|
التجربه الحزبيه في العراق
علي رحيم مذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المعروف أن الحزب السياسي يعتبر منظمة جماهيرية للأفراد في سياق انتماءاتهم الفكرية والطبقية، ويقوم على أفكار أيديولوجية موحدة تجسد أولويات مجتمعية محددة، وتوفر العمل المشترك في إطار المنافسة السياسية من أجل الوصول للسلطة بهدف أحداث تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية وفقاً لتصورات مستقبلية .أما المعارضة، فهي أسلوب من أساليب التعبير عن الإرادة ومظهر من مظاهر المشاركة معناها الرفض ومعناها الموقف المضاد ولا تقتصر المعارضة على الجانب السياسي فقط بل تتعداه إلى الجانب الاقتصادي والثقافي وقد تشمل كل نواحي الحياة أو تشمل جانباً واحداً ضيقاً ، وهذا يعود لطبيعة الحكم وطبيعة الفئة المعارضة .عرف العراقيون الأحزاب السياسية، منذ وقت مبكر، وخصوصاً بعد سقوط الدولة العثمانية وقيام الدولة العراقية الحديثة، فقد تأسست أحزاب عديدة (علنية وسرية) لعبت دوراً بارزاً في الحياة السياسية، والاجتماعية والاقتصادية .وتعتبر نهاية العقد الثاني من القرن العشرين و تحديدا سنة 1919م بداية تشكل أول أنواع لحركة حزبية. قامت في ظروف السرية وتحت المظلة الدينية وفي ظل الاحتلال البريطاني المباشر للعراق، تمثلت بـ (حزب حرس الاستقلال)و( حزب العهد ) وبعد استقلال الدولة العراقية سنة 1921م، تم سن أول قانون للأحزاب العراقية في صيف 1922م. وبعد احتلال العراق في 9 نيسان/ أبريل 2003م، وبالشكل الذي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية، شهد حالة من الفوضى السياسية والحزبية وحالة من السيولة السياسية، فظهرت، مجموعة كبيرة من الأحزاب والحركات والتيارات المتباينة الأهمية والامتداد والعمق وتحت مسميات شتى استفادت من هامش الحرية غير المنضبطة التي خلفها سقوط النظام وغياب مؤسساته الأمنية والقانونية فقد ظهرت حتى سنة 2010م ما يزيد عن (200) حزب وحركة وتيار سياسيي اختلفت في التوجهات والأيديولوجيات، منها الإسلامي ومنها العلماني ومنها القومي وأن بعضها له جذور تاريخيه معروفة، وبعضها ظهر قبل عدة عقود من الاحتلال أو بعده، وهناك من أدعى أنه نشأ في إقليم كردستان العراق، لذلك يمكن القول أن هذا العدد الكبير من القوى السياسية التي ظهرت على الساحة السياسية العراقية بعد الاحتلال يقف وراءه عدة أسباب هي: 1- الحرمان المطلق من فرص العمل السياسي لأكثر من ثلاثة عقود . 2- الفراغ والفوضى السياسية وغياب أي شكل من أشكال السلطة. 3- عودة عدد من قوى المعارضة العراقية المنظمة من الخارج.
4- القوى والشخصيات التي كانت تعمل بشكل سري ضد النظام وجدت الفرصة المناسبة للظهور على الساحة . وقد أثرت هذه الأحزاب تأثيراً كبيراً في مجريات الحياة الاجتماعية والاقتصادية تجسدت بشكل لافت في النشاطات الاجتماعية المختلفة وبشكل واسع، إضافة إلى إنشاء منظمات المجتمع المدني لأول مرة في العراق ،وكما هو معروف يجمع العراق في تكوينه السكاني بين جماعات متباينة من حيث الأصول العرقية والمعتقدات الدينية وهو أمر قد يراه البعض تهديداً لوحدة شعبه، في حين يراه آخرون عاملاً إيجابياً من شأنه أن يعزز التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق، إلا أن الحكم على إيجابية أو سلبية هذه الخصوصية التي تميز الشعب العراقي يعتمد على عدة عوامل رئيسية هي: 1- الثقافة السياسية وملامحها التي طمسها النظام السابق. 2- الخريطة الجغرافية للأقليات في العراق التي تتمركز في مناطق معينة منفصلة عن الأخرى. 3- سياسات وممارسات النظام السابق العنصرية تجاه الأقليات العرقية والدينية. 4- عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي يعيشه العراق منذ 9 نيسان/ابريل 2003م. 5- الدور الإقليمي في دعم القوى السياسية العراقية وإملاء أجندتها السياسية عليها لأهداف إستراتيجية معينة ولاسيما دول الجوار العربي وتركيا وإيران وبهذا واجه الشارع العراقي كما هائلاً من التشكيلات السياسية والدينية والعلمانية والقومية التي كانت محظورة في السابق عن التعبير عن أفكارها وتوجهاتها السياسية، لكن رغم هذا يمكن القول أن هذا الكم والعدد الكبير من الأحزاب دفع جميع مكونات الشعب العراقي من عرب وأكراد وتركمان وأشوريون .. إلخ للمشاركة ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث في أكبر تظاهرة سياسية إلا وهي ( الانتخابات).
#علي_رحيم_مذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(( هويه وطنيه ام قوميه ام دينيه ؟ ))
-
أزدهار القوى الاسلاميه وتراجع القوى القوميه العربيه
المزيد.....
-
صانعة المحتوى اللبنانية عبير الصغير تشارك متابعيها صورًا مع
...
-
حقيقة فيديو رقص فتاة سعودية مع مطرب خلال حفل في الرياض
-
نتنياهو: خطأ ماكرون جسيم بترويجه لدولة فلسطينية في قلب أرضنا
...
-
أزمة جديدة بين الجزائر وفرنسا
-
طهران.. ترحيب سياسي وشعبي بالمفاوضات
-
موسكو: أسقطنا مقاتلة F16 لقوات كييف
-
روسيا – بولندا.. صراع مستمر طوال ألف سنة.. الحلقة الثالثة
-
الرئيس المصري يصل إلى الدوحة
-
الجيش السوداني يسيطر على عدة مناطق جنوب البلاد
-
وزير الخارجية الإماراتي يبحث مع نظيره الإيراني محادثات واشن
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|