انضباط أخلاقي

هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 25 - 01:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هي عبارة (اقبل الآخر كما هو ,لا كما تريد له ان يكون,أو ارفضه كما هو,لأنه ليس كما تريد), عبارة يحق لها الدخول في حيز خارج نطاقها اللغوي الذي تستند له ,وقد تصلح لللآستخدام عند الحديث عن احترام الذات و العلاقة باحترام الآخر وبالتالي تقبل الأخرين على نفس السوية .
في كلتا الحالتين للآمر علاقة بما يسمى عند البوذيين (الأنضباط الأخلاقي) الذي نسعى اليه نحن في حياتنا كما يسعون اليه في اعتناقهم مذهبهم الروحي في حياتهم الدنيوية هذه.
فما احترام الآخر سوى جزء من احترام الذات و هنا قد لا تجد نظرية النسبية مكانا" لها ,ويبرز السؤال حول:
؟هل من حدود توضع في طريق ازالة العذابات من درب تجسير هذه الهوة الكبيرة ما بين العقل و الروح ؟
وأية روح هذه التي تتجلى بتعذيب خالقها في جسد المخلوق ونظرته لنفسه وهو يسير محاولا" استنارة الطريق ما بين ما يجب أن يمليه عليه عقله وترضخ له روحه,وما بين ما يريده قلبه ولا يرضخ له عقله .
أية ضوابط يمكن لها أن توضع هنا لآزالة بعض العذابات التي يمر ويشقى بها المخلوق في رحلة سعيه لآرضاء المحب و الخالق معا".اذ أن هذا الأخير ينتهي دوره عندما يسير الأنسان في طريق استنارته هذه.يتنحى جانبا" ليترك للروح أن تهيم كما الفراشة حول ضوء القنديل الذي ما يفتئ يلسع بها وهي تحاول أن تقنعه أن هذا جزء من طقوس أسلافها اللذين مضوا.
ويبقى الأنسان في غيه ماضيا" ينظر لأحترام الآخر في لحظات الضيق عندما تمتلء الحياة بالتناقضات تحاول أن تتأمل فلا تجد سوى هذه الصورة لك بالآخر و انت تجاهد في رحلة احترام ذاتك كي تكمل مشوار تطورك الروحي بأتجاه فضيلة الأحترام و تخطي دائرة العذابات التي تدور فيها و تدور تتسع حينا" و تضيق أحيانا" في معابر الآستنارة ما بين الروح و العقل من جديد .
ما بين علاقة الأنسان بجسده و بالتالي علاقته بخالقه و بكيفية خلقة و ماهية الحكمة من هذه العلاقة الأشكالية لنا معشر البشر منذ كونتنا نطفة مجبولة بالطين ,مرمية كانت في أصقاع الأرض الذاهبة في غيها .
شيء يشبه التمرين الذهني في مسيرة أن يفهم الأنسان ذاته و بالتالي نفسه ,ولا يقدر.
أن يخفف من عبء عذاب الحياة وهو يشقى في رحلة المعرفة,و لا يقدر .
أن يجد طريق الحكمة المؤدي الى الخلاص ,فلا يجد سوى نفسه و مرأة حقيقتها على طريق فهم السؤال الأبدي؟
من أين يأتي كل هذا العذاب والتناقض ؟
أهو من جهل الأنسان للحقيقة ؟
أم من عدم قدرته على سلوك طرق اخرى للحقيقة؟
تساؤلات كتب لها أن تبقى تدور و تدور على محيط دوائر الحكمة و العقل و الروح و الآنضباط و احترام الذات و الآخرين

هيفاء حيدر.

#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات