أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - امريكا مصغره في قلب العراق














المزيد.....


امريكا مصغره في قلب العراق


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اقدمت الاداره الامريكيه بعد احتلالها للعراق في العام 2003 على بناء اكبر سفاره بالعالم في قلب العاصمه بغداد دون اخذ الموافقات الرسميه من الجانب العراقي في تحد كبير لاراده الشعب وانتقاصا من السياده العراقيه وكأن هذه الارض تابعه للولايات المتحده الامريكيه ..
فالسفاره التي اقامتها واشنطن في العراق تعد الاكبر في العالم فالمساحه المخصصه لها كافيه لانشاء (94 ) ملعب كرة قدم ويعمل فيها عدد كبير من الدبلوماسيين يفوق عشرات المرات اعداد الدبلوماسيين في اية سفارة بالعالم ، ناهيك عن اعداد المرتزقه الذين يعملون في الشركات الامنيه الخاصه المكلفه بحماية السلك الدبلوماسي ومقر السفاره والقنصليات في المحافظات ...
الاداره الامريكيه شرعت في انشاء دوله صغيره وتشكيل حكومه دولة السفاره في العراق برئيسها ووزرائها المعينين من السفراء الحاليين والسابقين وان هذه السفارة ستتسع مهماتها وتتضخم اعداد موظفيها بحسب وصف صحيفة هافنغتون بوست وان المخططين الامريكان عادوا الى مشروع تضخيم السفاره وتحويلها الى شبه دوله صغيره محصنه بمايكفي ومكتفيه ذاتيا ففيها مجمع سكني يتسع لسكان بحجم مواطني دولة الفاتيكان ، وان هناك اعدادا كبيره من المرتزقه ستوفر حمايه لمجموعه كبيره جدا من الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين فيما سيرتفع عدد العاملين فيها الى ( 16 ) الف وهو عدد كبير لم تشهده اية سفارة في العالم .. وهذا يدعو الى التساؤل عن طبيعة هذا التواجد الدبلوماسي الكبير وماهيته ، وهل ستصبح هذه السفاره مركز ادارة العمليات العسكريه والدبلوماسيه في الشرق الاوسط أوربما التجسس على دول المنطقه وادارة الخطط الستراتيجيه في المنطقه بعد التغيير الذي شهدته منطقة الشرق الاوسط وفقدان الملاذات الامنه التي وفرتها الانظمه الدكتاتوريه الحليفة لها ..
اقدام الاداره الامريكيه على بناء سفاره بهذا الحجم في العراق دليل على نية بقاء طويل الامد ، واستبدال الاحتلال العسكري باحتلال دبلوماسي مخابراتي ، فما تبقى من اعداد في العراق كاف لاحداث تغييرات في العراق او حتى في الشرق الاوسط ، لان التفوق العسكري اليوم لايقاس باعداد الجنود وانما بالتكنولوجيا والاسلحه المتطوره والانظمه الاستخباراتيه الكفوءه ، لامثلما يجري في العالم العربي لحد الان التدريب العسكري المتطور مازال عباره عن ( يس - يم ) اي يمين شمال وغيرها من الفهلوات الفارغه ..
بناء السفاره بهذا الحجم تأكيد على ديمومة الاحتلال وان اختلفت تسميته ، من عسكري الى مدني ، او من عسكري الى دبلوماسي ، وكأن الاداره الامريكيه تعرف ان لا احد بامكانه ان يقول لها بالفم المليان اتركي هذا المكان لانه ارض عراقيه وارحلي ، لان من اعتلى العرش بفضل الدبابات الامريكيه لايمكن ان ينطقها ولو مزاحا ..
كيف سمحت الاداره الامريكيه لنفسها ببناء هذا المجمع الضخم فالاموال التي رصدت لبنائه تجاوزت الثلاثة ارباع المليار دولار ناهيك عن النفقات الاضافيه التي قدرت بـ ( 150) مليون دولار تضاف لها الاموال التي ستخصص كميزانيه للسفاره واجور ورواتب العاملين فيها والتي ستكون باهظه جدا لان العراق مايزال في نظر الامريكان منطقه غير امنه ، والمصيبه الكبرى انهم بنوا السفاره في منطقه تقع ضمن مدى الصواريخ بل حتى قذائف الهاون وهذا دليل على تخبط واضح او بالاحرى عدم حسبان ان غالبية الشعب يرفض تواجد الامريكان على الارض العراقيه ..
ان وجود هذه السفاره وبهذا الحجم في قلب العاصمه بغداد سيؤثر حتما في القرار السياسي العراقي وفي صناعة الازمات الداخليه ، كون الامريكان يتعاملون مع الساسه العراقيين من منطق القوه ، اي انه لولاهم لما تمكن هؤلاء الساسه من اعتلاء الكراسي ، فالتضحيات الكبيره للامريكان يجب ان يكون هناك مايوازيها ، لم تأت امريكا قاطعة البحار من اجل عيون الشعب اوالساسه العراقيين وانما هناك مصالح اقتصاديه وستراتيجيه لها في العراق لايمكن التفريط بها ..
المهم ان السفاره الامريكيه بنيت في العراق رغم انف الشعب العراقي ورغم انف الساسه ولااحد يستطيع ان يستردها من امريكا لان تكاليف بنائها عاليه جدا لايمكن سدادها من ميزانيتنا المثقله اصلا بالديون ، لاندري اندفع تعويضات للدول المتضرره من حروبنا العبثيه ام ندفع منها رواتب ( الساده ) المسؤولين الذين باتت رواتبهم تثقل الميزانيه بشكل كبير .. ولانقول في النهايه الا حسبنا الله ونعم الوكيل ..



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا البيت مطلوب دم
- كاتم الصوت .. ثقافه سياسيه بامتياز
- بين المالكي وعلاوي ضاعت لحانا
- صيف الله واكبر
- سكوت الساسة يعادل جرائم الاحتلال
- حبكِ يُراقصُ حدود قافيتي
- لنا انبياء يتلعثمون بالقافية
- حبك .... علمني السحر
- * علمني حبك أن أرقص
- سيناريوهات من زمن الخيبه
- بطش الحكام ... جرائم حرب لاتغتفر
- لاتستهينوا بمطالب الشعب ..
- تنازلات ترقيعيه لامتصاص الغضب الشعبي
- ارادة الشعوب اقوى من الزعامات كارتونيه
- كفرتُ بالسياسة وعهرها
- من نصب الحريه نستعيد حريتنا
- أنثى نزلت على كف ملاكٍ
- أنثى ... إستفزت المخيلة ... فأنطقتها
- * ليت قلبك مثل قلبي
- وأخيراً نطقت عيناكِ


المزيد.....




- الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر ...
- الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع ...
- ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
- وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط ...
- عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري ...
- التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي ...
- -واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
- ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا ...
- الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
- البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - امريكا مصغره في قلب العراق