الرباط ومراكش وفاس و صفرو وتازة وكلميم... قمع منفلت من عقاله و احتجاج شعبي مستمر

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

يبدو أن التعامل الرسمي مع مظاهرات 20 فبراير بدون استفزاز قمعي، وما ترتب عنه من مشاركة جماهيرية كثيفة ببعض المدن، و تدفق الشباب الى الشوارع، قد بث الرعب في الدولة.

فبسرعة تغير التكتيك يوم 21 فبراير، ونزل القمع كالمعتاد لمطاردة المحتجين و الفتك بهم، و شنت حملة اعتقالات بعدد من المدن. يخشى الحاكمون ان يكون نجاح يوم 20 فبراير تشجيعا لالتحاق مزيد من الشباب و الجماهير المقهورة بالحركة النضالية الناشئة بمبادرة من شباب 20 فبراير. وطبعا من الحماقة اعتقاد ان القمع سيوقف المد الكفاحي الصاعد، فطاقة الاحتجاج و تحدي الظلم و البطش اكبر مما يعتقد مهندسو القمع. ولهم في المثال الليبي،حيث استعملت حتى الطائرات الحربية، عبرة تبرز قدرات الكادحين في كل مكان على وجه الأرض.

بعد فشل حملة التضليل الرامية إلى إفشال حركة 20 فبراير، لم يبق لأبواق الدولة غير تقليل شأن المظاهرات بادعاء ان مجموع من نزلوا الى شوارع المغرب لم يتعد 37 الفا. و لحظة ابتهاج وكالة الأنباء الرسمية برأي هيومن رايتس وتش ، كانت قوات القمع تنقض على المحتجين بعدد من مدن المملكة.

ففي العاصمة جرى قمع وقفة شباب 20 فبراير في السادسة ونصف من مساء أمس، وسقط جرحى منهم ادريس أومحند و خديجة الرياضي (رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان) و ربيعة البوزيدي.

و في مراكش، جرت مواجهات عنيفة مع قوات القمع في احياء قشيش و سيدي يوسف و المحاميد و باب لخميس قرب الولاية. و في فاس مواجهات مع قوات القمع بأحياء شعبية، منها بن دباب و بنسودة و عوينة الحجاج، و اقتحمت قوات القمع، ومنها الجيش، الحي الجامعي بظهر المهراز، وتم اعتقال عشرات الطلاب. وشهد حي بنسودة مواجهات بين الجماهير الشعبية وقوى القمع مدعومة بعصابات شباط"عمدة المدينة"، وفي حي اعوينة الحجاج نزلت الجماهير الشعبية متحدية القمع معبرة عن رفضها لواقع الفقر والتشريد الذي تعيشه، وقد تدخلت قوى القمع بهمجية لتفريق المتظاهرين، وهو الواقع الذي تعرفه مجموعة من الأحياء بمدينة فاس (باب فتوح، سيدي بوجيدة،عين قادوس، الدكارات،…) ولعل أبرزها المواجهة التي اندلعت بحي ابن دباب بعد خروج أبناء الشعب للتظاهر.و وشهدت كل من صفرو وتازة مظاهرات تلاميذية. و في كلميم جنوبا تواصلت المواجهات بأزقة الأحياء الشعبية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس.

لا شك ان مقومات صمود الشباب ذاتية مستمدة من تقاليد الكفاح، حيث كانت انتفاضات المغرب شبابية في المقام الأول، و أساسها القهر الطبقي و الاستبداد السياسي السائد. لكن هذه المقومات معززة اليوم، على نحو غير مسبوق، بالقدوة التي بات يشكلها شباب تونس ومصر و ليبيا، وباقي البلدان العربية المهتزة بفعل الموجة الثورية التي أطلق شرارتها الشهيد البوعزيزي بتونس.

من يظن أن آليات القمع ستسكت شبابا منتفضا ضد الظلم الاجتماعي و الديكتاتورية واهم، وسيدفع ثمن أوهامه.

حركة الشباب أمام تحدي تواصل التعبئة، وضمان العلاقة الوثيقة بالقاعدة العريضة بالأحياء الشعبية و المدارس و الجامعات. و هذا ما لن يتأتى الا بصيغ منظمة، كلجان الأحياء و لجان المؤسسات التعليمية، وبالتعاون مع فروع جمعية المعطلين وكل المنظمات التي شاركت في 20 فبراير و ساندته.

وجلي أيضا أن وضع حصيلة 20 فبراير لاستخلاص دروسه مهمة ملحة تستدعي الانفتاح و الإنصات و الروح الديمقراطية، و التجرد من أي ميل إلى الوصاية على الشباب المنتفض.

لقد التحق عشرات آلاف شباب المغرب الكادح بساحة النضال، ومهمة الطلائع المناضلة ان تحسن تنظيم الحركة و توسيع أفاقها وتدقيق مطالبها و تطوير أساليب عملها.

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات