أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-














المزيد.....

صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


كتب إلي رسالة موجزة، أرفقها بمقاله الجديد إلي، قائلاً فيها: أنا على عجلة من أمري، سأخرج، لقد تأخرت. كتبت إليه فوراً: إلى أين؟، فأجابني بالسرعة نفسها: إلى التظاهرة، لأسهم في بناء سوريا الجديدة، أغلقت بريدي، متوقفاً عند هذا الحد، من المراسلات بيني وصديقي، كي أعود إليه، بعد حين، لأجده يحمل رسالة أخرى منه، تقطر منها الغبطة، والسعادة يقول فيها: لقد عدت للتو، من تظاهرة الميدان، وتصور مدى فرحتي، وأنا أصرخ، لأول مرة، في شوارع دمشق: يسقط النظام.
لا أدري، لم انتصبت كل شعرة في جسدي، وبتّ أتصبب عرقاً، وأنا أترجم رسالة هذا الكاتب الذي أعدُّه من صفوة أصدقائي، الخلّص، منذ أن عرفته، قبل عشرين عاماً، لأتفاجأ به، إنساناً حقيقياً، شهماً، عالي الروح، لا يعرف الضغينة، أو اللؤم، يعتبر أي إنجاز لسواه إنجازاً شخصياً له، يرافع عن كل صديق له، في غيابه، أنى تعرض لطعنة، في الظهر، أو نميمة ملفقة، أو تجنِّ، ليكون بذلك سفارةً كاملة، لأصدقائه المبعثرين، في شتَّى أرجاء المعمورة، وإن عزَّ أمثاله بحق، في زمن صارت أوراق اعتماد"العلاقات" فيه عند بعضهم: الخداع، وتشويه صور الناس، و تقزيمهم، والحط من شأنهم، ليتسنى لهذا الضرب الظهور،على حساب سواهم، ولاسيما أنهم يختارون كل من ناضل، وتعب، من أجل الشأن العام، هدفاً لأنصالهم.
أكتفي بهذا القدر من وصف هذا الأخ الذي لم تلده أمي، ولا أريد التدرُّج وفق هياج العاطفة، لئلا أذكر اسمه، وهو الأديب الألمعي، نثراً وشعراً، وهو الرجل موقفاً، فلقد كان من أوائل من باركوا ثورة الشباب السوري، بلسانه، وسنان حبره، ليربط القول بالفعل.
بعد استلامي لرسالة هذا الصديق، رحت أستكمل صورة شارع الميدان الدمشقي، وأتصور مشهد الكتاب، والفنانين، والمثقفين، والناشطين، والأبطال" الميدانيين" على ضوء رسالة أخرى، كانت قد وصلتني في إطار دعوة، أرسلها إلي صديق أديب مبدع، آخر.
وكان نص الدعوة مكتوباً بحرفية عالية، أشير فيه إلى أن هذا الإعلان نعدُّه إخطاراً للسلطات المعنية، مادامت هي تخرج في كلِّ يوم عشرات التظاهرات الموالية.
كانت الدمعة حبيسة في عيني، بيد أنها سرعان ما طفرت، وأنا أتصور هذا المشهد، أتصور قامات هؤلاء المناضلين، الضوئية، زغردات النساء من شرفات بيوتهن، سواء أكانت معلنة، أم مضمرة، ربما نتيجة للظرف الاجتماعي، أو حتى خوفاً، من جيش كتاب التقارير الذي وجد في هذه التظاهرات مواسم يومية، يوثقها حبراً وصوراً إلكترونية-وإن كان الخوف السوري قد سقط أصلاً- وكذلك يشطّ بي الخيال لتصوُّر: منظر نِثار الأرز، والسَّكاكر المتهاطلة على شكل غيمات،وأصوات عراضات تشبه تقاليد الأقدمين، لأقول: هذه سوريا، هذا نبض إنسانها، هذا موقف إنسانها الحبيس طيلة أربعة عقود ونيف، حتى طفر كدمعتي، هذه.
إنه شعور لا يماثله، إلا شعور شاب قريب مني، راح يكتب إلي، عن أولى تظاهرة في أولى مدينة كردية، من خريطة وطننا السوري، إذ قال:
لأول مرة أشعر أنني سوري حقاً...!
أتذكر، أنني كنت أناقش هذا الشاب، ليكون مرناً في رؤيته، وآرائه، بيد أنه لم يكن ليلين، وهو يقرأ لوحة المظالم القذرة التي ناله منها رصاصة، ذات يوم، كي أقرَّفي ذاتي أن ثورة شبابنا السوري، باتت تعطي درساً مهماً في الوطنية، ليته يفهم من قبل كل المكون السوري، بدرجة واحدة، فلا يهرول طرف للاستئثار بفرض آرائه، من دون الآخر المكمل له.
إن الدم الذي يغسل تراب سوريا، من أقصاها إلى أقصاها، بات يقول عبارة واحدة: لا عودة إلى الوراء، أجل، لا عودة عن الحلم الذي كان يساور الطفل حمزة، والمغني إبراهيم قاشوش وغيرهما، من قافلة شهداء الثورة التي لابد من أن تنتصر، وهو ما لا يزال النظام يريد أن يحتال عليه، بروح هي خليط من الذئبية والثعلبية، بيد أنه هيهات له ذلك.... هيهات.......!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت


المزيد.....




- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-