|
المقاولون العرب والثورة (3من 3)
شبلي شمايل
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 07:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقاولون العرب والثورة (3من 3) رحبت الإدارة الأمريكية كما هو متوقع بالمجلس "الوطني" السوري، وكيف كان للمخابرات الأمريكية أن تحلم بدور بهذا الأهمية لعملائها الذين يطلق عليهم أحد المعارضين العاملين في حقوق الإنسان اسم (نادي واشنطن السوري). وبعد 52 يوم من العمل كرر برهان غليون ما قالته بسمة قضماني قبل شهر ونصف: "الصعب هو تشكيل المجلس أما الإعتراف به فأسهل من سهل" خاصة إن كانت مكوناته تبعث رسائل مطمئنة لحلف شمال الأطلسي. المبعوث التركي الجنسية السوري الأصل غزوان المصري طلب من غليون وشركاه الإعلان عن المجلس الوطني لأن ذلك سيمنع روسيا من استخدام حق الفيتو في قرار سيأتي خلال 48 ساعة من مجلس الأمن. غليون يسأل كيف الإعلام والشباب، غزوان يجيبه: "الشعب يصيح في حمص يابرهان لا تهتم الشعب الحمصي بيشرب دم". يضحك برهان ومتى المؤتمر الصحفي؟ تحت أمرك بروفسور، يجيبه وكيل حزب العدالة في أروقة المجلس الموقر. أخيرا، المجلس الإسلامي-الأمريكي السوري يلد في اسطنبول ولادة قيصرية. لم تكن العمالة للغرب سلعة رائجة في ربيع دمشق، وعلينا انتظار السياسيين الجدد الذين أنجبهم الإحتلال الأمريكي. سمير نشار يقول علنا: "سبعون عاما والشيوعيين يتلقون المساعدات من الاتحاد السوفييتي لماذا يحرمون على الليبراليين تلقي الأموال من أمريكا الليبرالية؟". رياض الترك يعطي الإشارة الخضراء بالقول: "مؤتمر حزبنا شكر البعث العراقي علنا على مساعداته المالية، بعد سنوات تشكرون المجلس الديمقراطي الأمريكي على مساعداته والسلام.". بدأت مجموعة من السوريين تتعامل بأريحية مع فكرة المال الأمريكي وتكلف رضوان زيادة بتنظيم الصفقات عبر صديق مصري له يدعى بهي الدين حسن يجمعه بالسفيرة الأمريكية ويؤمن له منحا تضمن انتقاله من سورية لواشنطن ليلتحق بعمار عبد الحميد الذي سبقه في الكار. أسامة المنجد يصل إلى واشنطن في زيارة، يلتقي شخصية مثيرة للجدل هي جيمس برنس من كاليفورنيا، يخبره بأن هناك مبالغ مالية كبيرة للسوريين وخاصة الإسلام الموالي لأمريكا بشرط نقد حماس وحزب الله وأشكالهم من الإرهابيين. يتصل أسامة بأنس العبدة، ويتم تحديد موعد في بروكسل. يجتمع جيمس برنس والإسرائيلي نير بومس وأسامة المنجد وأنس العبدة، يطلب جيمس برنس نسبة مئوية سمسرة ويغطي المال المخصص من الخارجية الأمريكية بمؤسسة المجلس الديمقراطي (Democracy Council) وهكذا ترفع أنس العبدة في إعلان دمشق وبدأت قناة بردى وموقع إعلان دمشق في الخارج. من جهة ثانية ربط الإسلامي أحمد رمضان الخيوط مع مؤسسة اسبن للمحافظين الجدد بعد اجتماع الغادري ومعارضين سوريين بإشرافها في برلين. المؤسسة التي عرفت في قيادتها أسماء مثل هنري كيسنجر تولج أحمد رمضان في The Aspen Institute Middle East Strategy Group (MESG) وهكذا يصبح مفوضا في خدمة السياسة الأمريكية في المنطقة ويمحي من سيرته الذاتية إدارة "القدس برس" وغيرها من المؤسسات المشبوهة أمريكيا. عبيدة النحاس يحرق أوراقه في جبهة الخلاص ثم بموتها يبحث عن ممولين أمريكيين وبريطانيين لنشاطه الإعلامي، بسمة قضماني لم تترك فورد فاونديشن منذ 1999، وقد كانت مسؤولة خلال سنوات عن تنظيم اللقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بعض الديكورات الضرورية من عرب وأكراد والمعركة كانت في كسب اسم أكثر ثقة. برهان غليون الذي رفع سقف مطالبه عندما شعر بحاجة المقاولين السوريين له، وأخيرا حصل على ما يريد ماديا ومعنويا. بقي إقناع هيئة التنسيق الوطنية.. صقور الهيئة في الخارج يعرفون الطبخة لذا يقولون للداخل دخول جهنم أفضل من دخول مجلس كهذا. الكم الأكثر وطنية وديمقراطية يصمد ويرفض العروض المالية المغرية لدخول المجلس كم دفعت آفاز؟ كم دفعت فورد فاونديشن؟ كم دفعت اسبن؟ كم دفع المجلس الديمقراطي؟ كم دفع الديوان الأميري القطري؟ شراء بالجملة ودعم للجميع ونسبة تفوق النصف من الإسلاميين مقابل سكوتهم عن نسبة للأمريكيين تفوق حصة التنسيقيات؟؟ برهان غليون يضع نفسه في القبان، ما الذي حدث؟ لماذا انقلب عدة مرات.. يبدو أن تلفونا من أحد أفراد عائلته أخبره بأن الأمور تسير نحو الأسوأ، وقال له: "برهان أحسن تطلع بقرشين من هالقصة لأن الوضع خرائي في حمص"؟؟ الثورة تتعرض لمحاولة اغتيال تعتبرها الجزيرة أكبر انجاز بعد انتفاضة درعا؟؟؟ وقد تقرر في اسطنبول تخصيص خمسين ألف دولار لتغطية لوحات وهتافات وجمعة تسمى جمعة المجلس الوطني السوري.. بورصة اسطنبول تفتح ذراعيها لاستقبال المقاولين الجدد.. وسيقوم الإعلام الخليجي والفيس بوك بحملة تشويه لسمعة كل من يقف بوجه عملية النصب التي تتعرض لها الثورة في وضح النهار.. لن يعيش المجلس كثيرا، سيربحون المال وبعض الجاه على أبواب السفارات والحقارات ويخسرون أنفسهم، ويتابع الشعب نضاله حتى النصر على الدكتاتورية وعلى من يريد صناعتها من جديد.
#شبلي_شمايل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاولون السوريون والثورة (2من3)
-
المقاولون السوريون والثورة
-
قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
-
ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
-
يريدون اغتيال الثورة
-
الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
-
السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية
-
من أجل إنقاذ الانتفاضة
-
أيها القتلة.. اتركوا لنا الحق في الحياة
-
سورية في الإعلام ليست سورية في الواقع
-
رأفة بالشهداء يا إعلام الكذب وأدعياء الدور الوهمي
-
انتفاضة الكرامة في درعا : سلمية تقدمية
-
تحقق وكن أعمق يا كريشان
-
الإسلام الأمريكي في المهجر السوري
-
الثورة التونسية والإسلاميون العرب
-
تقليعة العثمانية الجديدة
-
أسلمة الجزيرة (3): الإيديولوجية في خدمة الملعوب!!!
-
أسلمة الجزيرة (2): الإخونجية يسيطرون!!!
-
في الذكرى الأربعين لحركة الجنرال الأسد !!
-
هل تنحسر مهمة العلماء في فتاوى التكفير ؟؟
المزيد.....
-
كيلوغ: لا يمكن لأحد أن يخمّن القيمة الحقيقية لاحتياطيات المع
...
-
البيت الأبيض يستبدل صورة أوباما بلوحة أيقونية لترامب بعد نجا
...
-
محللون: الضغط الأميركي سيجبر نتنياهو على إنهاء الحرب
-
قاضية أميركية تسمح بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل
-
خبير عسكري يعلق لـCNN على -سقوط مسيّرة- في ماعين الأردنية
-
الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على قطاع غزة مخلفا عشرات القتلى
...
-
بدء موسم تعشيش البطاريق في حوض أسماك شيكاغو
-
ويتكوف: الولايات المتحدة مستعدة للبحث عن حلول وسط في المفاوض
...
-
-أكسيوس- عن مسؤول أمريكي: ترامب مستعد لتقديم تنازلات للتوصل
...
-
محكمة أمريكية تقضي بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|