أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء ثابت السراي - هاملت ...الانتقام والرمزية














المزيد.....

هاملت ...الانتقام والرمزية


ضياء ثابت السراي

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


هاملت هذه المسرحية التي أراد لها شكسبير أن تتلون بألوان شتى ،لم تغير من ألوانها تلك بل ازدادت ألوانها مع تقادمها ومرور السنين عليها ، وكانت جدلية هاملت كعمل مسرحي ،في أنها كلما تقادمت كلما اوجد لها تفسير جديد ...ومؤخرا يدور الجدل حول هل أن هاملت رجل أفعال أم رجل أقوال ، هل هو مجرد (فم) أبدى امتعاضه وغضبه وتوعد كثيرا كما أظهره شكسبير على طول مسرحيته تلك ، أم انه رجل قال ووعد بالانتقام وحقق انتقامه بالمحصلة ، كما يتبين ذلك من خلال متابعة المسرحية .
الأمر ليس مقيدا بالمقولتين ، بل هو حكم يستطيع القارئ أن ينطقه بعد أن يقرأ المسرحية وهي الكارثة الحقيقية التي امتازت بها كتابات شكسبير حيث أنها لم تكن في أي وقت من الأوقات ثابتة وجامدة ذات حكم واحد يمكن تعميمه على الشخوص أو الأحداث أو الرموز.
بيد أن هاملت الشخصية الرئيسية في المسرحية يطلق وعدا لشبح والده في بداية المسرحية، بأنه سينتقم من عمه الذي سرق حقه وقتل أبيه الملك ، وتدور الأحداث ونرى هاملت متحير يترنح بين غضبه وقهره وبين هلاوس قد تكون حقيقية أو تكون وهم ،وبعد أن يتأكد بطريقته التي ابتكرها شكسبير (The play within play) يقرر أن ينتقم ، وتسنح له الفرصة لكنه لاينتهزها خوفا من الموقف ... وينتهز فرصة أخرى يقتل خلالها شخص أخر ليصبح طريد وتفشل خطة جنونه التي مهد لها طوال الفصول الثلاثة الأولى من المسرحية .
هنا يتوقف المتابع ليطرح تساؤله ،هل نفعت خطة هاملت بادعائه الجنون؟ الجواب كلا... السؤال الأخر الذي يطرح نفسه هل حقق هاملت أهدافه في النهاية ؟ الجواب نعم ولا في أن واحد .
نعم ... فقد انتقم لأبيه بان قتل عمه الذي قتل والده ، وكلا لأنه قتل أيضا لارتكابه الخطأ القاتل الذي تمثل بقتل أشخاص لاعلاقة لهم بموت أبيه فاستحق بذلك عقوبة الموت وهي تراجيديا المسرحية بأكملها .
الحقيقة أن المسرحية لو أريد لها أن تسير على نمط النجاح الكامل لهاملت بمسعاه بالانتقام من عمه فأنها ستدعم بكل تأكيد الانتقام كتقليد اجتماعي تثار حوله الكثير من الإشكاليات وتحتدم فيه الجدالات ، لذا كان لابد من أن تكون نهاية هاملت مأساوية حتى تكتمل عناصر العبرة والدرس ، وبذلك فان هاملت كان رجل أفعال ولم يكن رجل أقوال لأنه وصل إلى هدفه وكان هو بالمقابل هدف وصل إليه العدل الإلهي .



#ضياء_ثابت_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفريد تيني سون يبحث عن وسيلة الخلود فاضحا سر تثينوس
- الابعاد الثلاثة قد تحول ممثلي العالم الى جيش من العاطلين عن ...
- الطبيعة والموت في اشعار وورد سوورث ووبليك وكوليرج


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء ثابت السراي - هاملت ...الانتقام والرمزية