|
لبنان بين السائح الغربي والعربي
محمد حبيب غالي
الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 03:17
المحور:
المجتمع المدني
ينتابني شعور سيء جداً وأنا أحاول أن أصف تصرفات وأفعال السائح العربي عند تواجده في لبنان ومقارنته بنظيره الغربي ، ومقارنة أفعالهم واهتماماتهم وتوجهاتهم أثناء سياحتهم . فكثير منا يسمع بالتصرفات التي يقوم بها السياح العرب وفي مقدمتهم السعودي في لبنان ، ولكن هناك مثل يقول ( السمع غير الشوف ) , فقد شهدتُ مواقف لا يمكن نسيانها أثناء تواجدي في بيروت قبل مدة , وكنت أتردد في الكتابة عن تلك المواقف والتصرفات لعدة أسباب حتى طُلب مني ذلك من قبل بعض الأشخاص اللبنانيين ، الأمر الذي شكل لي دافعاً قوياً للكتابة عنه ، مع محاولتي - قدر الإمكان- عدم الإساءة إلى الشعب اللبناني . كنت في بيروت اقطن في فندق ( باريسيان ) في منطقة عين المريسة ، حيث كان ينزل في نفس الفندق عدد كبير من السياح السعوديين المعروفين بلباسهم المميز وبذخهم وترفهم ، فقد صادفتُ موقف لن أنساه أبدا كونه من الأفعال شنيعة التي تعبر عن ضحالة صاحبها ورذالته ، ففي أحد الأيام ، وبعد رجوعي وبعض الرفاق إلى الفندق بعد جولة كنا نقوم بها ، وبينما كنا نهمّ بالتوجه نحو المطعم التابع للفندق ، وإذ بنا نتفاجأ من موظف ( الرسبشن ) الذي طلب منا بشكل لائق عدم الدخول إلى المطعم لأن فلان السعودي قد حجز المطعم بأكمله !!!! وطلب منا العامل أن ننتظر إلى أن يخرج هذا الشخص من المطعم ويصعد إلى غرفته وبعد ذلك ندخل كونه مصرّ على منع دخول أي كان إلى المطعم أثناء تواجده هناك !!!! وهذا ما حدث فعلاً.. حيث انتظرنا خروجه الميمون ونحن مذهولين لما نراه ، حيث وصل إلى حالة مزرية من السكر ، وعدم مقدرته على رفع نفسه ، فعمل بعض أصدقاؤه ( ممن يعيشون على جيبه ) على رفعه ، وارتكز عليهم للصعود إلى غرفته ، طالباّ منهم إحضار ( أربعة نساء ) ... وفعلاً جرت الاتصالات لتأمين طلب هذا الشخص وبعد دقائق ( وكأنما اتصلوا بسيارة إسعاف ) وقفت سيارة من النوع المارسيدس ( الشبح ) ونزلت منها أربعة نسوة ، صعدن إلى غرفته .. فاختار إحداهن .. وبعدها نزلت الثلاث !!!!! . إنني آسف جداً أن أتطرق لهكذا موقف .. ولكنني لم أتجرأ على كتابة هذا الموضوع إلا بعد أن طلب مني ذلك كما قلت ..... هذا موقف من عدة مواقف تصب في نفس المنحى فليس لديهم في سياحتهم غير هذه الأفعال والتصرفات البذيئة والتي تكشف طبيعة الحياة الاجتماعية التي يعيشها من يقوم بها ..... في المقابل ، جالست أحد السياح الغربيين في بعلبك وكان ألماني الجنسية فوجدت لديه من الاهتمام ما لم أجده عند كل السياح العرب حيث كان يصب جلّ اهتمامه على كيفية الحصول على معلومات تخص المكان المتواجد فيه ـ كونه من المناطق الأثرية ـ وعن تاريخ هذه المدينة ووقت اكتشافها، وقد اكتسبتُ منه بعض المعلومات القيمة عن قلعة بعلبك ذات الآثار الرومانية والتي تقف شامخةً بعواميدها الستة في مدينة الشمس أو كما كانت تسمى قديماً بهليوبولس ، هذا بالإضافة إلى الكاميرا التي لا تفارقه طوال رحلته وزيارته ، واخذ الصور لأي حدث ذو فائدة علمية وليس .... كزملائه العرب .. ولعـل أسباب الاختلاف فـي التصرفات والاهتمـامـات بـين المواطنين العـرب ( السعوديين بالخصوص ) والغربيين في السياحة تعود إلى ما يلي :. أولاً:. المؤسسة الدينية الوهابية المنغلقة التي تحكمهم، وتأثيرها على الشاب السعودي وعلى تصرفاته خارج بلده . ثانياً:. الكبت الذي يعيشه المواطن السعودي في حياته الاجتماعية واختلاف الثقافات بين العرب والغربيين . ثالثاً:. اهتمامات المواطن الغربي واختلافها عن اهتمامات المواطن العربي ، فالسائح الغربي لا يترك أي فرصة لاكتساب المعارف والمعلومات المفيدة ، بينما تجد السائح السعودي ينفق أمواله على النساء والخمارات وأساليب اللهو . رابعاً:. الفراغ العقلي الذي يعيشه الشاب السعودي والذي تعود بعضاّ من أسبابه إلى قلة الوعي الثقافي والجنسي ، أضف إلى توفر الأموال في يد هذه الفئة والتركيز على ناحية الإنفاق لتلبية غرائزهم الجنسية ، ولهذا كثيراّ ما تجدهم يأتون إلى مناطق معينة في لبنان مثل ( جونية ) و( المعاملتين ) لمصاحبة النساء وإغداقهن بالمال الوفير .
#محمد_حبيب_غالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بغداد تقتل كل يوم واحد منا !!!!!
-
المجتمع العراقي ..... وظاهرة البطالة
-
ممنوع همس الشفه ... ممنون بالحب رجفة ... أببغداد ممنوع العشك
...
-
أسرار مكالمة حسين سعيد و محمد المالكي
المزيد.....
-
المعارضة الباكستانية تدعو لانتخابات مبكرة وإطلاق سراح المعتق
...
-
الكشف عن تفاصيل جديدة حول تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون ا
...
-
دموع وهتافات وسجدة شكر.. مئات الأسرى الفسطينيين يصلون خانيون
...
-
الأمم المتحدة تحذر: السودان على شفا -الهاوية- والمجاعة تهدد
...
-
الأمم المتحدة: تطعيم 600 ألف طفل فلسطيني في غزة ضد شلل الأطف
...
-
الأمم المتحدة: نعمل على تحسين ظروف المعيشة للفلسطينيين في غز
...
-
مرصد حقوقي: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذيب مروع بسجون إسرائيل
...
-
متورط في -خلية اغتيالات-..اعتقال عضو سابق بمجلس الشعب السوري
...
-
الأخوان المدونان تيت المتهمان بتهريب البشر برومانيا يصلان إل
...
-
RT تلتقي الأسرى المفرج عنهم برام الله
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|