أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين














المزيد.....

كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


لا أدري أين قرأت في بداية صباي عبارة تقول :
(إذا أردت النجاح عليك بمحبة الآخرين)
وبالتأكيد كلنا نحب النجاح وآمنت بهذه المقولة لسبب مصلحي كما ترون في البداية إلا أنها وكلما تقدم بي العمر تزداد رسوخا رغم إن النجاح قد ولى إلى الأبد .
إلا أني في بداية شبابي قرأت كتاب ديل كارينجي (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) هذا الكتاب الذي تقول القاعدة التاسعة فيه : لا يكفي أن تحب الآخرين عبّر عن حبك لهم بحماس ستكون أكثر قربا من قلوبهم . وكما تعلمون لا أحد لا يريد أن يكون أكثر قربا من قلوبهم أي الآخرين ..
وآمنت إيماناً شديداً بهذه المقولة إذ كلما أحببت شخصاً( وأنا لم التق شخصا قط لم أحبه ) عبرت عن حبي له بحماسة شديدة ، إلا إني في كل مرة اكتشف أن هذا يجر عليّ الاحتقار والازدراء والمشاكل على الأقل ولكم بعض الأمثلة

مرة أرسلت رسالة لأديب كبير أشيد بها بأدبه ومبدياً إعجابي بما تخط أنامله العظيمة ومستغربا أشد الاستغراب إن جائزة نوبل لم تتشرف به إلى الآن .. وجاءني منه رد قصير يقول: أيها الحقير لو لم تكن نكرة لما سخرت مني؟؟

ومرة أخرى في إحدى أمسيات الشعر انفعلت مع احد الشعراء ، وكان يلقي قصيدة حديثة وصفقت بحدة صائحاً الله اكبر هذا هو الإبداع وإلا بلا ..
فقام شخص من الصفوف الأولى ، وقال لي لو سمحت تعال معي ، وقمت معه دون تردد و بعد أن أصبحنا خارج المدرج ، امسكني من كتفي ، وجرني كهدم متسخ ، ولولا أني انتفضت و صحت به نزل إيدك .. واعرف مع مين تحكي!!! قسما بالله ستندم على الساعة التي ولدت فيها !!! ؟
فارتعد ولم يجرؤ أن يسألني مين حضرتك ؟ !!! إذ كانت هذه الجملة في ذلك الحين كافية لان تجعل أضخم شخص يرتعد , وبدلا من ذلك قال لي عفوا يا أستاذ مشان الله لاتواخذنا والله والله أنا عبد مأمور والله ما عرفتك . مشيت ممتعضاً قبل إن يكشف أمري شخص حقيقي من جماعة - اعرف مع مين تحكي

ومرة كتبت لأحد الشعراء الصغار( سناً طبعا) وكان قد نشر قصيدة قصيرة في بريد القراء بإحدى الجرايد التي لا يقرأها أحد غيري على ما أظن .. لو أن بابلو نيرودا قرأ قصيدتك التساؤلية لأحجم عن نشر كتاب التساؤلات . فأجابني : أنه لو يعلم أن أمثالي سيقرؤون له لما كتب ما كتب ؟ (وامثالك هذه شتيمة يستخدمها المثقفون بكثرة ) وكان هذا الرد لطيفا مقارنة مع ردود أخرى لا يجدر أن اذكرها وأنا أكتب لجريدة تقرأها العائلة !

هذه مشكلتي أني اعبر عن انفعالاتي بسرعة معتقداً إن الحب للآخرين سيقربني منهم حسب القاعدة التاسعة من كتاب ديل كارينجي .

ومرة كتبت لأحدى الزميلات في الجامعة ، وكنا نشارك سوية في الأمسيات الشعرية ، وكانت تردد إنها تتأثر بكتاباتها بشعري إهداء على كتاب شعر لأحد رواد الحداثة العربية واهديته اياها " أن هذا الشاعر قد تأثر بمجمل الشعر والتراث العربي والغربي وكتب ما كتب وأنا تأثرت به ولم يعجب شعري أحد غيرك فماذا ستكتبي أنت .. أنت؟ " وكان دافعي الحرص على تجربتها الشعرية طبعا!!
ستخمنون طبعاً انه آخر لقاء بيننا ، وأنني أصبحت بعدها هذا الذي يكتب تفاهات ؟

آخر سلسلة عبّر بحماس عن حبك للآخرين أني قرأت مرة لكاتبة عربية مقالاً حول هذه النظرية فكتبت لها مبديا إعجابي بما كتبت وإيماني الشديد بهذه المقولة .. ونوهت لها أن لا تعتبر هذا الكلام إحدى الطرق الملتوية للتعرف عليها .. أو انه مديح مجاني .. أو غزل مبطن إذ أن هذا الأمر قد قام به وزراء سابقون أو حاليون أو رؤساء تحرير أو على الأقل مسؤولون من الدرجة الأولى أين أنا منهم ؟ وكان ردها شديد التهذيب إذ قالت لي :
" إن معرفتي بالادب والادباء تجعلني اشك أن قلة الأدب هذه تصدر عن شخص يدعي انه يكتب الأدب ؟؟ "
طبعا لا أطمح من وراء حبي للآخرين أن تخرج قريتي الصغيرة كاملة في تشييعي كما خرجت امريكا في تشييع الممثل الأمريكي وليم روجرز ، القائل الأساسي لمقولة لم التق إنسانا قط لم أحبه .. بل اطمح بما دون المائة ، وهو عدد يرضي طموحي ، إذا قارنت نفسي بالجواهري العظيم الذي لم يخرج في جنازته سوى بضع مئات ، وقد كان مؤمنا بهذه المقولة إلا انه لم يكن يحب صداما وهذه كانت أم المشاكل بالنسبة لي .



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
- كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
- كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي
- خسر ابنه مجد مرتين.. مشهد تمثيلي يكشف -ألم- فنان سوري
- -مقبولين، ضيوف تومليلين- فيلم وثائقي يحتفي بذاكرة التعايش في ...
- السينما العربية تحجز مكانا بارزا في مهرجان كان السينمائي الـ ...
- أسبوع السينما الفلسطينية.. الذاكرة في حرب الإبادة
- سينما: فرانتز فانون...الطبيب الذي عالج جراح الجزائر وناضل من ...
- -وئام وسلام-.. تحفة فنية فريدة في مطار البحرين الدولي (صور) ...
- آلام المسيح: ما الذي يجعل -أسبوع الآلام- لدى أقباط مصر مختلف ...
- طريقة تثبيت قناة زي ألوان الفضائية على نايل سات وعرب لمشاهدة ...
- الحساب الرسمي لدوري الهوكي الأمريكي يستبدل كلمة -الروس- في ت ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين