن الأخرى ؟
أنها فعلاً نقطة مهمة وتستحق أكثر من وقفة للتأمل والنقاش ....لكونها مسؤولية أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون مسؤولية شرعية أوجبتها الشريعة الإسلامية التي يدين به المجتمع العراقي .
في هذا المقال ...ومن هذا المكان ..وفي هذا الزمان بالذات . وقبل أن يفوت الأوان ... ادعوا وبكل أخلاص حرصا على السلامة الوطنية والإنسانية لمعالجة هذا الحالة الغير سوية قبل أن تكون ظاهرة تنتشر للمؤسسات الأخرى ....راجياً التفاتة المسئولين لهذه الدعوة المخلصة ومن الله التوفيق .

#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات